عبدالرزاق البلوشي ... «أسطورة» ترفض النهاية | رياضة محلية

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالرزاق البلوشي... «أسطورة» حقيقية على أرض واقع كرة اليد الكويتية. حارس تعدى العقد الخامس من العمر وما زال مصراً وبشدة على متابعة المشوار، ولسان حاله يقول: «هل من مزيد؟». البلوشي ليس مجرد حارس كرة يد تعدى الخمسين من عمره وأراد أن يشغل وقت فراغه في ممارسة اللعبة التي كانت يوماً من الايام الاولى شعبية في الكويت في الفترة من بداية التسعينيات حتى منتصفه، قبل الحادثة الشهيرة التي ارتكب فيها اتحاد اللعبة أكبر خطأ في تاريخه، بإيقاف عشرة من أفضل ما أنجبتهم الملاعب المحلية بعد حالة عصيان قام بها اللاعبون أثناء معسكرهم الاعدادي للمشاركة في أولمبياد أتلانتا 1996، بسبب عدم الحصول على مستحقاتهم التكريمية اثر فوزهم ببطولة كأس آسيا 1995 التي جرت على أرض «الدعية» على حساب المارد الكوري الجنوبي للمرة الاولى في تاريخ «الأزرق». البلوشي حارس صنف أنه الافضل في «القارة الصفراء» اذ تتجاوز تصدياته كل التوقعات، وهو قادر على قلب نتيجة أي لقاء، وترجيح كفة فريقه في الوقت المناسب، وكثيرا ما كان يدين نجوم العصر البلاتيني له بالفوز، وقد حمل على الاكتاف أكثر من أي لاعب آخر. «بورزيقة» كما كان يحب أن يناديه المعلق الشهير حسين مكي في اللحظات القاتلة، رفض الابتعاد عن مستطيل لعبة اليد، ويبدو اصراره غريباً جداً في ظل اعتزال زملائه جميعاً ممن كانوا معه وزاملوه ومن عاصروه، حتى أصبح اسمه مقترناً باللعبة، مزاملاً لاعبين في عمر أولاده. قاد «الازرق» في عنفوان تألقه الى الالقاب الاقليمية والقارية وزاد عليها الابداع في البطولات العالمية (الاولمبياد وكأس العالم). كان الورقة الرابحة التي جعلت نادي السالمية يستحوذ على معظم البطولات المحلية والعربية والاقليمية والقارية. توقع الكثيرون أن يتوقف البلوشي ويترك للعمر حقه الشرعي للراحة من عناء مواجهة الكرة الصلبة. رفض رمي قفازيه وأصر على خوض التجربة تلو الاخرى. لم يتردد في مغامرته الجديدة مع نادي الفحيحيل فقاده كعادته الى منصات التتويج. ثم طلبه العربي ونجح معه. ولم يكتف عند هذا الحد من العمر، بل وافق على عرض الصليبخات الذي كان يعيش فترة مزدهرة. ولم يفوت نادي الكويت فرصة الاستعانة بخدماته في الموسمين الماضيين اللذين احتكر فيهما «العميد» الالقاب، كان لـ «بورزيقة» دور مفصلي في انتصاراته. هل انتهى الامر يا عبدالرزاق بعد تخلي الكويت عنك وتعاقده مع يوسف الفضلي من القادسية؟ بالطبع لم ينته، فقد توجه اللاعب المخضرم بالشكر الى ادارة الكويت على فترة مشاركته معه. كان يفترض بالمنطق أن يكون هذا الوداع بمثابة نقطة نهاية لمسيرة طويلة الا ان البلوشي أكد بثقة: «لن أعتزل»، بل انه يتطلع الى خوض تجربة جديدة مع أحد الاندية. انه «أسطورة» في كل ما تحمل الكلمة من معنى. ملك الموهبة والشجاعة والارادة والاصرار على تحقيق ما يحلم به. لم يلتفت الى نصائح زملائه القدامى بالاعتزال، بل أراد أن يثبت لهم ولغيرهم أنه «غير» كل الحراس الذين لعبوا قبله، ومن سيعقبه. «بورزيقة» يتجه ربما الى مواجهة احفاده في أرض الملعب، وهو قادر تماماً على تحقيق هذا الانجاز الذي يفترض أن يلاقيه تكريم رسمي من الدولة على مشواره الطويل في اللعبة، خصوصا انه كان المثال والقدوة الحسنة، ولم نسمع عنه خلال مسيرته إلا كل خير، اذ كان صديقاً لكل من عاصره. بالامس خرج علينا تلميذه في الحراسة يوسف الفضلي الذي يلقب بـ «الاخطبوط» نتيجة تميزه في صد الكرات، في الاعلان عن انضمامه الى فريق الكويت. وهو أيضا خاض تجارب عديدة في السالمية ثم الفحيحيل ثم الصليبخات، ولعب في الموسمين الماضيين مع القادسية. الفضلي كما هو واضح يريد نسخ تاريخ عبدالرزاق البلوشي لكن «أسطورة بورزيقة» لم ولن تتكرر أبداً.

مشاركة :