يرى رائد الأعمال الإماراتي،خميس الشرياني، أن الأزمة الراهنة أكدت أن المستقبل سيكون للفضاء الرقمي، مشيراً إلى أن مرحلة ما بعد «كورونا» ستفرض على العالم تبنّي أساليب جديدة للتعايش مع الواقع الجديد، وستكون حقبة ما بعد «كورونا» بمثابة عصر ذهبي للنمو والنهوض مجدداً. من معاناته لتشييد منزله الخاص، استلهم الشرياني فكرة تطبيق «رفيق»، ليكون بمثابة الرفيق الموثوق لأصحاب المنازل، لمساعدتهم في اختيار مقدمي الخدمات المختلفة، ليكون بذلك أول تطبيق من نوعه في الشرق الأوسط. واعترف الشرياني، الذي قدم منذ عام 2004 وحتى الآن أكثر من مشروع، في حواره مع «الإمارات اليوم»، بأنه واجه كثيراً من النقد من زملائه حول عدم المنفعة من الاستثمار في هذا المجال، وأنه غير مجدٍ، معرباً عن إيمانه بأن العالم الإلكتروني قد سيطر فعلياً على التعاملات في المنطقة منذ فترة طويلة. وأضاف: «من خلال تجربتي بتقديم عدد من المشروعات في هذا المجال، الذي منحنا خبرة كبيرة للنظر إلى المستقبل في كل المشروعات. ولقد لاحظنا خلال السنوات الماضية مدى التدهور في مستوى أداء الشركات التقليدية، التي لم تواكب هذه التطورات، إذ تسبب ذلك في خروج عدد كبير منها من السوق التي شهدت نمواً خلال الفترة نفسها». وشدّد الشرياني على أنه مع جائحة «كورونا»، أصبح من الضروري على جميع أصحاب الأنشطة الوجود في فضاء العالم الإلكتروني والرقمي، من أجل الاستمرار في تقديم خدماتهم وإنجاز تعاملاتهم المعتادة. ولقد لاحظت شخصياً من خلال (رفيق)، بأن العالم الإلكتروني والمنصات الرقمية المماثلة مكنت الشركات التقليدية من الاستمرار بإتمام تعاملاتها وترشيد نفقاتها، وبالتالي أصبحت هذه الشركات من الشركات الرائدة في المنطقة. كما أتوقع أن يحدث إقبال كبير من الشركات على التقنيات الرقمية لترقية خدماتها وتوسيع أنشطتها، للاستمرار في السيطرة على حصتها السوقية في وجه التنافس القوي المتوقع. صفقات ناجحة عن اتجاهه للمشروعات الإلكترونية، أشار إلى أنه لاحظ خلال فترة دراسته في الولايات المتحدة، ولاحقاً في أستراليا، مدى اهتمام واعتماد شعوب تلك الدول على العالم الإلكتروني، ومنذ ذلك الوقت شده ذلك العالم، فباشر بالعمل على تأسيس أول مشروع له، وتمكن خلال السنوات الست الأولى - أي حتى عام 2010 - من إنشاء وتشغيل مشروعات إلكترونية عدة ناجحة، كما تمكن أيضاً من استقطاب استثمارات لبعض المشروعات وإنهاء صفقات ناجحة لمشؤوعات أخرى، إذ استحوذت شركة «مكتوب» على أحد تلك المشروعات، الذي أصبح لاحقاً تحت مظلمة شركة «ياهو» الشرق الأوسط. ولفت رائد الأعمال الإماراتي إلى أن الأمر لم يخل من التحديات والصعوبات، إذ واجه كثيراً من النقد من زملائه حول عدم المنفعة من الاستثمار في هذا المجال، وأنه غير مجدٍ، إضافة إلى عدم نضوج أسواق المنطقة في حينها، وعدم وجود سـياسات تنظيمية أو دعائم ومحفزات حكومية، كما تعرّض نتيجة لضعف وقلة العرض في تلك الفترة لعمليات احتيال ومبالغة في الأسعار من قبل شركات تطوير مجهولة الهوية، تحتم عليه التعامل معها حينها نتيجة لضعف وقلة العرض. نصائح ينصح الشرياني الشباب الراغب في البدء بمشروعه الخاص، بدراسة جدوى تفصيلية للمشروع قبل إطلاقه والسعي إلى طرحه على شريحة من العملاء المتوقعين لمعرفة آرائهم حوله، وإطلاق مرحلة تجريبية للمشروع تقوم خلاله باختبار فعلي لآراء وإقبال الشريحة المستهدفة له، وعكس مخرجات النسخة التجريبية على الدراسة المعمولة، واستخدامها لاحقاً لتطوير وتحسين المشروع، استعداداً للإطلاق الفعلي له. وأوضح أن «المشروع الناجح هو الذي يتمتع بقيمة مضافة للشريحة المستهدفة، وألا يكون مشروعاً مقتبساً من آخر، إذ يمكن أن تكون القيمة المضافة عبارة عن حل مشكلة يعانيها الأشخاص الذين تستهدفهم، أو حل مبتكر لتنفيذ عمل كان المستفيدون يقومون بتنفيذه بشكل تقليدي». إنعاش وصف الشرياني تأثير جائحة «كورونا» على الاقتصاد في الفترة المقبلة، بأنها مثل مرحلة إعادة إعمار للسوق العالمية، أو بحالة إنعاش المريض، وستفرض على العالم تبنّي أساليب جديدة للتعايش مع الواقع الجديد، وستعمل الدول على تسخير مواردها الطبيعية والبشرية للعمل على نهضة محلية داخلية، إضافة إلى تبنّي ممارسات العمل عن بُعد، وهذا ما سيشهده المستقبل القريب، وتبنّى سياسات توظيف أكثر جدية، وخفض النفقات، وإرشاد الاستهلاك، وغيرها من الأمور التي من شأنها دفع عجلة النمو الاقتصادي، إذ إن (حقبة ما بعد كورونا) ستكون بمثابة عصر ذهبي للنمو الاقتصادي ولو بشكل مطرد، لاسيما التركيز على الاستفادة، واستقطاب الأيدي الماهرة التي تم تسريحها للمشاركة في نهضة الاقتصاد من جديد. وتابع: «أما بالنسبة لنا في (رفيق)، فقد أضفنا خدمات مصاحبة لأصحاب العقارات والمباني التجارية، لمساعدتهم على تخطي التحديات في مجال السيطرة على إدارة الوحدات السكنية وأعمال الإنشاءات والصيانة لتلك الوحدات، إلى جانب عمليات التوسع في الشرق الأوسط، منها المملكة العربية السعودية ومصر». وصفات النجاح قال خميس الشرياني : «إن هناك العديد من الصفات التي تساعد رائد الأعمال على النجاح، من أهمها الشغف، وهي الصفة الرئيسة التي يتمتع بها رائد الأعمال الناجح، إذ يبحث دائماً عن المجال الذي يحب العمل به، بغض النظر عن ربحيه المجال والفرص المتاحة به». والصفة الثانية هي البصيرة وتوافر رؤية يهدف إلى تحقيقها، من خلال استراتيجية يضعها، ودائماً ما يترجم الأعمال التشغيلية اليومية إلى أعمال ومشروعات تسهم في تحقيق الأهداف والرؤية الموضوعة. كما يجب أن يتحلى رائد الأعمال بالصبر، لمواجهة التحديات والعقبات وتجاوزها، وصفة القيادة التي تمكنه من التعامل بنجاح مع الموارد البشرية والاستفادة منها. والخبرة المالية ومعرفة أساسيات الإدارة المالية. «واجهت كثيراً من النقد من زملاء حول عدم المنفعة من الاستثمار في هذا المجال». «الأزمة ستفرض على العالم تبنّي أساليب جديدة، للتعايش مع الواقع الجديد». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :