في آخر كلمة له بصفته رئيسا للجنة المفاوضات التجارية، أكد روبرتو أزيفيدو، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، أن "إبقاء الأسواق مفتوحة على نطاق واسع أمام التجارة" من شأنه أن يساعد على بناء "انتعاش اقتصادي لما بعد كوفيد - 19 يكون قويا ومستداما وشاملا"، وعول المدير العام المستقيل على المؤتمر الوزاري المقبل، محذرا من أن فشله سيؤدي إلى "التشرذم". وتشرف لجنة المفاوضات التجارية على مجمل مفاوضات المنظمة تحت سلطة المجلس العام، وتقوم أيضا بإنشاء آليات التفاوض المناسبة حسب الاقتضاء والإشراف على تقدم مختلف المفاوضات. الرئيس الحالي هو المدير العام روبرتو أزيفيدو. وقبل ترك منصبه في 31 آب (أغسطس) المقبل، قال، أزيفيدو، في كلمة أمام رؤساء الوفود الأعضاء في المنظمة إن الخيارات السياسية للأعضاء ستلعب دورا مهما فى إرساء الأساس للعودة إلى النمو وإنشاء فرص العمل، وقال إن الأثر الاقتصادي والاجتماعي المتزايد للوباء سيشكل سياق عمل منظمة التجارة في المستقبل المنظور، وأن التعاون الدولي في مجال التجارة سيكون حاسما لمساعدة جميع الدول على إعادة البناء بشكل أفضل". وأكد أن العام المقبل سيكون حاسما للمنظمة، وسيكون المؤتمر الوزاري الـ12، الذي أرجئ إلى 2021، معلما رئيسا لجهود الأعضاء. وأضاف "وكما كان مقررا في الأصل في حزيران (يونيو) الماضي، كان من المقرر أن يكون المؤتمر الوزاري قد شكل بالفعل منعطفا حاسما بالنسبة للمنظمة. وكان من شأن الاتفاقات المتعددة الأطراف بشأن إعانات مصائد الأسماك والزراعة، إلى جانب التقدم المحرز في مبادرات البيان المشترك المقترح، أن يبعث بإشارة قوية مفادها أن منظمة التجارة يمكن أن تواصل توفير اليقين والقدرة على التنبؤ للتجارة العالمية على مدى الأعوام الـ25 المقبلة. في الوقت نفسه، كان الفشل في الاتفاق من شأنه أن يشكك في كل هذا". وقال: المؤتمر الوزاري المقبل سيمثل نقطة قرار رئيسة لاتجاه الاقتصاد العالمي ما بعد كوفيد - 19. وسأل: هل سنتفاعل مع الصدمات المستمرة بالتعاون المتجدد، ما يؤدي إلى النمو المشترك والقدرة على الصمود؟ أم أننا سنمضي قدما على الطريق نحو التشرذم المكلف؟ إن عملكم في الأشهر المقبلة، بما في ذلك في هذه الهيئة، سيساعد على تقديم الجواب. ولزيادة آمال النجاح إلى أقصى حد في المؤتمر الوزاري الـ12، حث المدير العام، الذي قدم استقالته قبل عام من انتهاء ولايته، الأعضاء على "الاتفاق بسرعة على خليفته، ثم العمل معه على رسم مسار للمؤتمر الوزاري المقبل وما بعده". وأكد، أزيفيدو، أن كتاب قواعد منظمة التجارة الحالي لا يزال يوفر "مرساة حيوية لإمكانية التنبؤ واليقين في الاقتصاد العالمي". مع ذلك، وعلى غرار جميع المنظمات الدولية، يجب على منظمة التجارة أن تتكيف مع الظروف الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة. وأوضح أن الإصلاح مهمة دائمة للمنظمة، لكنها عملية سيتم بناؤها بقرارات محددة يتم التفاوض عليها. وأضاف "لقد علمتنا الأعوام السبعة الماضية أن الاتفاقات المتعددة الأطراف تكون ممكنة عندما تتوافر الإرادة السياسية، وعندما تكونون واقعيين بشأن القضايا، التي يتعين معالجتها، ومنفتحين على النهج الإبداعي والحلول التوفيقية، وشاملين لجميع أصوات جميع الأعضاء. هذه الدروس ستكون مفيدة وأنتم تمضون قدما".
مشاركة :