باحث: الزيارات المتبادلة للمسئولين في العراق وإيران هدفها احتواء بغداد

  • 7/23/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أسامة الهيتمي، باحث في الشأن الإيراني، أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران وبعد ساعات قلائل من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد أثارت العديد من التساؤلات حول الأسباب والأهداف من ورائها، خاصة وأنها جاءت أيضا بعد يوم واحد من تأجيل زيارة كانت مقررة للكاظمي إلى المملكة العربية السعودية.وتابع، أن الزيارة تأتي متسقة إلى حد كبير مع طبيعة الدور الذي تقوم به إيران في العراق منذ العام 2003 والذي يبذل ما في وسعه لتثبيت النفوذ الإيراني في العراق وتسيير الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية كذلك وفق تصور طهران.وأضاف "الهيتمي"، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن زيارة كل من ظريف للعراق وزيارة الكاظمي لإيران تعملان على تحقيق هدف أساسي وهو محاولة احتواء بغداد وإغوائها في الوقت ذاته على مختلف المستويات بعد التطورات التي شهدتها علاقة البلدين مؤخرا وذلك لأسباب متعددة كان أبرزها الانتفاضة الشعبية في محافظات جنوب ووسط العراق والتي كان من مطالبها انتزاع سيادة العراق من النفوذ الإيراني وكذلك اغتيال قاسم سليماني في العراق وما تبع ذلك من تدايعات أثرت سلبا على الحالة الأمنية في العراق وأخيبرا استقالة حكومة عادل عبد المهدي وتعيين الكاظمي الذي اتخذ حزمة من الإجراءات رأت إيران أنها ستؤثر سلبا على نفوذها في الداخل العراقي.وأشار، إلى أن ظريف يقوم خلال زيارته ولقائه بالمسئولين العراقيين ببعض هذه المهام وتوصيل رسالة طهران إلى الحكومة العراقية إلا أنه بدا واضحا أن طهرات أرتأت أن يكون ذلك بشكل مباشر بين القيادة الإيرانية ورئيس الوزراء العراقي بلا واسطة أو عبر الأدوات الدبوماسية إذ الأفضل أن يستشعر الكاظمي بقوة الموقف الإيراني وأهمية مطالبه وهو ربما يفسر عقد لقائين بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي والكاظمي أحدهما خاص والآخر عام فيما كانت مطالب خامنئي واضحة لا مواربة فيها بضرورة الإبقاء على الحشد الشعبي وهي الطريقة التي أدرك المتابعون أنها كانت الخيار الأفضل لإيران فالكاظمي وطوال لقائه بخامنئي كان يخاطبه بـ"سيدنا".. فهل من المنتظر أن يرد الكاظمي لسيده مطلبا.وتابع الباحث في الشأن الإيراني: أن إيران كانت في حاجة بشكل سريع لأن تسعى إلى تعويض تراجع عمليات التبادل التجاري بين البلدين خلال الشهور الماضية حيث طرح الجانب الإيراني مقترحات بشأن زيادة حجم التبادل إلى 20 مليار دولار بشكل رسمي وهو إلى بقدر ما سيساهم في التخفيف من أثر العقوبات الاقتصادية الأمريكية سيعمل على التقليل من فرص اتجاه العراق إلى الجوار العربي الأمر الذي سيكون له أثره السلبي على النفوذ العراقي.وقد قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة لمدة يوم واحد إلى العاصمة العراقية بغداد في 19 يوليو 2020، أجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في الحكومة العراقية، وبحث عددًا من الملفات المشتركة بين البلدين، والتي كان من بينها الاتفاقات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني "حسن روحاني" إلى بغداد مايو 2019، إضافة لتناول القضايا الإقليمية والدولية، كما تم التطرق إلى حادثة اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس الإيراني السابق "قاسم سليماني" ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبومهدي المهندس"في بغداد مطلع يناير 2020، وفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

مشاركة :