ثورة 23 يوليو: هل السيسي هو عبد الناصر القرن الحادي والعشرين؟

  • 7/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty Images اهتمت صحف عربية بالذكرى الـ 68 لثورة 23 يوليو/تموز 1952 في مصر، ذلك اليوم الذي قامت فيه حركة الضباط الأحرار في الجيش المصري بطرد الملك فاروق الأول وإعلان الجمهورية في البلاد."ثورة كل العرب" يقول علي ناصر محمد في صحيفة رأي اليوم اللندنية إن ثورة يوليو في مصر كانت "بحقّ ثورة كل العرب من المحيط إلى الخليج، وليس الشعب المصري وحده. وكحقيقة راسخة عندما تنهض مصر تنهض معها الأمة العربية، وحدث هذا فعلاً في فترة المد القومي والتحرري ومقاومة الاستعمار الذي كان هو العصر الذهبي لهذه الأمة. وسيعود ذلك العصر بصيغٍ أخرى لأنه لا قيادة لهذه الأمة إلا بمصر ولأنه لا يحفظ ويصون مصالح العرب سواها. هذا قدرها ولن يستطيع أحد اختطافه". ويضيف الكاتب "وساندت ثورة مصر عبد الناصر بسخاء ثورتي اليمن شمالاً وجنوباً، وقبلها الثورة الجزائرية، عسكريا وسياسيا وثقافيا وتعليميا وإداريا وماليا، وبفضل هذا الدعم الكبير الذي لا سابقة له في العلاقات العربية-العربية صمدت الجمهورية في الشمال وتحقق الاستقلال في الجنوب عام 1967". كما يقول عمر زين في صحيفة البناء اللبنانية: "كانت فعلاً حركة ثورية بل ثورة بكل معنى الكلمة أكاديميا ودستوريا وقانونيا ولم تكن أبداً حركة انقلابية أو انقلاباً عسكرياً يهدف فقط وفقط لا غير إلى قلب رجالات الحكم وحلول العسكر محلهم، بل كانت كما قلنا ثورة وحركة ثورية دائمة ومتجددة دون تردد أو توقف على الدوام (منذ قيامها في 23 يوليو/تموز 1952 وحتى انتقال قائدها ورائدها المناضل الثائر جمال عبد الناصر إلى رحاب ربه في 28 سبتمبر/أيلول 1970)". ويضيف الكاتب: "كانت ثورة 23 يوليو/تموز المصرية ملهمة للثورات التي تعاقبت في: كوبا، وفيتنام، والجزائر، وكينيا، وتنزانيا، بل ومعظم الحركات الاستقلالية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ولا مانع من التذكير هنا بأنّ الثورة المصرية كانت الدافع لـ 43 دولة ناشئة ومستقلة في أفريقيا قد قطعت علاقاتها بإسرائيل مستلهمة في ذلك أبعاد التضامن الجادّ بينها وبين الثورة المصرية التي فجّرها البطل الأفريقي جمال عبد الناصر كما كانت تطلق عليه من وصف". صباحي والسيسي وتراث عبد الناصر ويؤكد محمد بركات في صحيفة الأخبار المصرية أن "الثورة استطاعت تحقيق الجزء الأكبر من مبادئها الستة الشهيرة التي نادت بها، حيث قضت على الإقطاع وأنهت الاحتلال وحققت الاستقلال، وقضت على سيطرة رأس المال على الحكم وأقامت جيشا وطنيا قويا، وخطت خطوات واسعة نحو العدالة الاجتماعية ... ولكنها لم تستطع الخطو بجرأة وإيجابية على طريق الديمقراطية". ويضيف بركات: "وهكذا ظلت الديمقراطية هي الفريضة الغائبة بالنسبة لثورة يوليو/تموز 1952، وقد تسبب عدم تحقيقها في سلبيات عديدة ما كان يمكن أن تقع في وجود الديمقراطية المتمثلة في حرية الرأي وقبول الرأي الآخر ووجود منابر سياسية متعددة وحرة"."السيسي هو عبد الناصر بطبعة القرن الواحد والعشرين"مصدر الصورةGetty Images تحت عنوان "السيسي يستحضر أفكار عبدالناصر"، يقول محمد أبو الفضل في صحيفة العرب اللندنية: "لست بصدد المقارنة بين مرحلتي عبدالناصر والسيسي، لاختلاف الزمان والأشخاص والفاعلين الإقليميين، وغير ذلك من المعاني والمضامين، لكن لم يعد خافيا أن الرئيس السيسي مغرم بكثير من معالم تجربة ناصر، منذ اليوم الأول لحكمه، أكثر من كل من أنور السادات وحسني ومبارك". ويضيف الكاتب: "يعتمد السيسي على المؤسسة العسكرية، التي ينتمي إليها، في كثير من المهام الرئيسة، وباتت مصدر ثقته في تنفيذ المشروعات والطموحات، وهي التي لجأ إليها عبدالناصر بحكم الانتماء والثقة أيضا، وهذا التشابه الواضح جعل البعض يراوده التفكير بأن الثاني يسير على درب الأول، وإن لم يعلن ذلك صراحة". ويتابع الكاتب: "يمكن القول إن السيسي هو عبد الناصر بطبعة القرن الواحد والعشرين، حيث فرضت عليه الأجواء والتجارب والنتائج تبنّي سياسات بعيدة عنه، لكنها تصبّ في طريق واحد، هو إدراك أهمية الدور الإقليمي لمصر وهي سمة كل عصر".ّتوظيف سياسي" وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية، يقول عصام شعبان: "لا تمرّ ذكرى 23 يوليو/تموز 1952 في مصر من دون جدل بشأن نظام يوليو والناصرية ... لكن اللافت أن يظل الحدث رهين التوظيف السياسي حسب الهوى، وبشكل متناقض بين كتلتي المؤيدين والمعارضين للنظام، وأن يستخدم كل منهما، وفي اجتزاء للتاريخ وأحيانا افتراء عليه، ما يوافق تصوراتهما". ويضيف شعبان: "تأخذ أبواق دعاية السلطة من نظام يوليو ما تريد، وهي تمارس دعايتها وتحشد جمهورها وتبرّر سياساتها، وقبل أن تتشكل هذه السياسات مثلا، قصد التمهيد لها، ومن ذلك أن ترفع صورة وزير الدفاع حينها، عبد الفتاح السيسي، بجوار صورة عبد الناصر في الميادين، لإنتاج رمزية سياسية وتبشير بالمستقبل، وإشاعة صورة الزعيم المخلص، وريث القائد البطل". وفي مقال في نفس الصحيفة بعنوان "لقد ابتذلوا كل شيء .. حتى الحرب"، يقول الكاتب وائل قنديل: "الثابت قطعًا أن عبد الناصر أنجز لمصر السد العالي، فيما ساهم السيسي في إنجاز سد النهضة لإثيوبيا". ويضيف الكاتب: "ثلاث اختبارات أساسية خاضها الجنرال: نهر النيل، ليبيا، سيناء. والنتيجة لا تخفى على أحد، جعجعة وطنين وصيحات معارك لم يخضها أحد، وأهازيج انتصاراتٍ لم تأت، وسُحُب دخان أكاذيب تتصاعد في الفضاء عن انتصارات السيسي على أردوغان في ليبيا، وعلى إثيوبيا في النيل، وعلى الإرهاب في سيناء".

مشاركة :