بريطانيا والولايات المتحدة اتهاما لروسيا باختبار إطلاق مقذوف، يبدو أنه سلاح، في الفضاء، قائلة إنه قد يُستخدم لاستهداف أقمار صناعية في مداراتها. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن القلق بشأن استخدام "ما يبدو أنه سلاح مضاد للأقمار الصناعية موجود بالفعل في مدار". وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تستخدم تكنولوجيا حديثة لفحص معدات خاصة بروسيا في الفضاء. وسبق أن أثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن أنشطة روسيا في مجال الأقمار الصناعية مؤخرا. لكن هذه أول مرة توجه فيها بريطانيا اتهاما لروسيا بإجراء اختبارات إطلاق في الفضاء. ويأتي هذا بعد أيام من إعلان نتائج تحقيق برلماني بريطاني، خلص إلى أن الحكومة "قللت على نحو سيء" من شأن التهديد الذي تشكله روسيا. وفي بيان يوم الخميس، اتهم مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة، كريستوفر فورد، روسيا بالنفاق، وذلك بعدما قالت إنها ترغب في توسيع نطاق الحد من التسلح ليشمل الفضاء.تحليل بقلم جوناثان ماركوس - محرر شؤون الدفاع الاختبار الروسي، الذي يقول الأمريكيون إنه لسلاح مضاد للأقمار الصناعية، جزء من نمط النشاط الفضائي الروسي في الآونة الأخيرة. ففي فبراير/ شباط، قال الجيش الأمريكي إن قمرين صناعيين روسيين أجريا مناورة بالقرب من آخر أمريكي. وفي أبريل/ نيسان، أجرت موسكو اختبارا لإطلاق صاروخ لاعتراض الأقمار الصناعية ينطلق من الأرض. على مدى العقود الماضية، أظهرت أربع دول فقط - روسيا والولايات المتحدة والصين والهند - أنها تتمتع بقدرات مضادة للأقمار الصناعية. لكن موسكو تتطلع بوضوح أيضا إلى استخدام قمر صناعي لتدمير آخر. ويتزايد الاهتمام بهذه الأسلحة بالنظر إلى اعتمادنا على الأقمار الصناعية في عدة أغراض، مثل الاستخبارات والاتصالات والملاحة والإنذار المبكر. ولا توجد معاهدة تحظر أو تحدد استعمال مثل هذه الأسلحة على الرغم من أن عدة دول دعت إلى إبرام اتفاق ما يحقق ذلك. لكن من الناحية العسكرية، أصبح الفضاء بمثابة حدود جديدة فعليا، مع إنشاء العديد من الدول أقساما ضمن قواتها المسلحة للتعامل مع الجوانب الدفاعية والهجومية لحماية أنظمتها الفضائية الأساسية. وقال فورد إن: "موسكو تهدف لتقييد قدرات الولايات المتحدة بينما من الواضح أنه ليس لديها نية لوقف برنامجها للردع الفضائي". بدوره، أعرب رئيس هيئة الفضاء البريطانية، هارفي سميث، عن القلق إزاء التجربة الروسية بإطلاق مقذوف " له خصائص السلاح". وقال سميث في بيان إن: "التصرفات مثل هذه تهدد الاستخدام السلمي للفضاء وتهدد بالتسبب في حطام قد يشكل تهديدًا لأقمار صناعية وأنظمة فضائية يعتمد عليها العالم". ودعا روسيا إلى التحلي بـ"المسؤولية" و"تجنب أي اختبارات أخرى من هذا القبيل". تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، وكذلك الصين، ضمن أكثر من 100 دولة أعلنت التزامها بمعاهدة بخصوص الفضاء تنص على أن من حق الجميع استكشاف الفضاء الخارجي لأغراض سلمية فقط. وتنص المعاهدة كذلك على أنه لا يجب نشر أسلحة في الفضاء أو في مدارات. وقالت الولايات المتحدة إن نظام القمر الصناعي الروسي هو ذاته الذي أعربت عن مخاوف بشأنه في عام 2018 وكذلك في وقت سابق من العام الحالي، حين اتهمته بتنفيذ مناورة بالقرب من قمر صناعي أمريكي. وتعليقا على الحادث الأخير، قال قائد قيادة الفضاء الأمريكية، الجنرال جاي ريموند، إن هناك أدلّة على أن روسيا "أجرت اختبارا لسلاح مضاد للأقمار الصناعية موجود في الفضاء". وأضاف رايموند: "هذا دليل إضافي على جهود روسيا المتواصلة لتطوير واختبار أنظمة في الفضاء، وهو ما يتفق مع العقيدة العسكرية المعلنة للكرملين باستخدام أسلحة تهدد الأصول الفضائية التابعة للولايات المتحدة والحلفاء".
مشاركة :