أكد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، اليوم (السبت) أن موضوع "الحياد" يحتاج إلى حوار سياسي، وذلك بعد لقاء مع بطريرك الكنيسة المارونية بشارة الراعي ، الذي كان دعا إلى حياد لبنان تجاه الصراعات في الشرق الأوسط. وقال دياب في تصريحات بعد اللقاء "إن موضوع حياد لبنان هو سياسي بامتياز، ويحتاج إلى حوار سياسي عميق مع كل الجهات السياسية في لبنان". وأردف قائلا "أعتقد أن هذه المسألة يجب أن تكون نقطة حوار بين كل الجهات السياسية في لبنان لتشكل موضوعا جامعا للبنانيين لا نقطة اختلاف". وتابع دياب "موضوع الحياد بحاجة إلى وضوح بالنسبة إلى معناه وأبعاده، لأن تفسيراته متفاوتة لذلك وقبل اتخاذ أي موقف علينا فهم كل أبعاد الحياد". وكان البطريرك بشارة الراعي، قد أطلق الأسبوع الماضي دعوة إلى "حياد لبنان" أثارت جدلا في البلاد في ضوء اتهامات جهات محلية وخارجية للحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب، بأنها حكومة حزب الله. وأوضح البطريرك أن دعوته للحياد هي "لحماية لبنان من أخطار التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، ومن أجل تجنب الانخراط في سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، والحؤول دون تدخل الخارج في شؤون لبنان". لكن الرئيس اللبناني ميشال عون، قابل دعوة البطريرك بالتأكيد على أن "لبنان ليس في وارد الاعتداء على أحد أو تأييد الخلافات والحروب، "إلا أننا ملزمون بالدفاع عن أنفسنا سواء كنا حياديين أو غير حياديين". وصرح البطريرك الراعي اليوم بأن "لبنان بلد حيادي بالأساس والميثاق الوطني ينص على الحياد والانفتاح على جميع البلدان إلا إسرائيل"، مؤكدا أن" الحياد خلاصنا فهو السبيل لنعيش البحبوحة مجددا". ويواجه لبنان أزمة مالية واقتصادية هي الأصعب في تاريخه، حيث أدت الى انهيار العملة الوطنية وتصاعد الفقر والبطالة وتوقف الحكومة عن سداد الديون الخارجية والداخلية في إطار إعادة هيكلة شاملة للدين العام، الذي يتجاوز 92 مليار دولار. ورأى دياب أن "أسباب الصعوبات المالية المتراكمة التي يمر بها لبنان هي الفجوة النقدية التي أصابت لبنان بشكل تراكمي"، لافتا إلى أن "هناك موجة قوية من الداخل والخارج تضر ليس بالحكومة ولكن بلبنان ولا تسقط الحكومة بل تسقط لبنان". وتجري الحكومة اللبنانية مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدة مالية، وتعمل أيضا على تنفيذ إصلاحات ضرورية للحصول على تعهدات بمليارات الدولارات أقرتها دول وصناديق مانحة في لدعم الاقتصاد اللبناني في فرنسا عام 2018. وأشار دياب إلى أن التفاوض بين الحكومة وصندوق النقد الدولي متواصل، وباشرنا بالحديث عن برنامج الدعم المناسب للبنان. وأوضح "القول بأن حكومتي هي حكومة حزب الله أصبحت أسطوانة مكسورة"، مشددا على أن حكومته لن تستقيل "لأن البديل لن يكون موجودا لفترة طويلة، وهذه جريمة بحق لبنان". وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد قال قبل نحو أسبوع أن بلاده ستواصل الضغط على "حزب الله" ودعم اللبنانيين للحصول على حكومة نزيهة.
مشاركة :