رجح محللون في قطاع التكنولوجيا أن تحدث صفقة تتعاون بموجبها شركة غوغل الأميركية العملاقة مع شركة ريلاينس إندستريز الهندية لتصنيع هاتف ذكي جديد هزة كبيرة لسوق الهواتف الذكية، الذي يتصدر المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد المستخدمين، وهو ما يهدد كبار المصنعين الصينيين في القطاع. نيودلهي - اعتبر المختصون في صناعة الهواتف الذكية الشراكة التي أبرمها عملاق وادي السيليكون غوغل مع مجموعة ريلاينس إندستريز الهندية تشكل تهديدا على الشركات الصينية التي تعمل في القطاع. ويأتي هذا التعاون بينما تعاني شركة هواوي الصينية لضغوط شديدة من الولايات المتحدة وبعض حلفائها في أوروبا من أجل إقصائها من خطط إدخال تقنية الجيل الخامس للاتصالات “جي 5” بتعلة أنها تشكل تهديدا أمنيا عليها. وبعد فيسبوك وإنتل كورب، انضمت غوغل المتخصصة في مجال الإنترنت منتصف هذا الشهر بدورها إلى تجمع ريلاينس النافذ والطموح، معززة حضورها في هذه السوق الآسيوية التي تثير شهية جهات كثيرة. وأعلنت الشركة التي تتخذ مقرا لها في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية عن استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في الهند خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة، بهدف “تسريع الاقتصاد الرقمي” في هذا البلد الذي يعد 1.3 مليار نسمة. وتقوم الشريحة الأولى من صندوق التطوير الرقمي للهند على المشاركة بنسبة 7.7 في المئة في منصة جيو بلاتفورمز الرقمية التابعة لريلاينس في مقابل 4.5 مليار دولار. وقال موكيش أمباني رئيس مجلس إدارة ريلاينس خلال الاجتماع السنوي للمجموعة الهندية إن “غوغل ستبني نظام تشغيل أندرويد لتشغيل هاتف ذكي منخفض التكلفة داعم لشبكات الجيل الرابع من الاتصالات (جي 4) أو حتى جي 5”. ونشرت الشركتان مشروعهما بتطوير هاتف ذكي في الهند مصمم للانطلاق في السوق وبتكلفة يسيرة ويعمل بنظام تشغيل أندرويد، لتقديم خدمات إنترنت سهلة الاستخدام لمستهلكي ثاني أكبر بلدان العالم من حيث التعداد السكاني. وأبدت غوغل في بيان نشرته على مدونتها الرسمية حماستها “لإعادة التفكير والانطلاق من الصفر في الطريقة التي تتيح للملايين من المستهلكين في الهند امتلاك هواتف ذكية”. وأضافت الشركة الأميركية “أكثرية الناس في الهند لا يستطيعون النفاذ إلى الإنترنت، وعدد مالكي الهواتف الذكية لا يزال متدنيا، ما يعني أن الطريق لا يزال طويلا أمامنا”. ومن المقرر أن يشكل الهاتف الجديد تحديا كبيرا للبائعين الصينيين، مثل بي.بي.كي مالك العلامات التجارية ريالم وأوبو وفيفو، التي تهيمن حاليا على سوق بقيمة ملياري دولار للهواتف الذكية التي تقل قيمتها عن 100 دولار في الهند. وتبيع الشركات الصينية ما يقرب من 8 من كل 10 هواتف ذكية في الهند وحدها وقد يشدد الهاتف الجديد لغوغل وريلاينس المنافسة أكثر على الشركات الصينية. ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى روشاب دوشي من شركة أبحاث السوق كاناليس قوله إن “ريلاينس ستقوض العلامات التجارية الأخرى وتشكل تهديدا حقيقيا لسوق الهواتف الذكية منخفضة التكلفة”. ونفذت ريلاينس خطة مماثلة في عام 2017 مع إطلاق جيوفون، وهو جهاز يتيح للمستخدمين الوصول إلى الإنترنت مقابل 20 دولارا، ويستخدمه الآن أكثر من 100 مليون شخص، والعديد منهم هم أول من يستخدم الإنترنت لأول مرة. ويرجح أن يخفض اللاعبون الصينيون أسعارهم للمنافسة وقد تتقلص هوامش الربح، ويمكن لطموح ريلاينس في توفير هاتف ذكي لكل هندي أن يكسبها مشتركين من منافسي الاتصالات فودافون آيديا وبهارتي إيرتل. وستستثمر غوغل في منصات جيو، التي تضم شركات الاتصالات والألياف وكذلك تطبيقات الموسيقى والأفلام، وهي تحظى منذ أبريل الماضي بدعم المستثمرين الماليين والتقنيين العالميين، من ضمنهم إنتل وكوالكوم. وفي حين أن ريلاينس لم تقدم تفاصيل حول مواصفات أو سعر الهاتف الذكي الجديد، أو توقيت إطلاقه، أو من قد يبنيه، إلا أن شبكة جيو التي يبلغ عدد المشتركين فيها 387 مليونا واسم العلامة التجارية لغوغل يعطيان الهاتف ميزة كبيرة. ويهدف فريق أندرويد من غوغل إلى ضمان الوصول إلى التطبيقات المتعلقة بالصحة والاتصالات والوظائف، وسهولة الاستخدام لمالكي الهواتف الذكية لأول مرة.
مشاركة :