أقرّ الرئيس دونالد ترامب، للمرة الأولى بأن فيروس كورونا المستجد يأخذ أبعاداً «مقلقة» في أجزاء من الولايات المتحدة، مبدياً استعداده للعمل مع الصين أو أي دول أخرى لإنتاج لقاح رغم تزايد التوترات بين بكين وواشنطن، وآخر فصولها، إغلاق القنصلية الصينية في هيوستن، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها «لحماية الملكية الفكرية الأميركية». وسجّلت الولايات المتّحدة الثلاثاء، لليوم الثامن على التوالي، أكثر من 60 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة، ليصل الإجمالي إلى نحو 4 ملايين مصاب، توفي منهم نحو 145 ألفاً.وقال ترامب إنّ «أزمة كوفيد - 19 ستسوء حتماً، للأسف، قبل أن تتحسّن. أنا لا أحبّ أن أقول ذلك لكن هذه هي الحقيقة»، في تغيير واضح للهجته بعد اتهامه منذ فترة طويلة بالاستخفاف بالفيروس.ولفت إلى تسجيل «زيادة مقلقة في حالات (الإصابة بالفيروس) في أجزاء كثيرة من جنوبنا»، مشيراً إلى «حرائق كبيرة» بل إلى «وضع حرج للغاية» في فلوريدا. وقال: «نطلب من الجميع أنّه عندما لا تكونون قادرين على التزام التباعد الاجتماعي، ضعوا كمّامات»، بعد أن دافع حتى الآن عن «الحرية» الفردية في هذه المسألة.وعما إذا كانت إدارته مستعدة للتعاون مع الصين في إنتاج لقاح للأميركيين، سواء كانت الصين أول دولة تطور اللقاح أم لا، قال ترامب: «نحن مستعدون للعمل مع أي طرف سيحقق لنا نتيجة طيبة».في المقابل، أمرت واشنطن، بكين بإغلاق قنصليتها في هيوستن، معتبرةً أنها «في صلب شبكة تجسس». وهددت السلطات الصينية من جهتها، بـ «الرد» على الخطوة الأميركية، ما ينذر بتدهور جديد للعلاقات المتوترة بين البلدين على خلفية ملفات عدة، من التجارة إلى طريقة تعامل بكين مع «كوفيد - 19»، وصولاً لسياساتها في هونغ كونغ وكسينجيانغ وبحر الصين الجنوبي.وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أن الخطوة اتخذت «لحماية الملكية الفكرية الأميركية ومعلومات الأميركيين الشخصية».من جهتها، اتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ترامب، بخلق حالة أزمة مع انتشار «كوفيد - 19».وقالت «إن التعليقات التي أدلى بها الرئيس، تظهر أنه أدرك الأخطاء التي ارتكبها... بات واضحاً، أن هذا هو فيروس ترامب».وأظهرت دراسة للمراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها (سي دي سي)، أنّ عدد المصابين بالفيروس في الولايات المتّحدة خلال الربيع، كان في الواقع أكبر بما بين ضعفين إلى 13 ضعفاً من العدد المسجّل رسمياً، في أرقام تؤكّد أنّ عدوى الفيروس تنتقل بواسطة أشخاص قد لا يعلمون أنّهم مصابون.وفي حين سجلت البرازيل، أكثر الدول تضرراً في العالم بعد الولايات المتحدة، نحو 81,600 حالة وفاة لما يقرب من مليونين و170 ألف إصابة، يبدو الوضع مقلقاً كذلك في بوليفيا، حيث ذكرت الشرطة أنها جمعت أكثر من 400 جثة من الشوارع والمنازل في أنحاء البلاد خلال الأيام الخمسة الماضية، 85 في المئة منهم قضوا من الفيروس. وفي غواتيمالا، أودى الوباء بحياة وزير الصحة السابق خورخي فيلافيسينسيو، الذي أصيب بالفيروس أثناء احتجازه للمحاكمة بتهمة الفساد.في موسكو، قال رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، إن أربعة لقاحات روسية ضد الفيروس، أثبتت سلامتها وأمانها.في الهند، أظهرت دراسة أنّ نحو ربع سكان نيودلهي اصيبوا بالفيروس، ما يلقي بشكوك حول الأرقام الرسمية في المدينة وفي مختلف انحاء الهند.وباتت الهند الجمعة، ثالث دولة تتجاوز عتبة المليون إصابة بعد الولايات المتحدة والبرازيل، لكنّ عدداً من الخبراء يرون أن هذا الرقم أدنى بكثير من العدد الفعلي للمصابين نظراً إلى أن عدد الفحوص التي تجرى لا يزال ضعيفاً. وتشير النتائج التي نشرتها وزارة الصحة الفيديرالية، الثلاثاء، إلى أن 4,7 مليون شخص من عدد سكان نيودلهي البالغ أكثر من 20 مليوناً، أصيبوا بالفيروس، أي ما يقرب من 40 ضعف العدد الرسمي البالغ 125 ألفا.وكشفت سلطات بومباي، حيث سجلّ أعلى عدد من الإصابات بالفيروس في الهند، عن «خوذات ذكية» ستستخدمها عاصمة البلاد الاقتصادية، للحدّ من الانتشار الواسع للعدوى في مدن الصفيح المكتظّة فيها.وتتيح هذه الخوذات التي سبق أن استُعمِل مثلُها في دبي والصين وإيطاليا، قياس درجة حرارة عشرات الأشخاص في الدقيقة الواحدة، مما يُعتبَر رقماً قياسياً في هذا المجال.
مشاركة :