يُعد إنترنت الأشياء “IOT” أحد أهم معالم الثورة الصناعية الرابعة التي تميزت بطفرة هائلة في تقنيات الاتصال والشبكات وتطوّر شبكة الإنترنت، ولا يخفى على أحد منا أن شبكة الإنترنت لم تُعد مقتصرة على تصفح المعلومات ومعرفة الأخبار والتواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض، بل تعدّت ذلك إلى إمكانية ربط الأشياء ببعضها من خلال توصيلها بالشبكة، واستقبال وإرسال الأوامر إلى أجهزة بعيدة من خلالها، وعلى الرغم من انتشار مفهوم إنترنت الأشياء إلا أنه لا يزال غامضًا لدى البعض وهنا ييرز التساؤل: كيف يؤثر إنترنت الأشياء في الصناعات المختلفة؟ في البداية علينا توضيح مفهوم “إنترنت الأشياء”، فباختصار شديد يُمكن لمكونات القطاعات الصناعية الارتباط ببعضها البعض عن طريق شبكة الإنترنت وتبادل المعلومات بمختلف أنواعها وأحجامها، ويتم تحليل كل هذه البيانات والمعلومات الضخمة من أجل الوصول إلى الاستقلالية في عملية التشغيل واتخاذ القرارات، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى زيادة كفاءة القطاعات الصناعية المختلفة وتقليل ساعات العمل غير المنتجة؛ إذًا يُمكننا القول إن إنترنت الأشياء يهدف إلى ربط جميع الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية بشبكة الإنترنت والاستفادة بشكل يوفر علينا الوقت والجهد، مثل: المنازل والمدن الحديثة والصحة والتعليم والصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات الأخرى. اقرأ أيضًا: أسرار النجاح على مواقع التواصل الاجتماعي 2020كيف يؤثر إنترنت الأشياء في الصناعات المختلفة؟ بلا شك يلعب إنترنت الأشياء دورًا كبيرًا في القطاعات الصناعية بمختلف مجالاتها؛ وذلك عن طريق تحليل البيانات وتقديم المعلومات اللازمة عند الطلب؛ حيث يتم التحكم في هذه العملية من خلال عدد كبير من أجهزة الاستشعار وأجهزة الحاسوب وأيضًا الأجهزة المحمولة من أجل تكوين منظور حديث ومتطور لمسؤولي غرف التحكم حول الطرق التي تعمل بها القطاعات الصناعية، ما يؤدي إلى تحسين السلامة والكفاءة والجودة العالية التي بفضلها يتحقق النجاح والقدرة على التنافسية، وكلما كانت المعلومات سهل الحصول عليها عند الطلب ازدادت فاعليتها في تمكين الموظفين من اتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة بشكل فوري، والتي بالتأكيد ستؤثر بشكل واضح في الإنتاجية. ولعلنا سمعنا خلال الفترة الأخيرة عن مصطلح “الصناعات الذكية”، وهو مصطلح فرضته الثورة الصناعية الرابعة نتيجة ظهور “إنترنت الأشياء” الذي لعب دورًا كبيرًا من خلال ربط جميع الأجهزة والآلات في القطاعات الصناعية ببعضها من أجل تحقيق الكفاءة التشغيلية، ويُعتبر إنترنت الأشياء من الأدوات الضرورية التي يُمكن الاعتماد عليها في عملية تحليل البيانات من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفي ظل انتشار هذه التقنية أصبح دور القوى البشرية في القطاعات الصناعية مقتصرًا على المراقبة والتدقيق ورفع الكفاءة التشغيلية داخل هذه القطاعات، وربما أدى انتشارها في القطاعات الصناعية المختلفة إلى ظهور المئات من التطبيقات الإلكترونية التي يُمكن تحميلها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ لاستخدامها في عملية صيانة الآلات وإعادة برمجتها كلما كانت في حاجة إلى ذلك. اقرأ أيضًا: أشهر العلامات التجارية الناجحة في العالمرقمنة أنظمة العمل في القطاعات الصناعية وفي ظل تطور مفهوم إنترنت الأشياء وانتشاره خلال الفترة الأخيرة، وقدرته الفائقة على ربط جميع الأشياء من خلال شبكة الإنترنت، أصبح بإمكان جميع القطاعات الصناعية رقمنة كل النظم الإدارية والإنتاجية وأيضًا الرقابية لخروج الخدمات أو المنتجات بأعلى جودة ممكنة وبأقل وقت وجهد، ليس هذا فقط بل أصبح بإمكان هذه القطاعات التقليل من النفايات التي كانت تُشكل أزمة كبيرة للتخلص منها؛ حيث تنجز تقنية إنترنت الأشياء العديد من المهام داخل القطاعات الصناعية بمختلف أنشطتها، مثل: جمع البيانات، والتواصل بين آلتين، وتحليل البيانات الكبيرة. وفي نهاية المطاف، يُمكن للقطاعات الصناعية تحقيق الاستفادة القصوى من تقنية إنترنت الأشياء في تحسين الكفاءة التشغيلية وإمكانية التوسع في عمليات الإنتاج، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد والتكاليف؛ حيث يُمكن للشركات والمؤسسات الصناعية الاعتماد بشكل أساسي على هذه التقنية لتوفير التكاليف عبر الصيانة التنبؤية وتحسين السلامة وكفاءة التشغيل، وتُسهل هذه التقنية أيضًا على الأجهزة والآلات الدخول إلى قواعد البيانات المفتوحة والتواصل مع جميع البيانات والعمليات والأشخاص، وهو ما يُمكن مسؤولي هذه القطاعات من دراسة هذه البيانات بشكل جيد؛ للحصول على رؤية كاملة ودقيقة لكيفية عمل قطاعاتهم. اقرأ أيضًا: أسس تقييم المشاريع.. كيف يكون النجاح؟
مشاركة :