«التسامح والتعايش»..إدراج الإنسانية ضمن المناهج الدراسية

  • 7/20/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: عماد الدين خليل تشكيل وزاري جديد رأى النور، حاملاً معه طموحات جديدة، لمسيرة عمل أكثر تكاملاً، تواكب المتغيرات وتبتكر الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية، سعياً لإسعاد الموطنين، عبر خدمات وزارية يتساءل بعضهم إن كانت قد وصلت إلى ذروة العطاء، أم أن في الجعبة المزيد ليقدم.الوزارات والهيئات الاتحادية، وتحديداً الخدمية منها، دائماً ما يكون عملها محفوفاً بالرضا أو عدمه من وجهة نظر المواطنين، فهي على قدر «عزم» القائمين عليها تقدم كل ما باستطاعتها ضمن منظومة التشريعات والاختصاصات، ولكن هل هناك ما يمكن أن تقدمه أكثر من ذلك مع ما يطرأ من تغيرات ومستجدات محلية وعالمية؟ وما مدى رضا المواطنين على ما تقدمه؟«الخليج» تسلط الضوء في هذا الملف، على عمل الوزارات والهيئات الاتحادية؛ في محاولة منا للإضاءة على أوجه النقص إن وجدت، عبر استطلاع آراء مجموعة غير منتقاة من المواطنين؛ يقدمون ما في جعبتهم ليكون عمل هذه الوزارة أو الهيئة الاتحادية أفضل مما هو عليه، وقد تكون ضمنها اقتراحات لعل صاحب القرار يلتقطها فيحولها إلى واقع ملموس.في كل حلقة نستطلع آراء مجموعة من أبناء الوطن تحت بند أو سؤال واحد: ماذا تريد من الوزارة/‏‏ الهيئة ليكون عملها على أكمل وجه؟ وتركنا لهم الإجابة.أكد عدد من المواطنين أهمية دور وزارة التسامح في نشر قيم التسامح، مطالبين بتعزيز وإطلاق حملات ميدانية لمخاطبة الجمهور في المنازل لحثهم بالالتزام بقيم التسامح، وإدراج التسامح ضمن المناهج الدراسية للطلاب لتخريج جيل جديد متفهم بأهمية التعايش مع الآخرين وتقبّلهم، إضافة إلى فتح باب التطوع للمواطنين للمساهمة في نشر قيم التسامح.وأوضحوا أن وزارة التسامح بقيادة سمو الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح، تقوم بترسيخ قيم التسامح من خلال المبادرات والبرامج التي تطلقها، والمستمدة من وسطية الدين الإسلامي الحنيف، ومن العادات والتقاليد العربية النبيلة، ومن حكمة وإرث «زايد الخير»، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مطالبين الوزارة بتوظيف مواطنين، أو متطوعين، لاستقبال الزائرين بمجرد وصولهم أرض الدولة عبر مختلف المنافذ، لتعريفهم بالقيم النبيلة التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي. نهج زايد طالب محمد سعيد القبيسي، الوزارة بتعزيز دورها من خلال الاهتمام بالمقيمين على أرض الدولة، وعقد ورش توعية لغرس قيم التسامح، وتقبّل الآخر، ما يعود بالنفع على الدولة وتأدية رسالتها حينما يذهب المقيم إلى وطنه محملاً بقيم وعادات التسامح لينشرها في مجتمعه، مؤكداً أن الوزارة تسير على نهج «زايد الخير»، بترسيخ القيم والعادات والتقاليد العربية النبيلة. التسامح والعمال أكد محمد عبد الجبار الخاجة، أن الإمارات شريك أساسي في اتفاقيات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف، والتطرف، وتعمل على تعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وتحتضن كنائس ومعابد عدة، تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، لذلك نطالب بزيادة التعزيز والتركيز على أن تصل رسالة التسامح والتعايش وقبول الآخر إلى فئات العمال من خلال الأنشطة، والمبادرات، لأهمية دور العمال. التواصل الاجتماعي قال عثمان سعيد الحسيني، في ظل الظروف الحالية من تفشي فيروس كورونا، لابد من التركيز على عقد الفعاليات والمبادرات على وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل رسائل الوزارة النبيلة، ومن الممكن الاستعانة بمشاهير التواصل الاجتماعي، وتكليفهم بإنتاج محتويات تهدف لنشر القيم النبيلة وثقافة التسامح، والتعريف بعادات وتقاليد بعض المجتمعات بلغات عدة، .الإشاعاتأوضح أحمد علي الخزيمي، أن البرامج والأهداف التي تقوم بها الوزارة تعمل على تعزيز فكرة التسامح في الدولة بحد كبير بنسبة 90%، ويتبقى ال10% من خلال تواجد تلك البرامج والأهداف على أرض الواقع أكثر، فمثلاً وجود البرامج على مواقع التواصل الاجتماعي سيساعد بشكل كبير في وصول أهداف الوزارة وتوصيل الأفكار، وتقوية الروابط أكثر. دمج الطلاب تطالب هاجر حسين العيسى، بالتوسع في الأنشطة الطلابية والفعاليات المشتركة بين الطلاب في المدارس الحكومية، والخاصة، لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين طلاب المدارس على اختلاف مراحلهم العمرية، ولغاتهم ومستواهم الاجتماعي من أجل تعزيز مبدأ التعايش مع كل الأطياف في المجتمع الإماراتي. باب التطوع تقترح زينب القاسمي، توظيف مواطنين، أو متطوعين، يقومون باستقبال الزائرين بمجرد وصولهم أرض الدولة عبر مختلف المنافذ، وتعريفهم بالقيم النبيلة التي يتحلى بها المجتمع الإماراتي، وأهداف الوزارة وعملها من خلال كتيبات صغيرة يتم توزيعها عليهم، والتواصل معهم دائماً خلال تواجدهم في الدولة، وتعريفيهم بأهمية قيم التسامح وتقبّل الآخر، والعيش مع الآخر داخل الإمارات. أولياء الأمور أكد سالم سعيد الحقي، أهمية فتح المجال بشكل أكبر للمتطوعين للمشاركة في تنفيذ مبادرات الوزارة بعد تدريبهم لنشر القيم النبيلة في المجتمع، من خلال حملات يقومون بها للتعريف بقيم ونماذج التسامح للأجيال الجديدة. وطالب بتفعيل آلية، أو مبادرة تلزم من خلالها الوزارة أفراد الأسرة وأولياء الأمور بتعليم أولادهم قيم التسامح من خلال عناوين عريضة عن طريق كتيبات ونماذج من فيديوهات. حملات ميدانية طالبت أروى حارب آل علي، أن تهتم الوزارة في الفترة الحالية بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة لإعادة تأهيل التبعات النفسية التي سبّبها فيروس كورونا على بعض فئات المجتمع.كما تطالب الوزارة بإطلاق حملات ميدانية من خلال تخصيص سيارات تحمل مسمى التسامح بالتنسيق مع الجهات المعنية، لمخاطبة الجمهور في المنازل، وتعريفة بأسس وقيم التسامح. طلاب المدارس قال محمد خميس الكعبي، الوزارة تبث نموذجاً في التسامح والتعايش بين الثقافات والحضارات، وأتباع الديانات المختلفة على أسس سليمة، قوامها الاحترام المتبادل، وقبول الآخر، وإشاعة روح المحبة والسلام، وما يتمخض عنه تنظيم العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تعكس قيم الحوار بين الأديان.ويطالب بتكريس جهد الوزارة في الأجيال الجديدة من حيث تعزيز ثقافة التسامح بين طلاب المدارس، والجامعات، للحد من التنمر، وتكثيف جهودها من خلال حملات توعية بين الطلاب، والاحتكاك بهم لحثهم على تقبل الآخرين. الخطة الدراسية أكدت نداء الرئيسي، أهمية إدراج التسامح ضمن الخطة الدراسية، وأن إدراج قيم التسامح ورسالته ضمن خطط الوزارة في المناهج الدراسية سيخرّج جيلاً جديداً مثقفاً، واعياً، مدركاً أهمية التعايش مع الآخرين، مهما كانت اختلافاتهم، وأهمية مواكبة التقدم في التكنولوجيا لتوصيل رسالة التسامح لتلك الأجيال حتى لا يتم النفور منها، والاهتمام بها.وقالت، إنه بعد إدراج مادة التربية الأخلاقية ضمن المناهج الدراسية، لابد أن يتم وضع مناهج التسامح ضمن الخطة الدراسية أيضاً، حتى تتكامل الرؤية لإخراج جيل جديد، واع، ومدرك منذ صغره بكيفية التعايش مع الآخرين، وعدم التأثر بالمشاهد التي يتم بثها في دول أخرى تتنافى مع قيم التسامح. مادة التسامح أكد ثاني مبارك الظاهري، دور الوزارة في بث ثقافة التسامح الديني ودورها في العلاقات الاجتماعية، مطالباً بضرورة اهتمام الوزارة بإزالة الحقد والكراهية نهائياً، بين شرائح المجتمع من خلال تفعيل قانون التميز والكراهية في المدارس، وإدخال مادة التسامح في المناهج التعليمية لتثقيف الأجيال على مبدأ ومفهوم التسامح، إضافة إلى زيادة عقد المسابقات والمبادرات المجتمعية والأنشطة الرياضية بين كل الجاليات لخلق نوع من التآلف، خاصة ما بعد أزمة فيروس كورونا. تعريف الجمهور قال أحمد سعيد الجنيبي، إنه يجب أن يتم تخصيص «كاونترات»، أو أماكن خاصة في المراكز التجارية تحمل اسم وزارة التسامح لتعريف الجمهور من جميع أطياف المجتمع، خاصة المقيمين من جميع الجنسيات، بأهداف الوزارة والخطط والمبادرات التي تقوم بها، وتعريفهم بإرث والقيم النبيلة التي دعا إليها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للتعايش السلمي وتقبّل الآخر، بغض النظر عن الجنس، والعرق، وغيره.وأضاف أنه ينبغي أيضاً أن يتم توزيع كتيبات على جميع من يدخل الدولة تحمل الرسالة والأهداف التي تقوم بها الوزارة، والجهود المبذولة والمبادرات لنشر قيم التسامح بين أطياف المجتمع على مستوى العالم. لقاءات مباشرة قال هزاع حسن القحطاني، إنه ينبغي التركيز من وزارة التسامح في الفترة المقبلة على تنشيط المساهمات العامة التي تستهدف الأشخاص مباشرة في حياتهم اليومية، والالتقاء بهم في الحدائق ومراكز التسوق لبث روح المحبة والتآخي بين جميع الفئات، وإظهار الجانب الإسلامي والديني في ما يختص بقيم التسامح.واقترح تخصيص نشرة يومية في وسائل الإعلام المحلية المختلفة لتسليط الضوء على مواقف وقصص واقعية عن التسامح، والتحلي بالقيم النبيلة، وما حثنا عليه الإسلام في تقبّل الآخر، والتعايش معه من دون تفرقة. تقبّل الآخر قال سعيد عبد الله الجابري، إن وزارة التسامح وزارة استثنائية على مستوى العالم، ولابد أن يتم تعزيز جهودها على المستوى العالمي من خلال إرسال فرق من الوزارة لجميع أنحاء الدولة لنشر أسس وقيم التسامح، وأهمية تقبّل الآخر، والتعايش معه.وأضاف يجب أيضاً التركيز على نشر قيم التسامح وقيم الإمارات، والتركيز على نشرها، وإيصالها إلى مختلف شعوب العالم، بالتعاون مع سفارات وقنصليات الدولة في الخارج. روح التسامح قال أبوبكر محمد الهاشمي: ينبغي التركيز خلال الفترة المقبلة على بث روح تقبّل الآخر من خلال نشر عادات وتقاليد الأديان الأخرى، ومنع التعصب من خلال إنشاء محتويات ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمواجهة الأفكار المتطرفة التي قد تتأثر بها بعض الفئات من خلال فيديوهات التوعية.ويتمنى أن يكون هناك منهج ثابت من العناصر والأدوات التي يتم اعتمادها من وزارة التسامح معززة بشواهد من الواقع، والسير عليها في تنشئة وتعليم الأطفال في المراحل العمرية الأولية، وبث روح التسامح. أصحاب الهمم أكد فارس محمد الباكري، أهمية تعزيز وتمكين وإدماج أصحاب الهمم من مختلف الجنسيات والأعراق في أنشطة وفعاليات متنوعة جديدة، من شأنها التعريف بقيم التسامح والاحتفاء بالتنوع البشري في مختلف المجالات الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، والعلمية، وتخصيص جوائز للتسامح تختص بتلك الفئة المهمة في المجتمع. جهاز لرصد العنف قال حمد الشامسي إن وزارة التسامح توظف كافة إمكانياتها بقيادة سمو الشيخ نهيان بن مبارك، وزير التسامح، لمواصلة التعاون مع كافة الجهات ولإثراء قيم التسامح لجميع الفئات ولكي يتم الاستمرار على هذا النهج لابد أن يتم تعزيز التواصل مع جميع الجهات في الدولة لاقتراح مبادرات وفعاليات مشتركة تسهم في تعزيز قسم التسامح لدى الجمهور. وأضاف أنه من الممكن إطلاق مبادرة، أو إنشاء جهاز تابع للوزارة يقوم برصد حالات العنف التي تعكس عدم التسامح والعمل على علاجها، إضافة إلى تخصيص دوريات متنقلة للتسامح لرفع الوعي المجتمعي بقيم التسامح.

مشاركة :