الرياض (رويترز) - عقد مجلس الوزراء السعودي جلسته يوم الثلاثاء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز عبر الاتصال المرئي من مقره بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وكان العاهل السعودي (84 عاما) دخل المستشفى يوم الاثنين بسبب التهاب في المرارة وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية. وأفادت ثلاثة مصادر سعودية بأن الحالة الصحية للملك سلمان مستقرة. وبث التلفزيون السعودي مساء الثلاثاء لقطات من اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان. وفي اللقطات التي لم تكن مصحوبة بصوت يمكن رؤية العاهل السعودي جالسا إلى طاولة يطالع وثائق. وقالت ثلاثة مصادر سعودية مطلعة لرويترز رفضت نشر أسمائها، بينها مصدران تحدثا في وقت متأخر من مساء الاثنين والثالث يوم الثلاثاء، إن الملك ”بخير“. وأفاد مسؤول بالمنطقة طلب عدم ذكر اسمه بأنه تحدث مع أحد أبناء الملك سلمان يوم الاثنين وكان ”هادئا“ وبأنه لا يوجد شعور بالقلق بشأن صحة العاهل السعودي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان تلقى اتصالات هاتفية من زعماء الكويت والبحرين والأردن يوم الاثنين. وقال مصدر دبلوماسي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سافر عائدا إلى الرياض يوم الاثنين من قصره في مدينة نيوم المطلة على البحر الأحمر وألغى اجتماعا كان مخططا له مع وفد عراقي زائر. وقال المصدر الدبلوماسي والمصدر السعودي الثالث إن ولي العهد لا يزال في العاصمة. وكان آخر ظهور علني للملك سلمان في 19 مارس آذار حين ألقى كلمة مدتها خمس دقائق عبر التلفزيون بشأن جائحة فيروس كورونا. ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صورا وتسجيلات مصورة للملك وهو يرأس اجتماعات أسبوعية للحكومة عبر الإنترنت. كما نشر الإعلام صورا لولي العهد وهو يحضر هذه الاجتماعات عبر الإنترنت. وقضى خادم الحرمين الشريفين أكثر من عامين ونصف العام وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء من يونيو حزيران 2012 قبل أن يتولى الحكم عام 2015. وعمل أيضا حاكما لمنطقة الرياض أكثر من 50 عاما. وعين نجله الأمير محمد وليا للعهد عام 2017 بعد الإطاحة بشاغل المنصب حينها الأمير محمد بن نايف. ويعد الأمير محمد بن سلمان (34 عاما) الحاكم الفعلي للبلاد وأدخل سلسلة من الإصلاحات لتغيير اقتصاد المملكة وإنهاء اعتماده على النفط. ويحظى الأمير محمد بشعبية بين الشبان في السعودية وأشيد به في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وإعطائه النساء قدرا أكبر من الحقوق وتعهده بتنويع مصادر الاقتصاد. وبالنسبة لأنصار الملك، فإن هذه الجرأة في الداخل والخارج تعد تغييرا مرحبا به بعد حذر وجمود وتردد على مدى عشرات السنين. ولكن سيطرة الدولة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة في المملكة يجعلان من الصعب قياس حجم التأييد الداخلي. وصاحبت إصلاحات ولي العهد حملة على شخصيات كبيرة في العائلة المالكة ورجال أعمال لاتهامات بالفساد، وحرب باهظة الكلفة في اليمن مما أثار قلق حلفاء غربيين ومستثمرين. وتلقت مكانة ولي العهد ضربة أيضا بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 بأيدي رجال أمن سعوديين يُنظر إليهم على أنهم مقربون من الأمير محمد.
مشاركة :