أهلكت الحمى الصفراء عدد كبير من البشر بمختلف أرجاء العالم ، في مطلع القرن العشرين وخاصة بجنوب القارة الأميركية، وعانت الأرجنتين من ويلات هذا المرض وقد جاءت موجة عام 1871 لتسجل بين طيّات كتب التاريخ كواحدة من أعنف وأسوأ موجات المرض بتاريخ البلاد حيث أسفرت الأخيرة عن وفاة عشرات آلاف الأشخاص خلال أسابيع معدودة، وتكدست الجثث في المقابر. وتمكنت البشرية من كشف العديد من خصائص هذا المرض وطرق انتقاله وانتشار، والذي تتراوح أعراضه ما بين الصداع والحمى والتقيؤ وبطء حركة القلب والإعياء واليرقان، حيث تبين أن السبب في انتشاره البعوض الناقل للمرض، ويعود الفضل في ذلك لجهود عدد من الأطباء كالكوبي كارلوس فينلي والأميركي ولتر ريد. و تمكن الجنوب إفريقي ماكس تيلر من صنع اللقاح المضاد للمرض والكيميائي السويسري بول هرمان مولر مبتكر المبيد الحشري المعروف بالدي دي تي والذي أسهم في القضاء على البعوض.
مشاركة :