أصبحت أمنية الثمانيني حامد الريماوي، برؤية ولديه رشدي وأحمد، بعد تحررهما من سجون الاحتلال، حلماً بعيد المنال، بعد أن فقد بصره، وابيضّت عيناه من الحزن، وهو يعدّ الأيام والليالي، في رحلة البحث الطويلة والمضنية عن نهاية لاعتقالهما الذي زاد على الـ18 عاماً. يخفق قلبه المثقل بالأوجاع والهموم، وهو يروي كيف كان حتى أمد قريب، يفتتح نهاره مع صور رشدي وأحمد، في تقليد يومي توارى شيئاً فشيئاً، بعدما أخذ يفقد بصره بشكل تدريجي، إلى أن أصبح عاجزاً عن رؤية أي شيء، الأمر الذي أوقفه كذلك عن التوجه إلى أماكن الاعتصام والتضامن مع الأسرى، والذي دأب عليه منذ عدة سنوات. يقول الريماوي: «رشدي وأحمد، هما كل شيء بالنسبة لي، كنت أحلم بأن أراهما، ولكن الحمدلله على كل حال نظري راح، والآن أمنيتي أن أحضنهما قبل أن أرحل عن الدنيا»!. يوالي، وعيناه تقطران حزناً: «لم ينفك جيش الاحتلال عن مداهمة منزلنا حتى بعد اعتقالهما، وحاولت أكثر من مرّة استفزازهم، كي يعتقلوني، وبالتالي أتمكن من رؤية أولادي في السجن، لكني لم أفلح في ذلك!». عمليات تفجير ويستذكر: «في الأول من يونيو العام 2012، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بلدة بيت ريما، وكان رشدي مطلوباً، اختبأ داخل بئر، وكانت جرافات الاحتلال لا تبعد عن البئر سوى بضعة سنتيمترات!. وظلت عمليات التفجير للمنازل المهجورة مستمرة حتى الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم التالي، لم يعثروا على رشدي، لكنهم اعتقلوا شقيقه أحمد، ليتم اعتقال رشدي في اقتحام آخر». حكاية أبو رشدي، مترامية الحزن، فهو فقد زوجته أيضاً، التي رحلت في يوم زفاف حفيدته، ابنة الأسير رشدي، يُضيف وهو في كامل اللوعة: «عندما اعتقل رشدي كان أولاده صغاراً، وكنا نحضّر لزفاف أحمد، لكن «ما في نصيب» ويوم زفاف ابنة رشدي، سمعت أمّه تقول: «وينك يمّة يا رشدي.. تعال طلّع بنتك» لم تنطق بغير هذه الكلمات، لتقع مغشياً عليها، وتلفظ أنفاسها الأخيرة، قبل أن تصل إلى المستشفى. أوجاع مزدحمة ازدحمت الأوجاع على أبي رشدي، الذي أصبح ينظر باشتياق إلى صور ولديه دون أن يراهما، كأنه ينتظر من يأتيه بقميص رشدي أو أحمد، فيلقيه على وجهه، فيرتد بصيراً. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :