تتلاحق السنين ونعيش معها ذكريات ومواقف متعددة ومتنوعة، ويسجل التاريخ عبر أيامها مواقف الرجال بتلك القيم الإنسانية حسبما كان متاحاً من القدرات المالية، وكان يقف على تلك المؤسسات رجال صدقوا ما عاهدوا عليه، وبجهود فردية وأحياناً جماعات، يتفقون على الانفاق حسب الحالة والحاجة، ولن أذكر أسماء كي لا أنسى آخرين وفي ذاكرتي وسجلي الرياضي الخاص أسماء قدمت للرياضة السعودية شيئاً كثيراً وهي تعيش معنا في حالة يرثى لها محملة بالديون ومصابة بأمراض خبيثة أجارنا الله وأياكم منها. دعوني اتفاعل مع حالة من مئات الحالات وهي التي يعيشها نجمنا الكبير الكابتن محمد غانم المغنم (الصاروخ) صاحب أسرع هدف في دورات الخليج، ولاعب نادي الشباب، ذلك النجم الخلوق الذي يعيش الآن، وهو رب أسرة تحتاج إلى وفاء الرجال ومواقف أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء الذين عودونا على التجاوب الخيري السريع، وهي سمة أهل هذه البلاد. أتوجه إليه وكلي أمل عظيم بالأمير نواف بن فيصل أن يخص هذا النجم الخلوق بلفتة إنسانية ترفع عنه هموم المال ومسؤولية رعاية أسرته التي تحتاج إلى تسوية تناسب آدميتهم البسيطة، بتكوينها العددي الذي يعجز رب الأسرة عن تسديد المتطلبات الأولية والضرورية، سيما أنه قد أصيب بجلطة جعلته عاجزاً عن العمل. وثم نداء آخر إلى رئيس نادي الشباب خالد البلطان القائم على إدارة هذا النادي العريق، سيما أن هذا اللاعب قضى كل حياته الرياضية بين جدران هذا الكيان، ورفض كل الاغراءات آنذاك وبقي وفياً لهذا النادي. أذكر أن الحرس الملكي البريطاني كرم فرساً خدمت لدى ملكة بريطانيا خمس عشرة سنة بإلقاء الورود على ظهرها في منظر إنساني عاطفي ذرفت فيها الدموع وهي تودع الساحة في الحديقة الملكية، ونحن في هذا البلد الذي حبانا الله على أرضه بوافر الخيرات وواسع الرزق ورجالات سمتهم الوفاء وتكريم المحاربين القدامى في جميع المجالات، وتبرز لنا الآن سمة المسارعة في عون هذا الرجل، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله. مقالة للكاتب عبدالرحمن الموزان عن جريدة الرياض
مشاركة :