أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الدور الجوهري الذي يلعبه قطاع الثقافة والإعلام في عكس مضمون الفرد والمجتمع عبر إبراز الهوية الإماراتية والارتقاء بها بشكل إبداعي ومبتكر، وذلك لتعزيز مكانة الإمارات على مستوى العالم.جاء ذلك في كلمة سموها على هامش الجلسة الحوارية الثانية التي ينظمها الاتحاد النسائي العام ضمن سلسلة جلسات «كلكم مسؤول.. الاستعداد للخمسين» بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب؛ حيث تمت استضافة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، لتسليط الضوء على التحديات والتطلعات المستقبلية في قطاع الثقافة والإعلام في دولة الإمارات.وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «ضربت دولة الإمارات بقيادتها أروع الأمثلة في ظل جائحة «كوفيد-19»، من خلال تجاوز التحديات والأزمات، وتحويل التغييرات المحيطة إلى تغييرات إيجابية، تدفع بها للأمام ضمن مصاف الدول».وأثنت سموها على قرارات حكومة الدولة التي ارتأت أهمية دمج الوزارات وتغيير الصلاحيات والمسؤوليات من أجل مواكبة المتغيرات وخلق حكومة مرنة وسريعة هدفها تعزيز منجزات ومكتسبات الوطن، الأمر الذي يعكس النضوج الثقافي والإعلامي وتوظيفه في وضع الخطط الاستشرافية والاستباقية للدولة.وأضافت: «تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، اهتماماً كبيراً للثقافة كونها أداة بالغة الأهمية في عملية تطوير المجتمع والنهوض بقطاعاته المختلفة، بما فيها قطاع الإعلام الذي يقوم بدوره الحيوي في ترسيخ الصورة الحضارية للإمارات».وأكدت سموها أن دور الاتحاد النسائي العام لا يقل أهمية في عملية التغيير التي تشهدها الدولة؛ حيث يقع على عاتقه دمج المرأة في مختلف المجالات ورفع المهارات والكفاءات التنظيمية لها من خلال إتاحة الفرص أمامها للعمل في القطاعات الحكومية وغيرها من القطاعات التنموية التي لم تصلها؛ بحيث تكون مشاركتها كاملة في التنمية.من جانبها، شكرت نورة الكعبي، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، على مبادراتها وجهودها في دعم الأسرة الإماراتية وتنشئة أجيال وطنية متمسكة بثقافتها وتراثها، وحريصة على نقل إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأجيال القادمة، ليبقى هذا الإرث نبراساً وموجهاً لمجتمعنا ودولتنا.وحول برامج اللغة العربية قالت نورة الكعبي: «تمتلك دولة الإمارات أجندة وطنية للغة العربية تضمن تفعيل دور اللغة العربية في وسائل الإعلام، وإثراء اللغة العربية بالإنتاج الفكري والأبحاث العلمية، ونقل العلوم والمعارف من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية، والحفاظ على التراث الشعري والأدبي واللغوي وقد تبنت وزارة الثقافة والشباب تقرير «حالة ومستقبل اللغة العربية»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها؛ حيث سيكون هذا التقرير عبارة عن دراسة موسعة لمقاربة تحديات اللغة العربية بطريقة علمية تساعد على تطوير أساليب استخدامها وتعليمها وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، وقد تم إنجاز التقرير بالتعاون مع مؤسسات محلية وإقليمية ومنظمات دولية وسيتم إطلاقه خلال الأشهر المقبلة».وأضافت: «تعمل وزارة الثقافة والشباب، باستمرار مع المجتمع الإبداعي في الدولة للتعرف إلى التحديات التي تواجههم لإيجاد السبل الكفيلة بتسهيل أعمالهم من سياسات وتشريعات تضمن تحقيق تطلعاتهم وزيادة إنتاجهم الثقافي في المجتمع، تعد الإمارات من أوائل الدول في المنطقة التي تمتلك استراتيجية لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية بهدف تعزيز مساهمة القطاع الإبداعي في منظومة الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع ريادة الإعمال الإبداعية وتسويق المنتج الإماراتي في الأسواق العالمية».وحول التوجهات الاستراتيجية لقطاع الثقافة والإعلام خلال الخمسين سنة المقبلة قالت نورة الكعبي: «بدأت الوزارة بصياغة استراتيجية وطنية تتماشى مع توجهات الدولة استعداداً للخمسين عاماً القادمة، وهذه الاستراتيجية، تأتي ضمن مسارين مهمين المسار الأول تعزيز المنظمة التشريعية لقطاع الإعلام بما يكفل تطوير القطاع ليواكب طموح القيادة وتطلعاتها نحو المستقبل، والمسار الثاني الخروج بمبادرات مبتكرة لرفع نسبة التوطين في القطاع، وتعزيز إقبال المواطنين على العمل في مجالات الإعلام المختلفة».وبدورها، نقلت نورة خليفة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام، تحيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، كما عبرت سعادتها عن امتنانها الشديد للوزيرة نورة الكعبي، مؤكدة أهمية هذه الجلسات الحوارية في إبراز الدور الريادي الذي تلعبه الجهات في التغلب على التحديات، لاسيما في وقتنا الحالي.وقالت: إن الاتحاد النسائي العام، يسعى من خلال هذه الجلسات الدورية إلى تسليط الضوء على جهود الجهات في دعم ومساندة الجهود التنموية للدولة في مواجهة القضايا والتحديات التي تواجه المرأة الإماراتية في مختلف القطاعات في ظل الظروف الراهنة والتي أفرزت تغيرات جوهرية في الأنماط الحياتية في كافة المجالات.
مشاركة :