دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم (السبت)، إلى إبرام "عقد اجتماعي جديد" و"اتفاق عالمي جديد" لمعالجة عدم المساواة في جميع أنحاء العالم. وقال جوتيريش في خطابه الافتراضي بمحاضرة نيلسون مانديلا السنوية، إن مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" مأساة إنسانية، لكنه خلق أيضا فرصة لهذا الجيل لإعادة بناء عالم أكثر إنصافا واستدامة. وأضاف "يجب أن تستند الاستجابة للمرض وللاستياء واسع الانتشار الذي سبق المرض، إلى إبرام "عقد اجتماعي جديد" و"اتفاق عالمي جديد" يخلقان فرصا متساوية للجميع ويحترمان حقوق الجميع وحرياتهم". وأوضح أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيحقق بها العالم أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وخطة عمل أديس أبابا بشأن تمويل التنمية -وهي الاتفاقات التي تعالج بدقة نواحي الفشل التي كشف عنها المرض وضاعف من آثارها. وأضاف جوتيريش أن إبرام عقد اجتماعي جديد داخل المجتمعات سيمكن الشباب من العيش بكرامة، وسيضمن للمرأة نفس الفرص التي يتمتع بها الرجال، وسيحمي المرضى والضعفاء والأقليات من جميع الفئات. ومع ذلك، قال جوتيريش إن النظام العالمي على الصعيدين السياسي والاقتصادي لا يحقق المصالح العامة العالمية الهامة، والتي تتمثل في الصحة العامة والعمل المناخي والتنمية المستدامة والسلام. كما أعاد المرض الانفصال المأساوي بين المصلحة الذاتية والمصلحة المشتركة، وأعاد الفجوات الهائلة في هياكل الحوكمة والأطر الأخلاقية. وأوضح بقوله "لسد هذه الثغرات، ولجعل العقد الاجتماعي الجديد ممكنا، فإننا بحاجة إلى إبرام اتفاق عالمي جديد لضمان مشاركة السلطة والثروة والفرص على نطاق أوسع وأكثر عدلا على المستوى الدولي". وقال إن النموذج الجديد للحوكمة العالمية يجب أن يستند إلى المشاركة الكاملة والشاملة والمتساوية في المؤسسات العالمية، متابعا "بدون ذلك، فإننا نواجه تفاوتات وثغرات أكبر في التضامن، مثل تلك التي نراها اليوم في الاستجابة العالمية المفككة للمرض".