الأسواق قبل العيد زحمة وغلاء وانتظار طويل وأسعار زئبقية

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن تدخل العشر الأواخر من رمضان، حتى تزدحم الأسواق في الدولة، وتبدأ الأسر تحضيراتها لعيد الفطر، حيث تتسوق أغلب الأمهات لتجهيز ملابس العيد والتحضيرات الأخرى، ولعل هذا الأمر أصبح منذ سنوات طويلة إحدى عادات الأسر الخليجية والعربية التي تعيش في الدولة. وتشهد الأيام الأخيرة من شهر رمضان، انتعاشاً في الأسواق حيث تندفع الأسر بصغارها وكبارها إلى أماكن التسوق المختلفة لشراء مستلزمات العيد، من ملابس وأحذية وإكسسوارات مختلفة، يرافق ذلك ازدحام شديد وبطء في الحركة عبر الشوارع الممتدة في مختلف مناطق الدولة، فيما تغمر صيحات الأطفال وحركاتهم العفوية، مساحات من الوجوه والأمكنة. أكدت أم محمد أنها وأخواتها اتفقن أن يذهبن للتسوق في شهر شعبان لوجود الأمر أسهل من زحمة رمضان، مشيرات إلى أن أزواجهن لا يجدون وقتا لأخذهن للتسوق بسبب الصلاة وازدحام طرق السير وضيق الوقت في أواخر شهر رمضان، إضافة إلى أن الرجال أيضاً يفضلون تلك الفكرة كي يجدوا وقتاً كافياً للراحة بعد العودة من المساجد في حين تجد المرأة الوقت للقيام بواجبات المنزل من تحضير للسحور والفطور. وأوضحت بعض السيدات أن فكرة التسوق في شهر شعبان ترجع إلى أن نفس البضاعة التي تكون في السوق في آخر شهر شعبان هي نفسها الموجودة بشهر رمضان فلا داعي للتأجيل والتسوق وسط الزحام. تضاؤل الخيارات وعن ذلك قالت عائشة محمد: إن التسوق في الأيام الأخيرة قبيل العيد، عادة سلبية من شأنها أن تقلص من الخيارات المتاحة أمام المشترين، فضيق الوقت يفرض على الشخص قرارات شرائية سريعة وبنسبة رضا منخفضة، بسبب قضاء الشخص ساعات في التنقل بين الأسواق، في الزحام الشديد الذي يفرض على البعض الرضوخ لشراء بعض السلع بقناعات ضعيفة، مشيراً إلى أن هذه الصعوبة قد تحرم الشخص فرصة الحصول حتى على إجابة عن استفساراته من قبل صاحب البضاعة، الذي يكون منهمكاً في تلبية طلبات المقاسات والألوان والأشكال المناسبة لزبائنه. وأضافت: مجرد معرفة أسعار السلع فقط، يحتاج إلى وقت طويل من الانتظار في أيام ما قبل العيد، فالعاملون في تلك المحال تجدهم منشغلين ويجوبون أرجاء المحل بسرعة عالية، هدفهم الأول والأخير الاحتفاظ بالزبائن وتلبية جميع متطلباتهم لتحقيق أرباح طائلة. ملابس الأطفال من جانبها أكدت فاطمة الحوسني (أم لبنتين) أنه كالعادة تقوم الأمهات بالتسوق في أواخر رمضان، خصوصاً أن أغلبهن يتفرغن لأسرهن ولصلاة التراويح، لهذا فلا مجال للتسوق، بينما في العشر الأواخر، تكون هنالك فرصة للتسوق قبل صلاة القيام، مشيرةً إلى أن مشكلتها دوما في البحث عن أثواب لابنتيها تناسب العيد، في ظل غلاء غير طبيعي على صعيد بدل الأطفال، ففي السابق، كانت الأسعار مناسبة، أما اليوم فإن أقل بدلة ب 500 درهم، فيما بعض الماركات تصل أسعارها إلى الآلاف. وبينت أنها مع ذلك فإنها أحيانا لا تجد ما تبحث عنه، فالإكسسوارات والنواقص تظهر قبل العيد بيوم أو يومين، وهنا تأتي المعاناة، بدءاً بالزحام الشديد وانتهاء بغياب ما نريده.وأضافت أن بعض الأسر تبتاع لأولادها ولأنفسها قبل العيد بشهرين أو أكثر، لكن الأطفال عادة ما يكبرون، وكانت لي تجربة سابقة، فقد اشتريت لبناتي أثوابا قبل العيد بثلاثة أشهر، وتبين لاحقا أنها ضيقة، وهو الأمر الذي جعلني لا أتسوق مبكراً. طويلات البال من ناحيته أشار علي سيف إلى أنه يكره التسوق مع أسرته وأنه أحيانا يضطر لترك زوجته وأطفاله في السوق، ويتفق معهم على موعد معين للعودة اليهم، موضحاً أن النساء طويلات البال، بعكس الرجال، يريدون التسوق في نصف ساعة، بينما النساء يفضلن المرور على كل المحال ثم البدء بالمقارنة والاختيار. وخالد الكندي يحرص على تلبية مستلزماته قبيل أن تغرق الأسواق بأمواج من البشر، لافتاً إلى أنه يحرص على انتقاء احتياجاته المختلفة، بصورة دقيقة وبتأنٍ قبيل الازدحام وقبل ارتفاع الأسعار، كما يحرص كذلك على تجربة ما اشتراه، وخصوصاً الملابس التي لجأ إلى تفصيلها من محال الخياطة قبل العيد بوقت طويل، وذلك كله حتى لا يقع في أخطاء البعض ممن يضعون أنفسهم في دوامة الضغط في الأيام الأخيرة من شهر رمضان للإنجاز بسرعة، وهو ما يفرز حتماً أخطاء كثيرة. ويقول عمار عبد الله: إنه يؤخر التسوق حتى الأيام الأخيرة من رمضان، للحصول على أحدث السلع والمنتوجات التي تتوافر في الأسواق، واختيار السلع الأكثر رواجاً، مشيراً إلى أن العديد من الباعة يتنافسون، في تخزين وإخفاء السلع والمنتوجات حتى الأيام الأخيرة من رمضان، خوفاً من التقليد من قبل منافسيهم، ولجلب المزيد من الزبائن، الملابس النسائية التي ترضخ لطرز حديثة وتصاميم مبتكرة وأشكال مستحدثة في كل وقت وحين، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان حتماً لمسايرة احتياجات العيد. استعدادات مبكرة نسرين تعمل في أحد المحال النسائية، تقول: تبدأ استعداداتنا قبل رمضان لتلك الأيام الأخيرة في رمضان، فأغلب الزبائن التي تحرص على الشراء تتردد في هذه الفترة، وأصحاب المحل يستوردون أحدث الفساتين والبدل النسائية لهذه المناسبة، ورغم أن الركود في بداية رمضان يصيب بعض التجار بالذعر، إلا أنه ما إن ينتهي النصف الأول من رمضان حتى تبدأ حركة السوق تنشط، وأغلب المواطنات والمقيمات يفضلن الأثواب الجاهزة للعيد، باستثناء الكبار بالسن، فإنهن يلجأن إلى التفصيل ومراكز الخياطة. بدوره أوضح جميل الدين الذي يعمل في أحد محال العبايات أن الأيام الأخيرة من رمضان، أو تلك التي تسبق الأعياد، لا تخلو من المشكلات والأزمات المادية والنفسية والاجتماعية، وفيها ربما يعمل أصحاب محال العبايات لأيام ولا يعرفون طعم النوم أو الراحة إلا قليلاً، ثم يأتي الزبائن ليضيفوا عليهم أرتالاً من الأعباء والطلبات، وأحياناً المشكلات، وأن كثيراً من المحال تضطر في مواسم مثل هذه إلى مضاعفة عدد العاملين فيها، وبالتأكيد زيادة المعروضات بنسبة مطلقة، لأن المتسوق يهمه في الأساس أن يحصل على كل ما يريد ولجميع أفراد أسرته من مكان واحد.

مشاركة :