لا أحد ينكر أن السيدة حواء كانت السبب في خروج سيدنا آدم عليه السلام من الجنة، بعد أن وسوس له الشيطان الرجيم، ولكن هل يعد ذلك مبررًا كافيًا لمعظم كتاب الدراما الرمضانية المعروضة الآن، لإظهار المرأة في صورة الصديقة المقربة لإبليس وأحيانًا العقل المدبر له؟ نرى ذلك واضحًا في أكثر من عمل درامي يعرض الآن، ومنها مسلسل لعبة إبليس، الذي تقريبًا لن تجد فيه امرأة واحدة يشغلها فعل الخير، ولا تهتم لتدبير المكائد لمن حولها لتحصل على أموال وحقوق ليست من حقها، وعن طريق وسائل غير شرعية، فرغم أن كاتبة قصة العمل إنجي علي امرأة، إلا أن ذلك لم يشفع عندها بشيء أن تحاول أن تظهر بنات جنسها على أنهن ضحايا، بل مذنبات دائمًا لا تحركهن سوى أطماعهن. الطريف في الأمر أيضًا أن المسلسل لا يحتوى على أي قاتل، فكل جرائم القتل التي ارتكبت خلال سيناريو العمل حتى الآن قامت بها سيدة وليس رجلاً وحتى إن فشلت في تحقيقها، لكن في النهاية المنفذ امرأة. فتيات إبليس كما أن المسلسل نفسه أتاح الفرصة للوجه الملائكي، كما يسميها جمهورها الفنانة هبة مجدي، للخروج من عباءة أدوار الفتاة الطيبة البريئة، إلى أدوار السيدة الشريرة التي لا مانع لديها من قتل زوجها حتى تتزوج محاميه، ويحصلان على أمواله. أدوار الشريرات أو صديقات إبليس بالعمل أيضًا، تتجسد في شيري عادل في دور السكرتيرة التي قتلت ثلاثة أفراد حتى الآن، إضافة إلى محاولة قتلها رئيسها بالعمل، بعد الاتفاق مع شقيقه على ذلك للزواج منه والحصول على أمواله. ويتجسد الشر أيضًا في دور الفتاة التي تجسدها إيناس كامل، التي تستغل حب شاب له وتحاول استغلاله أسوأ استغلال، فقط للحصول على مبالغ من الأموال، أضف إلى ذلك الشخصية التي تقدمها التونسية فريال يوسف بالعمل، وهى شخصية الإعلامية التي تدافع عن حقوق المجتمع والشعب والوطن أمام الجمهور، وفي الباطن ليست سوى إعلامية لا يهمها سوى التميز في مجالها، وأن تصبح رقم واحد به، حتى ولو كان ذلك عن طريق الاتفاق مع وزراء فاسدين بالحكومة، تحابيهم بحلقات برنامجها وتحاول تلميعهم دائمًا. مسلسل آخر لعبة إبليس ليس المسلسل الوحيد الذي يُظهر المرأة وكأنها المتسببة في جميع مشكلات العمل، فهناك أيضا مسلسل العهد من تأليف محمد أمين راضي، وإخراج خالد مرعي، الذي يضم في بطولته مجموعة كبيرة من نجوم ونجمات الفن العربي، إلا أن السيطرة النسائية على المسلسل، جعلت من المنطقي أيضًا أن تسيطر النساء على أدوار الشر بالمسلسل، وبالأخص من خلال الشخصية التي تقدمها الأردنية صبا مبارك، التي تحلم أن تقود كفر لا يوجد به رجال حتى ولو كان عن طريق قتلهم جميعًا، إلى جانب الشخصية الشريرة الرئيسة بالعمل سجاج، التي تقدمها هنا شيحة. حتى الشخصية التي تجسدها الفنانة السورية كندة علوش بالعمل، التي تعاطف معها الكثيرون في حلقات العمل الأولى، بدأت هي الأخرى خلال آخر حلقتين من العمل أن تظهر شرورها وتكشف النقاب عن الوجه الثاني لها.