من المعروف أن الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول عن الجسم. بيد أن دراسة ألمانية حديثة توصلت إلى نتائج تفيد بأنه في بعض الأحيان، يكون الجهاز المناعي سبباً في اشتداد أعراض فيروس كورونا متحدثة عن "تحالف مميت" معه. لكن كيف؟ صورة رمزية الجهاز المناعي للإنسان هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض، ففي حالة الإصابة بعدوى ما تتجمع الخلايا المناعية لتقضي عليها، ثم يقوم الجسم بتكوين ما يُعرف بالأجسام المضادة لتعطي الجسم مناعة ضد الإصابة بهذه العدوى مرة أخرى. لكن ماذا يحدث إذا كان رد فعل الجهاز المناعي مبالغ فيها؟ هذا ما توصل إليه فريق من العلماء الألمان في دراسة حديثة. فقد وجد هؤلاء العلماء أنه في بعض الحالات، يساهم الجهاز المناعي للمصاب في زيادة أعراض كورونا سوءاً لديه، وقد يتسبب ذلك في اشتداد خطورة الحالة بما قد يؤدي للموت، بحسب موقع إينزالساخ 24 الألماني. دائرة مغلقة بداخل الجسم المصاب ويشرح موقع فوكوس (Fokus) الألماني الدور الثنائي الذي يلعبه الجهاز المناعي في هذه الحالات. فالعلماء وجدوا أن الجهاز المناعي يلعب دوراً أساسياً في مدى شدة الأعراض لدى الشخص المصاب، بالإضافة لعوامل أخرى مثل السن والنوع بحسب ما جاء على صفحة الدراسة التي نشرت بدورية (Nature Biotechnology) العلمية. وفي دراسة أخرى صادرة عن جامعة هارفارد الأمريكية في أبريل/نيسان الماضي، كان علماء أمريكيون فحصوا الدور الذي يلعبه مستقبل في الجسم يسمى "الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2" أو (ACE2). والآن وجد فريق الباحثين الألمان بمشفى شاريتيه ببرلين ومعهد برلين للصحة بالإضافة لباحثين من لايبزيغ وهايدلبرغ، أن ACE2 يلعب دوراً محورياً في استجابة الجسم لفيروس كورونا. ففي العادة يكون ACE2 مسؤولاً عن تنظيم ضغط الدم. غير أنه في حالة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، يستخدم الفيروس هذا الإنزيم كبوابة عبور للخلية، فيقوم بربط نفسه به ثم يدخل إلى الخلية حيث يقوم بالتكاثر. وبحسب موقع فوكوس فإن ذلك يؤدي إلى دائرة مغلقة: فالأنسجة المصابة تقوم بإفراز مادة "إنترفيرون"، وهي عبارة عن بروتينات تمنع تكاثر الفيروس بداخل الخلية. غير أن الـ"إنترفيرون" يقوم بتحفيز إنتاج مزيد من ACE2، والتي تقوم بدورها بالعمل كمستقبل لفيروس كورونا مما يساهم في تكاثر الفيروس بشكل لانهائي وبجعل الخلية أقل قدرة على المقاومة. علماء بريطانيون توصلوا إلى لقاح ضد كورنا وصف بالآمن وبأنه يحفز جهاز المناعة. حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة الأسباب ووجد العلماء الألمان في دراستهم أنه في هذه الحالة يقوم الجهاز المناعي بمساعدة فيروس كورونا على الانتشار. وبحسب موقع فوكوس لاحظ العلماء أن المصابين بأعراض شديدة لفيروس كورونا كانت الخلايا المناعية عندهم أظهرت مبالغة في رد فعلها في مهاجمة الفيروس، وهو ما أدى لهجوم الجهاز المناعي على أعضاء الجسم، مثل الرئتين، وإلحاق الضرر بها. وبحسب موقع جريدة إينزالساخ 24، فإن العلماء قاموا بفحص كل خلية على حدة من آلاف الخلايا التي استخرجوها من الشعيبات الهوائية وأنوف عدد من المصابين بالفيروس. ويشير موقع ميركور (Merkur) الألماني إلى أن هذه النتيجة لا تفسر سبب رد الفعل المبالغ فيه من قبل الخلايا المناعية، بل فقط توضح العملية التي تحدث بداخل الخلايا. ويضيف الموقع أن أي علاج لفيروس كورونا يجب أن يسيطر على الجهاز المناعي أيضاً، ولذلك يعد عقار "ديكساميثازون" خطوة في الطريق الصحيح. س.ح/ أ.ح
مشاركة :