إسطنبول - كشفت النائب أمينة كوليزار أمجان عن حزب الشعب الجمهوري في البرلمان التركي أن الحكومة تضغط على الصحف المعارضة بسلاح حجب الإعلانات الحكومية عنها. ونقلت أمجان ملف قطع الإعلانات الحكومية عن الصحف إلى أجندة البرلمان، حيث تقدمت بطلب إحاطة موجه لنائب الرئيس فؤاد أوكتاي، بحسب ما ذكرت صحيفة زمان التركية. ونوهت إلى أن السلطات فرضت عقوبة على 39 صحيفة وطنية ومحلية لمدة 316 يوما بدعوى انتهاكها للأخلاقيات والمبادئ الصحافية خلال الفترة ما بين 10 يناير والأول من يونيو 2020 بقطع الإعلانات عنها، في حين أنها كانت فرضت تلك العقوبة على 6 صحف و9 أيام فقط في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019. وفي عريضتها الخطية المقدمة إلى رئيس البرلمان فؤاد أوكتاي، طالبت أمجان بالرد على مجموعة من الأسئلة، من بينها “كم عدد الصحف التي واجهت عقوبة قطع الإعلانات ومدتها”، و”ما هي المبررات القانونية والحالات التي اقتضت فرض تلك العقوبات”. كما تساءلت أمجان المعارضة عما إذا كانت عقوبات قطع الإعلانات عن الصحف تحولت إلى سيف مسلّط على الصحف ووسائل الإعلام المعارضة من أجل تكميم أفواهها، مؤكدة أن السلطة السياسية الحاكمة تسعى إلى إخضاع جميع وسائل الإعلام لنفسها من خلال سياسة الجزرة أو العصا. وكشف تقرير رسمي أن أعداد الصحف والمجلات في تركيا تراجع خلال عام 2019 بنحو 8 في المئة، بالإضافة إلى حدوث تراجع كبير في مبيعاتها وصل إلى 50 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة، في ظل ضغوط تمارسها الحكومة. وأفادت صحيفة ديكن التركية الاثنين، أن ما مرت به الصحف والمجلات في تركيا على مدى السنوات الخمس الماضية جعلها تفقد ما يقرب من نصف قرائها، مع انخفاض التوزيع السنوي من 2.24 مليار إلى 1.18 مليار للصحف ومن 140 مليون إلى 73 مليون للمجلات، خصوصا مع إغلاق الحكومة للعشرات من المنافذ المنتقدة للحكومة خلال حالة الطوارئ لمدة عامين التي أعلنت بعد محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو 2016. ما مرت به الصحف والمجلات في تركيا على مدى السنوات الخمس الماضية جعلها تفقد ما يقرب من نصف قرائها ووفقا لبيانات هيئة الإحصاء الحكومية التركية، انخفض عدد قراء الصحف بنسبة 51 في المئة مقارنة بعام 2010 وخسرت المجلات بنسبة 47 في المئة، كما انخفض عدد الصحف من 2780 عام 2010 إلى 2337 عام 2019. وفي المقابل، كانت تكاليف الإعلانات العامة في ارتفاع، حيث ارتفعت بشكل مطرد منذ عام 2016 على الأقل، وفقا للأرقام التي تم الحصول عليها من وكالة الإعلانات الصحافية، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن تنظيم الإعلانات الممولة من الحكومة. وأوضح تقرير هيئة الإحصاء أن أعداد المجلات والصحف في تركيا أصبح 5 آلاف و485 فقط، مشيرا إلى أن 57 في المئة من هذا التراجع كان من نصيب المجلات. وأوضح التقرير أن 90.8 في المئة من الصحف تحولت إلى النشر على مستوى المدينة المتواجدة فيها فقط، وأن 7.3 في المئة منها فقط تقوم بالنشر والتوزيع في جميع المدن، بينما 1.9 في المئة من الصحف تقوم بالنشر والتوزيع على المستوى الإقليمي. أما المجلات، فتقوم 65.9 في المئة منها بالنشر في جميع المدن، و29.5 في المئة تقوم بالتوزيع محليا داخل المدينة المتواجدة فيها، أما 4.5 في المئة منها فتقوم بالتوزيع بشكل إقليمي. ويتوافق التقرير الحديث مع دراسة لمركز التقدم الأميركي نشرها الشهر الماضي، وأفادت بأن نسبة 72 في المئة من الشعب التركي لا تثق في الإعلام بالرغم من زيادة متابعاتها لوسائل الإعلام عبر الإنترنت في الفترة الأخيرة.
مشاركة :