دعت فرنسا لبنان، اليوم الخميس، إلى تطبيق إصلاحات عاجلة من أجل الحصول على دعم المجتمع الدولي. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، عقب اجتماعه بالقيادات اللبنانية في العاصمة بيروت، أنه لا بديل عن تطبيق برنامج بإشراف صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته الاقتصادية الحالية. وقال لودريان "ساعدونا لكي نساعدكم هي الرسالة في زيارتي"، مضيفا أن باريس مستعدة لحشد الدعم لكن يجب أن يسبق ذلك تحرك ملموس فيما يتعلق بالإصلاح. وأدى انهيار الليرة إلى استفحال التضخم والفقر، كما يعجز اللبنانيون عن السحب من مدخراتهم بحرّية. وتقود فرنسا الجهود الدولية لدفع لبنان إلى إجراء إصلاحات، واستضافت اجتماعا للمانحين في 2018 وعدوا خلاله بتقديم أكثر من 11 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية بشرط تنفيذ الإصلاحات التي تم التعهد بها. كان لبنان بدأ في مايو الماضي محادثات مع صندوق النقد الدولي لكنها توقفت في ظل غياب الإصلاحات ومع ظهور خلافات بين الحكومة وقطاع المصارف والسياسيين بشأن حجم الخسائر المالية الهائلة في النظام المصرفي. وتخلف لبنان عن سداد ديونه السيادية بالعملات الأجنبية في مارس الماضي، مشيرا إلى احتياطيات أجنبية منخفضة للغاية. وفقدت الليرة اللبنانية نحو 80 في المئة من قيمتها منذ أكتوبر. وقال لو دريان "دعونا لا نتوهم. ليس هناك من حل بديل عن الصندوق للسماح للبنان الخروج من الأزمة... الحاجة للإصلاح معروفة للجميع". وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في بيروت، "فرنسا ستقف دوما إلى جانب لبنان. لكن كي ينجح المسعى، على السلطات اللبنانية أن تؤدي حصتها من العمل". وقال لو دريان أيضا إن من الضروري أن يحترم لبنان سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة. واجتمع لو دريان عقب وصوله مع الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء حسان دياب. وقالت مصادر حكومية إن دياب أبلغه أن لبنان أنجز عددا من الإصلاحات رغم العراقيل وحدد إطارا زمنيا لتنفيذ مزيد من الإصلاحات. وقالت المصادر الحكومية إن دياب أبلغ لو دريان أيضا أن السلطات اعتمدت تدقيقا في مصرف لبنان المركزي للكشف عن الفجوة المالية وأسبابها وتمهيد الطريق لإجراء تدقيق محتمل في مؤسسات أخرى.
مشاركة :