أنجزت شركة أرامكو السعودية خطوات متقدمة جداً دون أدنى معوقات في أعمال البناء والتشييد لمصفاة جازان والمقرر تشغيلها في عام 2017، بطاقة معالجة تفوق 400 ألف برميل في اليوم من الزيت، لإنتاج منتجات بترولية مكررة تشمل البنزين والديزل ذا المحتوى الكبريتي فائق الانخفاض إلى جانب مادة البنزول والبارازايلين، وبتكلفة إجمالية تبلغ 26 مليار ريال، حيث من المخطط أن توفر هذه المصفاة الضخمة منتجات بترولية سيتم توجيهها واستغلالها لتعزيز تلبية احتياجات المملكة المتزايدة من المواد المكررة، وتوفير كميات إضافية لتغطية الطلب المحلي، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة، بينما سيتم تصدير الفائض منها إلى الأسواق العالمية. خطط إقامة منشآت الحوض الجاف ومنشآت التصنيع والخدمات بتكلفة ثمانية مليارات ريال هذا فضلاً عن توفير خمسة آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة للمواطنين من خلال هذا المشروع، الذي سيحقق فائدة أخرى لعموم المنطقة الجنوبية الغربية، حيث سيتم دمج المصفاة مع أكبر مجمع لتوليد الكهرباء في العالم يستخدم تقنيتي تحويل الغاز إلى سوائل والدورة المركبة للوقود، ا يتيح للمصفاة أن تنتج من خلال أعمالها الخاصة وبصورة تتسم بالاقتصاد والكفاءة 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء، أي ما يكفي لتغطية احتياجاتها ويتيح تطوير الصناعات في مدينة جازان الاقتصادية، ويوفر الكهرباء للمجتمعات المحلية في المنطقة. وشملت الأعمال الضخمة المنجزة في الموقع بناء خزانات ضخمة في ساحة المشروع تستوعب كل منها مليون برميل من النفط الخام ويبلغ ارتفاعها 23 مترًا وقطرها 126 مترًا. وعلى الرغم من ظروف الطقس الصعبة إلا أن الأعمال الإنشائية تسير وفق احترافية ودقة، حيث إن هذه الخزانات تلعب دورًا استراتيجيًا ومهمًا لأعمال المصفاة مستقبلا حيث إن الخزان الواحد يستغرق بناؤه سبعة أشهر، ومن ثم يتم اختباره على مدى ستة أشهر أخرى. وعند ملء أحد هذه الخزانات السبعة المبنية بنفس الحجم الضخم فإن تدفق النفط للخزان يكون بمعدل 500 متر مكعب في الساعة، وتفريغه من الزيت الخام يستغرق نفس المدة الزمنية. ويبلغ مجموع الخزانات التابعة للمشروع 88 خزانًا بأحجام مختلفة. إطلاق استثمارات واعدة في جازان الاقتصادية بتكلفة 70 مليار ريال ومن المؤمل أن يضيف مشروع مصفاة وفرضة جازان، الذي تملكه وتشغله أرامكو السعودية بالكامل، جزءًا لا يتجزأ من شبكة التكرير والتوزيع التابعة للشركة، حيث سوف يساعد هذا المجمع، الذي يشتمل أيضًا على مدينة صناعية، في تلبية الطلب على الطاقة في المملكة وتصدير أنواع وقود عالية القيمة للأسواق العالمية. ويجسد خطط أرامكو وسعيها لتنمية أعمالها في مجال التكرير والمعالجة والتسويق حيث ستكون خلال فترة قصيرة قد بنت مصافي بطاقة 1.2 مليون برميل في اليوم في المملكة، ممثلة في مشروع ساتورب المشترك في عام 2014، ومشروع ياسرف المشترك في عام 2014، ومصفاة جازان في عام 2017، وتعد هذه المشاريع معالم رئيسة على طريق زيادة طاقة أرامكو التكريرية، المملوكة بالمشاركة، إلى ما يتراوح بين 8 و10 ملايين برميل في اليوم معظمها في الشرق الأقصى والشرق الأوسط وغيرها. وعهدت الدولة إلى شركة أرامكو سؤولية تطوير مدينة جازان الاقتصادية، التي ستكون، وقعها الذي يغطي مساحة 106 كيلومترات مربعة على ساحل منطقة اشتهرت بوفرة مواردها الطبيعية، مركزًا لقاعدة متنوعة من الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وتركز المرحلة الأولى من هذا المشروع، التي ستكتمل في عام 2017، على بناء بنية تحتية ذكية توفر لمجموعة كبيرة من الصناعات احتياجاتها في مجالات الطاقة والمنافع والنقل. ومن المقرر أن توازي هذه الاستثمارات في البنية التحتية مجموعة متعددة من المشاريع الوطنية الضخمة، منها مطار جديد في جازان وسكة حديد ساحلية تربط بين جازان وجدة بطول 660 كيلومترًا. وصممت البنية التحتية للمدينة بحيث تمكن المستثمرين من إطلاق أعمالهم في أسرع وقت ممكن. ويُتوقع لهذا المشروع أن يزيد بصورة كبيرة من الناتج الاقتصادي لهذه المنطقة، بينما سيوفر15 ألف فرصة عمل خلال سنواته الخمس الأولى. ومن المتوقع، خلال عملية نموه أن يوفر أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة على مدى 15 عامًا. وستتمتع هذه المدينة ستوى معيشة مرتفع يعمل على جذب قوة عمل بشرية تتسم بالنشاط والحيوية والمحافظة عليها، إلى جانب جذبه لشركات قادرة على المنافسة. وستحدد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في هذا المشروع، المعيار للتنمية الاقتصادية المحلية، كما أنها ستمثل نموذجا لإقامة المدن الاقتصادية في المملكة. أرامكو تخطط جاهدة لزيادة نسبة إنفاق الشركة لتنمية قدرات التصنيع المحلية والخدمات من 35% إلى 70% وتسعى أرامكو جاهدة للتمكين لقطاع الطاقة المحلي وذلك على غرار الطرق المتبعة لزيادة المحتوى المحلي في مراكز الطاقة العالمية مثل الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل، نعمل على إيجاد موردين محليين لجميع السلع والخدمات التي يحتاجها قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية. وتتمثل أهداف أرامكو التي تبذل موارد مالية كبيرة لتحقيقها في توفير الوظائف وتنمية قدرات التصنيع المحلية والخدمات. كما تهدف إلى زيادة نسبة إنفاق الشركة داخل المملكة في هذا القطاع من 35 % إلى 70 % خلال العقد القادم، حيث إن مثل هذا التطور يمكن أن يؤدي إلى توفير ما بين 400 ألف و500 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المملكة. وارامكو السعودية ليست جديدة بهذا التواجد القوي في جازان حيث يعود تاريخها في المنطقة لأربعين عام مضت حيث بدأت هناك بإنشاء محطة توزيع المنتجات البترولية في المنطقة لتعزز تواجدها ونموها الهائل حينما كلّف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيَّب اللهُ ثراه، بإطلاق استثماراتٍ وأعمالٍ في المنطقة يصل إجمالي تكلفتها نحو 70 مليار ريال، ومنح أرامكو الثقة للمشاركة في هذه المسيرة التنموية التي تشهدها منطقة جازان اليوم، لتبني أرامكو لها وجودًا إستراتيجيًّا في المنطقة، من خلال تنفيذِ عددٍ من المشروعات الأساسية والمسانِدة تشمل تطوير البنية التحتية للمدينة الاقتصادية، وإنشاء مصفاة جازان وفرضتها، وإنشاء محطة توليد الطاقة، والميناء التجاري، ومحطة لتحلية المياه المالحة، فضلاً عن مدّ الطرق، وشبكات المياه والصرف الصحي، وإيصال الكهرباء، لتُوفر هذه المشروعات بمجملها قاعدةً متينة للاستثمارات في الصناعات الثقيلة والثانوية والبتروكيميائيات والصناعات المعدنية، واستثمارات تحويلية أخرى تستفيد من الثروات المعدنية والزراعية التي تتمتع بها المنطقة. الجدير بالذكر أن وزارة البترول والثروة المعدنية تعمل مع هيئة المدن الاقتصادية وأرامكو السعودية حالياً على تقييم مشروع لصناعة السفن والأعمال المرافقة لها من إصلاح وصيانة في مدينة جازان على البحر الاحمر الذي تعبره حوالي 20 ألف سفينة سنوياً، ويتضمن تقييم المشروع إقامة منشآت الحوض الجاف، ومنشآت التصنيع والخدمات، وتقدر تكلفتها ب 8 مليارات ريال، ويوفر المشروع حوالي 2000 وظيفة مباشرة. ولتمكين تلك الصناعة، تدرس الوزارة مشروعاً لإنتاج صفائح الحديد التي تدخل في صناعة السفن والمعدات المستخدمة في صناعة البترول والبتروكيميائيات وتحلية المياه ومن المقدر أن تبلغ تكلفة المشروع 4 مليارات ريال، ويوفر حوالي 1200 وظيفة مباشرة.
مشاركة :