غضب شديد انتاب أوساط النادي الأهلي بعد توقيع لاعب فريقهم الكروي (الموهوب) عبد الفتاح عسيري عقد انتقاله إلى فريق النصر، رغم اعتبار الأهلاويين (العالمي) حليفًا رسميًا لهم، ورغم العرض الكبير الذي قدمه الأهلي للاعب، لكنه اختار المغادرة على مرأى ومسمع من إدارة النادي والمشرف العام على الفريق! غضب الراقيين الأكثر كان على الطريقة التي خرج بها اللاعب، مع أنها طريقة الاحتراف (الرسمية)، إذ انتظر حتى دخوله (الفترة الحرة) ثم اختار العرض (الأعلى والأقوى) ليشرب الأهلي من نفس الكأس التي سقى منها الاتحاد قبل أربع سنوات تقريباً، عندما (خطف) اللاعب من منافسه وجاره اللدود بنفس الطريقة، بل إن الطريقة كانت أسوأ ولم تكن احترافية من جوانب كثيرة، لعل أهمها أنها تمت في وقت (فراغ إداري) في الاتحاد فترة دخول اللاعب الأشهر الستة التي جاءت أواخر (إدارة إبراهيم البلوي) وكان النادي يبحث عن (شخصية) تتولى الرئاسة، فلم يكن هناك إدارة رسمية، وإنما إدارة مرشحة، برئاسة (فخامة الرئيس) أحمد عمر مسعود (رحمه الله) والذي رغم انشغاله وداعميه بتأمين (شيك مصدق) بثلاثين مليوناً (كان مشروطاً ذلك الوقت من (هيئة الرياضة) قبل تسلّم النادي رسمياً عام 2016م) حاول إبقاء اللاعب، ونجح في تأمين شيك مصدق له بنفس المبلغ الذي تسلّمه من الأهلي، لكن اللاعب رفض، والأسوأ من ذلك أن اللاعب بعد أن اختار الذهاب إلى الأهلي وقَّع له (هاوياً) لمدة ثلاثين شهراً، ليحرم ناديه الأصلي من الحصول على مبالغ (قيمة انتقاله) وأيضاً يمنعه من مبلغ (بدل التدريب) حسب لائحة الاحتراف (ذلك الوقت) وكانت لغة كثير من الأهلاويين (بعد أن تمت الصفقة) في حينه مليئة بالاستعلاء والأنا المضخمة والتباهي بالقوة الشرائية للنادي، مع استخدام عبارات سخرية ضد الاتحاديين من مثل قولهم (الكاش ينهي النقاش) وغيرها من الكلمات التهكمية، التي ربما فهموها وشعروا بها ومراراتها وهم يعيشونها هذه الأيام بعد انتقال اللاعب إلى (الحليف) الرسمي. وعلى عكس مما يقوله بعض الأهلاويين فإن النصر لا يلام في (الوصول) إلى اللاعب والتعاقد معه، طالما تُرك متاحاً، حتى دخوله الفترة الحرة، فأصبح كما قيل بالفعل إما لناديه أو للذئب! الذئب حتماً كسب صفقة لاعب موهوب واسماً ناضجاً مؤهلاً ليكون (علامة فارقة) مع أي فريق يلعب له؛ إذا ما وجد التعاون والتفاهم والقبول والانسجام من المجموعة التي سيشاركها، وكل ذلك سيجده مرتاحاً بالقميص الجديد.. مبروك للنصر لاعب مكسب (وهارد لك) للأهلاويين، ولعلهم عرفوا جيداً حقيقة عبارة (اللي ما معوش ما يلز موش)! كلام مشفر * عبد الفتاح عسيري لاعب مهاري وحريف وسريع، وصل إلى سن النضج كروياً، سيكون حتماً إضافة لفريقه الجديد ولا شك، خاصة إذا تخلّص من عيبه الواضح بأن لا يكون (لاعب خواف). * يبدو أن شعار إستراتيجية النصر الذي ترفعه إدارته الحالية هو (العمل للمستقبل) وهو ما تكشفه التعاقدات التي استهدفت لاعبين شباناً لكل المراكز، أمثال مختار علي والصليهم وأمين بخاري وخالد الغنام وحتى عبد الفتاح آدم وعبد الفتاح عسيري، وكذلك الأسماء المغمورة؛ عبد العزيز علاوي وعبد الله شنقيطي وغيرهم. * هذه السياسة سبق لي المناداة بها لنادي الاتحاد أيام عزه، عندما كان (صاحب الكاش) ويحظى بدعم سخي لو صرف بعقل في ذلك الوقت على الفريق لسيطر على المشهد الكروي واستمر حتى الآن، وهو ما يخطط له العالميون بصرف وذكاء كبيرين. * من الواضح أيضاً أن هناك إستراتيجية وهدفاً (قريب المدى) يسعى له النصر ومسيروه وداعموه، هو البحث عن بطولة (دوري أبطال آسيا) لكرة القدم، وهو حق وطموح مشروع للنادي الكبير، وإن تأخر كثيراً ومن ثم سيتبعه الوصول إلى العالمية للمرة الثانية. * لا يمكن أن يعتبر المعسكر الذي يُقام في أبها (أنجح المعسكرات) التي أقامها نادي الاتحاد، ولا من أي النواحي التي يحسبونها.. الذين يقولون ذلك لا يعرفون شيئاً عن معسكرات (تاريخية) لا تنسى، أقامها النادي الكبير من قبل داخلياً وخارجياً. * الحكم المنصف على المعسكر سيكون لاحقاً من مردوده الفني والنتائجي وفي حالة واحدة سيكون ناجحاً وقابلاً للمقارنة من خلال المخرجات والنتاج الذي سيقدمه اللاعبون في المباريات (الرسمية) التي سيخوضها الفريق، ومن أول مباراة بعد العودة أمام أبها، قبل ذلك لا حكم حقيقياً ولا شيء يضر حتى وإن خسر كل المباريات الودية.
مشاركة :