غابورون- تم العثور على ما يقرب من 400 فيل نافق منذ مارس 2020 في شمال بوتسوانا. كانت هذه الأفيال متنوعة ما بين صغار وكبار سن وبين ذكور وإناث، وكانت جميع أنيابها سليمة ولا تظهر عليها أي جروح خارجية. ويمثل سبب نفوق الأفيال لغزا بالنسبة للمعنيين بالحفاظ على البيئة، الذين يريدون التوصل على وجه السرعة إلى سبب النفوق الجماعي ووقفه، ولكن حتى الآن، لا يوجد سوى عدد قليل من الفرضيات، والكثير من الأسئلة دون إجابات. وقالت عضو مجلس إدارة منظمة “فيوتشر فور إيلفانتس” الدولية أو مستقبل من أجل الفيلة هيكي هندرسون، “الوضع مثير للقلق.. يجمع الخبراء على أن هذا حدث درامي بشكل غير عادي”. هناك حاجة ملحة للمراقبة الوثيقة لحالات نفوق الأفيال، بالإضافة إلى المزيد من الشفافية بشكل كبير من جانب الحكومة وتم العثور على معظم الأفيال النافقة بالقرب من ينابيع مياه في منطقة مساحتها 20 كيلومترا مربعا في دلتا أوكافانغو الشهيرة في بوتسوانا، والتي تجذب كل عام الآلاف من سائحي السفاري من أنحاء العالم. كما جرى العثور على جيف أخرى على المسارات غير الممهدة. وسقط بعض الأفيال الرمادية على صدورها، مما يشير إلى أن نفوقها كان مفاجئا وسريعا. وكانت الجيف لا تزال تحتوي على الأنياب، مما دفع الخبراء إلى افتراض أنه ليس هناك صيادون يقفون وراء نفوق الأفيال. كما أنه ليس هناك نقص في المياه أو الغذاء لأفيال بوتسوانا التي لا يتجاوز عددها 130 ألف فيل تقريبا، وهو أكبر عدد بين مستعمرات الأفيال في العالم. وافترض الخبراء في البداية أن يكون قد تم تسميم ينابيع المياه. ومع ذلك، فإنه لم يمت أي من الحيوانات الأخرى التي تشرب منها، مثل الحمار الوحشي والجاموس والظباء والأسود، كما أنه لم يتأثر أي من الحيوانات التي تتغذى على جيف هذه الأفيال مثل الضباع أو النسور. ومع ذلك، فإنه كإجراء وقائي، تم تحذير السكان المحليين من استهلاك اللحوم التي تحظى بشعبية كبيرة. إذن ما الذي حدث؟ي حاول الخبراء الحائرون تحديد ما إذا كان هناك مرض غير معروف حتى الآن أو عامل خارجي، يحتمل أن يكون قد سبّبه البشر، هو السبب الخفي. تقول الطبيبة البيطرية سيبيل كوانت، التي تتمركز في جنوب أفريقيا “الأفيال حيوانات اجتماعية للغاية. إذا كان سبب الوفاة هو عدوى، فسوف تنتشر بسرعة كبيرة في القطيع”. وانتقد المحافظون على الطبيعة الحكومة في بوتسوانا قائلين إن المسؤولين تباطأوا في الاستجابة ولم يحرصوا على تبادل المعلومات منذ نفوق أول الأفيال في مارس 2020. وقالت هندرسون “هناك حاجة ملحة للمراقبة الوثيقة لحالات النفوق، والتعاون مع الخبراء والفحوص، بالإضافة إلى المزيد من الشفافية بشكل كبير من جانب الحكومة”. وتقلل السلطات من أهمية الوضع، وقدرت عدد الأفيال النافقة بنحو 275 فيلا، بينما يقول خبراء الحفاظ على البيئة المحليون إنهم أحصوا 356 جيفة على الأقل. وحتى الآن، استبعدت الحكومة فقط التسمم بالجمرة الخبيثة، التي تحدث بشكل طبيعي في الأرض في أجزاء من بوتسوانا. وقال المسؤولون للصحافيين المحليين إنهم أرسلوا عينات من الجيف إلى جنوب أفريقيا المجاورة لفحصها، لكن جائحة كورونا تؤخر العملية. ومن ناحية أخرى، عرضت منظمات مختلفة معنية بحماية الطبيعة المساعدة بالأموال والمعدات والخبرات، ولكن ما فاجأها بشكل كبير أنه تم رفض المساعدة. تم العثور على معظم الأفيال النافقة بالقرب من ينابيع مياه في منطقة مساحتها 20 كيلومترا مربعا في دلتا أوكافانغو الشهيرة في بوتسوانا ويشعر الخبراء بالقلق أيضا من أن السلطات الحكومية تتجاهل نظريات مهمة. وترى هندرسون أن أحد الأسباب المحتملة، على سبيل المثال، هو سم يقتل بسرعة ثم يتلاشى في الهواء. وتضيف أنه حتى الصيد غير المشروع لا يمكن استبعاده تماما، لأن الصيادين يقتلون الأفيال أحيانا بالسم، ويتركونها حتى تفارق الحياة ثم يعودون لاحقا لجمع العاج. ولكن دون نتائج معملية، لا يزال كل هذا مجرد تخمين. وظلت حكومة بوتسوانا، التي كانت في الماضي كثيرا ما تتم الإشادة بجهودها في الحفاظ على البيئة، صامتة بشأن هذه القضية. وألغت السلطات مؤخرا رحلة إعلامية مخططة إلى دلتا أوكافانغو دون تفسير أو تحديد موعد جديد. وتتساءل خبيرة الحياة البرية الكينية بولا كاهومبو عبر تويتر قائلة، “لماذا تنكر الحكومة خطورة المشكلة؟”. ولكن لا يوجد جواب على هذا السؤال أيضا.
مشاركة :