قال محللون إن إسرائيل تواجه عوائق في التعافي الاقتصادي وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بسبب عدم وجود خطة واضحة وثابتة، ما أثار انتقادات من الجمهور. خرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع في عطلتي نهاية أسبوعين متتاليين، للاحتجاج على استجابة الحكومة البطيئة للتداعيات الاقتصادية وسط جائحة كوفيد-19. قال إيال وينتر استاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية بالقدس، إن "إسرائيل مرت بعدم استقرار سياسي هائل خلال السنوات القليلة الماضية". وأشار وينتر إلى أن "النتيجة هي أن العديد من السياسات الاقتصادية الحالية شعبوية". وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية بالفعل على سلسلة من التدابير التي تهدف لمساعدة الاقتصاد المتعثر، بينما فرضت قيودا متجددة ضد عودة انتشار حالات الإصابة بـ(كوفيد-19). ولكن، تدابير الإغلاق المتجددة هذه، التي فرضت بعد رفعها بوقت قليل، تركت العديد من الشركات غير قادرة على التعافي من هذه الضربة. وبشكل خاص، تأثرت قطاعات السياحة والثقافة والملاحة بشدة، حيث تواجه مستقبلا مجهولا بعد المرض. وحتى الآن، تعهدت الحكومة بتخصيص نحو 30 مليار دولار أمريكي في خطط مختلفة لمساعدة الاقتصاد المتعثر. أعلن نتانياهو الأسبوع الماضي، إعانة حكومية لجميع الإسرائيليين، بغض النظر عن وضعهم المادي. ثم تم تعديل الخطة لتستثني الأغنياء في المجتمع. ولكن، ما زالت الحكومة تتعرض لانتقاد على نطاق واسع. ويرى البعض أن هذه الأموال يجب أن تذهب فقط للأشخاص الذين هم في حاجة ماسة لها ويقول البعض إن نتانياهو يحاول تهدئة الجمهور الذي أصبح مستاء بشكل متزايد . وبالإضافة إلى هذا، فقد ارتفع معدل البطالة في البلاد بشكل كبير ليصل إلى حوالي 20 في المائة، مقارنة بمعدل أقل من أربعة في المائة قبل تفشي المرض في مارس. وقالت إليز بريزيس رئيسة مركز أهارون مئير للسياسة المصرفية والاقتصادية بجامعة بار إيلان، "هذه كارثة حقيقية. ليس لدينا اقتصادي لديه خطة واضحة". تم تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في مايو. وبعد شلل سياسي دام أكثر من عام، وأقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شراكة مع منافسه السياسي بيني غانتس رئيس حزب أزرق أبيض. ولكن، غالبا ما يجد الاثنان نفسيهما على خلاف في كل سياسة تقريبا. فعندما عقد مجلس الوزراء اجتماعا الأسبوع الماضي لاتخاذ قرار حول القيود المتجددة، وافق الجميع على تدبير واحد فقط من بين تدابير عديدة مقترحة. قال نتنياهو ووزراء آخرون، إنهم يريدون تعيين قائد لجهود الاستجابة للمرض في الجبهتين، الصحية والاقتصادية، وهذا لم يحدث حتى الآن، على ما يبدو بسبب الخلافات بين الشركاء السياسيين. وتوفي أكثر من 400 إسرائيلي جراء (كوفيد-19)، حتى الآن، وهناك نحو 28 ألف حالة نشطة.
مشاركة :