بينما تكثر الأسئلة حول إمكانية ضعف فيروس كورونا المستجد مع مرور الزمن أو حتى كيفية تعامل الجهاز المناعي معه واكتساب مناعة دائمة أو مؤقتة منه، أوضح طبيب علم الأمراض الدكتور عماد القاسم أن الإجابة على مثل هذا التساؤل يظل ناقصا، كون الأبحاث الطبية لم تأخذ وقتها في الإجابة على هذا السؤال، وكل ما يقال وينشر الآن من أبحاث طبية عن كورونا ربما تتغير في المستقبل القريب، لأننا ما زلنا نحاول معرفة الفيروس، وكذلك التضارب في المعلومات شيء طبيعي في مثل هذا الوضع. إجراءات وقائية تابع القاسم الفيروسات مختلفة، فبعضها يترك مناعة دائمة، والآخر مؤقتة ويحتاج الشخص في بعض الأحيان للقاح تحفيزي للمناعة المؤقتة، وأشار القاسم إلى أن كورونا كفيروس حتما أجسام مضادة ضد الفيروس، ولكن يبقى السؤال الأهم هل تستطيع هذه الأجسام أن تمنح الشخص مناعة مستديمة ضد الفيروس؟ إن لم يكن كذلك، فكم من الزمن تستطيع أن تصمد هذه المضادات في وجه أي هجمة أخرى من كورونا؟ كلها أسئلة سيجيب عنها الزمن، وبين القاسم أن الأمر المؤكد الآن هو أنه لم تسجل إصابة لشخص كان قد أصيب بالفيروس، وهذا مؤشر جيد، ولكنه لا يثبت قطعا المناعة المستديمة ضد الفيروس، وعلى هذا أرى أن اللقاح هو الوحيد، بعد الله، القادر على إخماد كورونا كفيروس نشط، وحتى وجود هذا اللقاح نستطيع أن نقلل من انتشاره وتأثيره السلبي في المجتمع باتباع الإجراءات الوقائية البسيطة جدا والتي أثبتت فعاليتها. الدراسات المبدئية أشار القاسم، من وجهة نظره، إلى أن جميع الدراسات المطروحة هي دراسات مبدئية، وقد تتغير في أي لحظة، لأنها دراسات سريعة، ومن المتعارف عليه في المجالات العلمية أن البحوث في الأشياء المستحدثة تكون متعددة، وقد تكون متناقضة ومتضاربة حتى ينتهي المطاف بعد نحو السنتين وما فوق بالوصول إلى دراسات قوية في هذا المجال، سواء فيروس كوفيد- 19 أو غيره من الأمور الحديثة، وأوضح القاسم في غالبية الأحيان تكون الدراسات النهائية مخالفة تماما للدراسات المبدئية الأولية. تغيير جينات حول إمكانية تغيير كوفيد- 19 لجيناته، أوضح القاسم توجد بعض الدراسات التي قرأتها تقول إن بعض الفيروسات وعند كثرة انتقالها من جسم لآخر يحدث فيها تغييرات جينية، ويصبح الجسم أو الجهاز المناعي قادرا على التعامل معها، كما هو الحاصل في فيروس الأنفلونزا الذي قد يقوى في بعض الأحيان، لكن حاليا لا نستطيع نؤكد أن كوفيد- 19 من ضمن هذه الفيروسات، وكذلك لا نستطيع نفي ذلك لأن جميع الاحتمالات مطروحة كونه فيروسا جديدا ونحتاج من سنتين إلى 5 للوصول إلى دراسات نهائية قوية. عوامل التأثير على المناعة بين القاسم أن هناك عوامل كثيرة تؤثر في مناعة الإنسان ضد الميكروبات كالعمر مثلا. فمع تقدم العمر وجد العلماء أن مناعة الإنسان في مواجهة الأمراض تقل، وعلى الرغم من أن العمر يعتبر عاملا فإن الأمراض المزمنة كالضغط والسكر لها تأثير سلبي على المناعة وهي بحد ذاتها مرتبطة بتقدم العمر. كذلك من المعروف طبيا أن بعض الأدوية التي تصرف لعلاج الأمراض المزمنة لها علاقة مباشرة في تقليل مناعة الانسان، تابع القاسم كما يجب ألا ننسى أن هناك بعض الأمراض التي تستهدف مناعة الإنسان بشكل مباشر، منها ما هو مكتسب، ومنها ما هو جيني، وتوجد بعض الأبحاث الطبية الحديثة التي وجدت بصفة عامة أن العادات اليومية السيئة كالتدخين مثلا تؤثر بشكل أو بآخر سلبيا على مناعة الشخص، والعكس فالعادات الصحية كممارسة الرياضة والأكل الصحي لها تأثير إيجابي على المناعة على المدى الطويل. عوامل مؤثرة في المناعة تقدم العمر الأمراض المزمنة أدوية علاج الأمراض المزمنة بعض الأمراض التي تستهدف مناعة الإنسان
مشاركة :