لماذا ترى عين العقل العالم بشكل مختلف تماما عن الرؤية الواقعية؟!

  • 7/21/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اكتشف باحثون تداخلا عصبيا بين الإنسان والآلة، يساعد على تفسير سبب اختلاف ما نراه في أذهاننا عن المعلومات التي تتم معالجتها بواسطة أعيننا الفعلية، عندما ننظر إلى شيء ما في الواقع. وبمساعدة ماسح ضوئي للتصوير بالرنين المغناطيسي وشبكة عصبية اصطناعية - محرك AI مصمم لمحاكاة الدماغ - ترسم الدراسة الجديدة أوجه الشبه بين طريقة عمل دماغ الإنسان وطريقة عمل نظام الكمبيوتر. وبالإضافة إلى شرح سبب عدم تطابق صورة كلب في رأسك تماما مع كلب حقيقي، يمكن أن تكون للنتائج آثار مهمة على البحث في كل من قضايا الصحة العقلية وتطوير الشبكات العصبية الاصطناعية. ويقول عالم الأعصاب توماس ناسيلاريس من جامعة "ميديكال" كارولينا الجنوبية الطبية: "نعرف أن الصور الذهنية تشبه قليلا الرؤية إلى حد ما، لكنها لا يمكن أن تكون متطابقة تماما. أردنا أن نعرف على وجه التحديد بأي الطرق كانت مختلفة". واستخدم الفريق شبكة عصبية مولدة - يمكنها إنشاء الصور وتحديدها، مع توفير بيانات تدريب كافية - ودرسوا كيفية تصرفها لأنها كانت تحاول تحليل عينات الصور وإنتاج شبكتها الخاصة. وقورن هذا التحليل مع النشاط في أدمغة الإنسان، كما خضع للقياس بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي. وفي مراحل مختلفة، طُلب من المتطوعين أن ينظروا إلى الصور على الشاشة، وأن يتخيلوا أيضا الصور الذهنية الخاصة بهم داخل عقولهم. وتطابق النشاط العصبي في الشبكة الاصطناعية والدماغ البشري، على الأقل إلى حد ما. وتمكن الباحثون من ملاحظة أوجه التشابه في الطريقة التي مُررت بها كل من الشبكات العصبية الاصطناعية والبشرية، إشارات بين مستويات الإدراك الأقل ضبابية والمستويات الأكثر دقة والأعلى. وفيما يتعلق بدماغ الإنسان، فإن النظر إلى شيء ما، يتضمن إشارات دقيقة من شبكية العين إلى القشرة البصرية للدماغ. وعندما نتخيل أمرا ما، تصبح هذه الإشارات أكثر ضبابية وأقل دقة. ويقول ناسيلاريس: "عندما تتخيل، يكون نشاط الدماغ أقل دقة. إنه أقل تناغما مع التفاصيل، ما يعني أن نوع الضبابية والتشويش الذي تختبره في صورك العقلية، له بعض الأساس في نشاط الدماغ". ويبدو أن النشاط العصبي في مكان آخر من الدماغ، ولكن خارج القشرة البصرية، يتناسب مع الصور المتخيلة والمشاهدة - وهو رابط قد يساعد العلماء على فهم أفضل للكيفية التي يمكن أن تعاني بها أدمغتنا وتتعافى من الصدمة. وفي حالة اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD)، على سبيل المثال، غالبا ما يعاني الأشخاص المتأثرون من ذكريات متطفلة وصور في أذهانهم. وبمجرد أن نتمكن من التعامل مع سبب حيوية هذه الصور المتخيلة، فقد نتمكن من إيقافها. ويعترف الباحثون أن هناك قيودا وتفسيرات بديلة لنتائجهم. وعلى سبيل المثال، من المحتمل أن الأشخاص لا يتذكرون الصور على هذا النحو، ولكن الموضوعات الواسعة. ويكاد يكون من المستحيل تحديد ما يبدو عليه تمثيل عين العقل للصورة في أدمغتنا، ما يترك مجالا للتفسير. ومع ذلك، تقدم الدراسة الكثير من البيانات المثيرة للاهتمام حول كيفية تمثيل الصور داخل رؤوسنا من حيث النشاط العصبي - وكيف يمكننا تدريب الشبكات العصبية الاصطناعية للحصول على ما هو أفضل في محاكاة الخدعة نفسها. ويقول ناسيلاريس: "إن مدى اختلاف الدماغ عما يفعله الجهاز، يمنحك بعض الأدلة المهمة حول كيفية اختلاف العقول والآلات. من الناحية المثالية، يمكنها الإشارة في اتجاه يمكن أن يساعد في جعل التعلم الآلي أشبه بالدماغ". ونُشر البحث في Current Biology. المصدر: ساينس ألرتتابعوا RT على

مشاركة :