تلعب مكونات البيئة دورًا أساسيًا في التوازن البيئي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ إذ ترتبط تلك المكونات ببعضها البعض على اختلاف نوعياتها ومسمياتها، وتتداخل وتتفاعل فيما بينها بطريقة معقدة، ويوجد بينها علاقة تأثير متبادلة؛ ما يجعل أي تغيير أو إخلال في أحدها يؤثر في الأخرى. وطوال تاريخه على الأرض، كان الإنسان أكثر العناصر تأثيرًا على البيئة وتوازنها؛ وذلك في اتجاه تصاعدي بلغ ذروته في عالم اليوم، بدأ في التزايد منذ الثورة الصناعية وزيادة عدد السكان، وارتفاع مستوى المعيشة والتقدم التقني والاقتصادي؛ ما زاد من حجم التلوث بمختلف أنواعه، وترافق معه قطع الغابات وحرقها وما ترتب عليه من إتلاف للتربة وغيرها؛ ما أثر مباشرةً على البيئة. لقد كانت نشاطات الإنسان- بحثًا عن الرفاهية والتحضر على حساب الإخلال بالتوازن البيئي وتدهور نوعية البيئة- غير عقلانية؛ إذ ولَّدت ضغوطًا بيئية واضحة على الكائنات الحية بما فيها الإنسان، والذي قد يكون الأكثر تأثرًا بها، والتي إن استمرت على هذا المنوال ستقود العالم إلى كارثة بيئية لا يمكن تدارك آثارها. لقد نسي الإنسان – في محاولته المنافسة على السباق الصناعي – أو تناسى معالجة الآثار المترتبة على الصناعات المختلفة، فوجد نفسه محاصرًا بمساحات هائلة من الأراضي الصحراوية، ومصادر محدودة للمياه، وارتفاع في درجة حرارة الأرض، واتساع ثقب الأوزون، وتناقص متصاعد في الموارد الطبيعية، وزيادة المخلفات الصناعية التي صارت مهددًا رئيسًا له في حياته وبيئته. وازداد الأمر حدةً بأن صارت معالجة المخلفات الصناعية همًا عالميًا تناقشه الحكومات والمنظمات الدولية والهيئات، التي تطالب بعرض معالجات للمخلفات الصناعية قبل التصديق على إقامة المصانع بمختلف أنواعها. ولا شك في أنَّ قضية التلوث البيئي أصبحت شائكة، بعد أن صارت مهددة لطبيعة حياة الإنسان والحياة الفطرية على الأرض؛ ما يتطلب جهودًا كبيرة من الجميع؛ للحد من الممارسات التي توثر على البيئة سلبًا، وإعادة التوازن البيئي؛ فالكائنات الحية تعيش في توازن دائم مع مصادر البيئة، مع وجود تنافس فيما بينها، في ظل تكامل واضح. علينا العمل على إعادة استزراع الغابات التي دُمِّرت، والحفاظ على الكائنات المعرضة للانقراض، وتشجيع ودعم مشاريع الطاقة البديلة والمشاريع الصديقة للبيئة، وخفض انبعاثات الكربون؛ لضمان نظام بيئي متوازن، مع إعادة تشكيل السلاسل المتصلة لدورات طاقات الحياة. اقرأ أيضًا: وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.. ومبادراتها الحيوية الاستثمار في القطاع الصحي استراتيجية المستقبل “منشآت” يدًا بيد مع رواد الأعمال
مشاركة :