رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع اتفاق تسوية أزمة برنامج طهران النووي، وأعلن أن بلاده ستبذل جهودها لتنفيذ بنود الاتفاق الذي تم توقيعه بين إيران والسداسية، وتدعو كافة الأطراف المعنية لتنفيذ هذا الاتفاق. واعتبر أن تنفيذ الاتفاق سيحقق نقلة نوعية في التعاون بين موسكو وطهران، مشيراً إلى أن تطور العلاقات الروسية الإيرانية لا يتأثر من الآن فصاعداً بالعوامل الخارجية. وكان بوتين قد أعلن في وقت سابق أن بلاده مستعدة للتعامل مع تغيير أسعار النفط في الأسواق العالمية الذي سينجم عن رفع العقوبات عن إيران، رغم توقعات الخبراء بانخفاض كبير في أسعار النفط بعد إلغاء العقوبات ضد حكومة طهران. فيما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب لتنفيذ التزاماته تجاه روسيا التي تتعلق بإلغاء خطط واشنطن الخاصة بنشر الدرع الصاروخية، بعد أن حققت روسيا وعودها بتوقيع اتفاق تسوية بين إيران والغرب يضمن سلمية برنامج طهران النووي، حيث طالب الوزير الروسي باراك أوباما الالتزام بتصريحاته التي أدلى بها عام 2009 في براغ عندما أعلن أن بلاده يمكن أن تتخلى عن خطط نشر الدرع الصاروخية إذا ما تمت تسوية أزمة البرنامج الإيراني النووي. وسائل الإعلام الروسية نقلت تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف في أعقاب الإعلان عن توقيع اتفاق إيران مع مجموعة 5+1 لتسوية أزمة برنامج طهران النووي، وتركز اهتمام الصحافة الروسية على ما قاله لافروف عن أن روسيا على مدار السنوات الماضية قد لعبت دوراً فعالاً ومؤثراً في دعم هذه المفاوضات وإنجاحها، وأشار لافروف إلى أن مقترح روسيا الذي طرحته منذ 3 سنوات والخاص بالتدرج في الإجراءات على خلفية المعاملة بالمثل كان الأسلوب الناجع لإخراج مفاوضات إيران مع السداسية من أزمتها الخانقة. وأضاف الوزير الروسي أن الاتفاق الذي يكرس سلمية برنامج طهران النووي يضمن حق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما فيها تخصيب اليورانيوم، وهو سيكون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنه يضمن حق المجتمع الدولي في الاطلاع على بنود برامج إيران النووية، وستبدأ خطوات رفع العقوبات عن طهران خلال الأيام القادمة. وأشارت الصحف الروسية إلى توقعات الوزير الروسي بأن التوصل لهذا الاتفاق وإلغاء العقوبات المفروضة ضد إيران سيمنح علاقات التعاون بين روسيا وإيران إمكانات واقعية ورحبة، وستعزز بشكل كبير علاقات التعاون الاقتصادية والسياسية بين البلدين، بعد توقف محاولات الغرب لتحجيمها. واعتبر الخبراء الروس أن توقيع هذا الاتفاق كشف عن رغبة كافة الأطراف لتسوية هذه الأزمة، حيث قدمت إيران تنازلات كبيرة عندما قبلت باستمرار حظر بيع المنظومات الصاروخية والأسلحة الهجومية لفترة تصل إلى 8 سنوات، كما أن المفاوض الإيراني وافق على منح السداسية حق إعادة فرض العقوبات خلال 60 يوما بدون قرار مجلس الأمن، وإنما بموافقة الأغلبية البسيطة في السداسية، في نفس الوقت الذي قبلت فيه السداسية ببنود لا يمنحها حق التفتيش الفوري والتلقائي على المنشآت النووية الإيرانية. واستبعد هذا الفريق من الخبراء عدم استجابة إيران لطلبات الغرب، أو تقاعسها عن تنفيذ بنود الاتفاق في ظل وجود فقرة تسمح بإعادة فرض العقوبات مرة أخرى بدون الحاجة لقرار مجلس الأمن.
مشاركة :