نالت الباحثة المصرية ريم يحيى عبدالعظيم، الأحد الماضي، درجة الماجستير بتقدير ممتاز من قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم بجامعة المنيا عن أطروحتها حول "صورة الرجل في روايات الكاتبة أثير عبدالله النشمي.. دراسة تحليلية". وقد تشكلت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من: الأستاذ الدكتور محمد عبدالله حسين وكيل كلية دار العلوم بالمنيا "مشرفًا ورئيسًا"، والأستاذة الدكتورة سوسن ناجي أستاذ الأدب العربي الحديث بالكلية "مناقشًا"، والدكتور بهاء حسب الله الأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعة حلوان "مناقشًا"، والدكتور أحمد الليثي الأستاذ المساعد بالكلية "مشرفًا مشاركًا". وأثير عبدالله إبراهيم النشمي، كاتبة وروائية سعودية ولدت في الرياض بالمملكة العربية السعودية في يونيو/حزيران 1984، وفيها تلقت تعليمها وتكوينها رفقة أسرتها الصغيرة المكونة من والديها وأخ وحيد، وأربع أخوات. وقد تميزت بثقافتها العالية وبأسلوبها الأدبي الفريد خاصة في بعض من رواياتها التي تتحدث عن معاني الصداقة والحب والعاطفة، وهي أيضًا مهتمة بالطفولة وأدب الطفل. وقد ذاع صيتها بين فئة الشباب في الوطن العربي بسبب سهولة أسلوبها وموضوعاتها التي تمس قلوبهم. ومن أعمالها: "أحببتك أكثر مما ينبغي" رواية نشرت عام 2009، و"في ديسمبر تنتهي كل الأحلام" رواية نشرت عام 2011ا، و"فلتغفري" رواية نشرت عام 2013، و"ذات فقد" رواية نشرت عام 2015 وجميعها صدرت عن دار الفارابي. أما "عتمة الذاكرة" رواية فنشرت عام 2016 عن دار الساقي. وفي تقديمها لأطروحتها أشارت الباحثة إلى أن اهتمام النقاد بالرواية النسوية السعودية تزايد في السنوات الأخيرة، وقد ركَّزوا بشكل أساسيٍّ على تحليل الخطاب السردي للمرأة؛ باعتباره وسيلة حكائية تستخدمها معظمُ الكاتبات للتعبير عن ذواتهن، حتى تبدو هذه القطع الأدبية وكأنها تمنح كاتبتَها مَخرجًا ومتنفسًا يبعدهن عن تسلط المجتمع الذكوري الذي يحيط بهن ويسيطر على حياتهن، حيث تعبر بعضٌ من كتابات النساء بوضوح تام عن نظرتهن للرجل في مجتمعاتهن، وعن رغبتهن الملحة في تغيير مجريات أمورهن وأوضاعهن في المجتمع، وذلك بالكشف عن تعقيدات العلاقة بينهن وبين الرجال.وألمحت الباحثة إلى أن اهتمام النقاد كان موجها فقط إلى دراسة إنتاج الأدباء السعوديين من نثر وشعر دون الأديبات في السنوات القليلة الماضية، وإن ظهرت بعضٌ من الدراسات النقدية التي تدرس جوانب من إنتاج الأديبات السعوديات بصورة عابرة، وبررت ذلك بأن نظرة النقاد القاصرة لأدب المرأة في ذلك الوقت، تلك النظرة التي جعلتهم يرون أن كتابات المرأة لم تنضج أدبيًا بعد، وهو ما دفع الباحثة إلى دراسة أدب المرأة، ومعرفة مكانته وتطوره في الأدب السعودي بوجه عام، من خلال صورة الرجل في روايات أثير عبدالله النشمي. وقد اختارت الباحثة الرواية التي تكتبها المرأة السعودية لأن خوض المرأة في الروايات يمثل انحرافًا مهمًا في تجربة المرأة الأدبية، على حد قول الباحثة، حيث تحولت من نظم الشعر وكتابة القصة والخواطر إلى التجربة الروائية، كما أن كتابة المرأة للرواية تمثل تجارب إنسانية تعكس موقف الكاتبات من مجتمعاتهن وواقعهن، حيث حاولت الباحثة من خلال أطروحتها هذه أن توضح كيفية تعبير الروائية السعودية عن واقعها من خلال رؤيتها لصورة الرجل في مجتمعها، وتحديد رؤيتها الفكرية وعلاقة تلك الرؤية بالواقع الذي أظهرته بكل مستوياته، حيث حاول البحث إظهار بعض الأبعاد النفسية والاجتماعية للمرأة إيجابية كانت أو سلبية. وتقول الباحثة إن الرواية النسائية السعودية ازدهرت كثيرًا في السنوات الأخيرة. بل إنها تجاوزت بعض الروايات التي كتبها رجال، كما أن الرواية النسوية السعودية اكتسبت حضورًا واسعًا من خلال بعض أعمال الروائيات المعروفات مثل الروايات محل الدراسة، التي حققت شهرة واسعة في معظم بلدان الوطن العربي؛ حيث إن أول رواية للكاتبة أثير عبدالله "أحببتك أكثر مما ينبغي" هي أكثر رواية نالت صيتًا وحققت أصداءً واسعة من بين رواياتها. وعلى الرغم من هذا الحضور الواسع فإن الدراسات التي اهتمت بروائيات الخليج عامة تعد قليلة بعض الشيء. ولعل هذا ما شكل حافزًا للباحثة ريم يحيى عبدالعظيم لدراسة صورة الرجل في روايات هذه الكاتبة، والوصول إلى مدى رؤية الكاتبة لصورة الرجل في المجتمع السعودي. كما كان من بين بواعثها لاختيار هذا الموضوع الرغبة في تسليط الضوء على زاوية قلما تطرَّق إليها الباحثون وهي نظرة المرأة للرجل من خلال الفن الروائي، وتسليط الضوء على كيفية تصوير الكاتبة للرجل في مجتمعها، وإبراز جانب من الكتابة النسوية خاصة فيما يتعلق بعلاقة المرأة بالرجل داخل مجتمعها، وتقديم دراسة جديدة إلى المكتبة العربية تضاف إلى الدراسات الأخرى عن صورة الرجل في الرواية السعودية. وأوضحت الباحثة أنها حينما بدأت البحث عن الدراسات المشابهة التي اهتمت برصد صورة الرجل في الرواية النسوية، التي قامت بدراسة بعض الظواهر الفنية والسردية فيه؛ لم تجد سوى القليل من الدراسات الأكاديمية في هذا الموضوع، حيث لم تهتم الدراسات العربية كثيرًا بدراسة الوقائع، ونمط الحياة المعيش في المجتمعات العربية بين الرجل والمرأة، وقد كان من الدراسات التي وصلت إليها الباحثة: صورة الرجل في المتخيل النسوي في الرواية الخليجية (نماذج منتقاة)، والمقدمة لنيل درجة الماجستير من الباحثة هيا ناصر، في العام الدراسي 2013 ــ 2014، من جامعة قطر، حيث اعتمدت في دراستها على بعض من الروايات النسوية الخليجية وهي: "أشجار البراري البعيدة" لدلال خليفة، و"الطواف حيث الجمر"، لبدرية الشحي، و"طروس إلى مولاي السلطان" لسارة الجروان. و"صورة الرجل في الرواية النسوية المعاصرة.. مزاج مراهقة لفضيلة الفاروق أنموذجًا"، والمقدمة لنيل درجة الماجستير من الباحثتين دلال طواهرية ونادية حميدة، في العام الدراسي 2016 ـ 2017، من جامعة تبسة في الجزائر، حيث تناولت دراستهما بعض المفاهيم المصطلحية للرواية النسوية والشخصية في رواية "مزاج مراهقة"، وحضور الرجل من خلال شخصيات الرواية.و"صورة الرجل في الرواية النسوية الفلسطينية.. سحر خليفة أنموذجًا"، والمقدمة لنيل درجة الماجستير من الباحثة مجدولين ماجد عبدالهادي السويطي، في العام الدراسي 2012، من جامعة الخليل، حيث تناولت في دراستها أنماط صورة الرجل في روايات سحر خليفة من حيث الصورة الإيجابية والسلبية للرجل، والصورة النمطية للرجل وصورة الرجل الآخر، و"صورة الرجل في الرواية النسائية العربية.. رواية "أبواب مواربة" لـ "هيفاء بيطار" أنموذجًا، والمقدمة لنيل درجة الماجستير من الباحثة بدرية سعودي، في العام الدراسي 2016، من جامعة محمد بوضياف بالجزائر، حيث تناولت الكتابة النسائية وإشكالية المصطلح والنشأة، وأنماط صورة الرجل في رواية "أبواب مواربة"، و"صورة الرجل في الرواية النسائية السعودية (1990ـ 2003)، والمقدمة لنيل درجة الماجستير من الباحثة نورة سعيد حمد القحطاني، للعام الدراسي 2006 ــ 2007، من جامعة الملك عبدالعزيز. وتدرس المرأة والحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع السعودي، وأنماط صورة الرجل السلبية والإيجابية في الرواية النسائية السعودية، وتقنيات التعبير في الرواية النسائية السعودية. ومن خلال هذه الدراسات يتضح أن الموضوع لم يناقش بالقدر الكافي، وأن موضوع "صورة الرجل في روايات أثير عبدالله" لم يدرس من قبل، كما أن روايات المرأة الخليجية عامة لا تزال تحتاج الكثير من الدراسات حول اتجاهاتها ومدى التطور الذي وصلت إليه كتابات المرأة الخليجية، وبالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات التي ترصد صورة الرجل وتمثله في الرواية الخليجية نادرة بعض الشيء. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي الذي يحاول الولوج إلى فنيات النص الروائي والوقوف على جمالياته من خلال آليات ذلك المنهج تحليلًا ورصدًا للظواهر الفنية المتعددة. وقد جاءت الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة. حمل الفصل الأول عنوان "أنماط صورة الرجل"، وقدمت في مبحثه الأول توطئة عن مفهوم الصورة لغة واصطلاحًا، وصورة الرجل بين الإيجاب والسلب، وعن أنماط الرجل السلبية المتعددة في الروايات قيد الدراسة، وتناولت في مبحثه الثاني "أنماط من صورة الرجل والآخر الذي يعادل المرأة والمجتمع"، وعن كيفية تأثر الآخر (المرأة) بالرجل، وعن كيفية تأثر الرجل بالآخر (المجتمع)، وقد تناولت في مبحثه الثالث بعضًا من أنماط تمرد الرجل على مجتمعه وبيئته وعائلته، وصورة الرجل المنكسر. وحاء الفصل الثاني تحت عنوان "الفضاء الروائي والبناء اللغوي وصورة الرجل". وتناولت فيه الباحثة مدخلًا عن الفضاء لغة واصطلاحًا، وفي مبحثه الأول: تناولت مفهوم الزمان والمكان لغة واصطلاحا، ثم أتبعتهما بتجلي وجود الزمان والمكان في الروايات، كما تناولت مفهوم اللغة وتجليات اختلافها وتنوعها في الروايات قيد الدراسة. بينما كان الفصل الثالث بعنوان "تقنيات السرد وصورة الرجل". وفيه قدمت الباحثة توطئة عن مفهوم السرد لغة واصطلاحًا، وعن بعض أنماط السرد التي تناولها النقاد في كتاباتهم، ثم بعض أنماط السرد في الروايات وتجلي ظهورها واستخدام الكاتبة لها في مشاهد وفقرات من تلك الروايات. وتضمنت الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة.
مشاركة :