أبدت حركة طالبان الأفغانية مساء اليوم (الخميس) استعدادها إطلاق سراح ما تبقى من سجناء الحكومة الأفغانية وبدء مباحثات سلام معها بعد عيد الأضحى، شريطة أن تفرج كابول عن باقي سجناء الحركة. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان بالدوحة سهيل شاهين، في تغريدة باللغة العربية على حسابه في موقع (تويتر)، "الإمارة الإسلامية مستعدة لإطلاق سراح ما تبقى من معتقلي الطرف المقابل قبل حلول العيد، على شرط أن يُفرَج عمن بقي من سجنائنا وفقا للقائمة". وأضاف شاهين "وعلى إثر إتمام عملية الإفراج عن السجناء، فإن الإمارة الإسلامية مستعدة لتبدأ المباحثات الأفغانية بعد عيد الأضحی مباشرة". ويأتي إعلان الحركة بعد سلسلة تغريدات نشرها المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد في وقت مبكر اليوم أدان فيها العنف الدائر في البلاد ودعا إلى احتوائه. وقال خليل زاد " كانت الساعات الـ 24 الماضية عنيفة للغاية في أفغانستان، حيث فقد الكثيرون حياتهم". وأضاف أن الصور وروايات شهود العيان في هرات تشير إلى أن العديد من المدنيين بمن فيهم الأطفال هم من بين ضحايا غارة جوية أفغانية، معربا عن إدانته للهجوم ودعمه لتحقيق فيه. وفي المقابل، أعرب عن أسفه لهجمات طالبان الأخيرة التي لقي فيها العديد من الأفغان حتفهم. وذكر أن الشعب الأفغاني يريد البدء الفوري لمفاوضات السلام وتسوية تحقق مصلحته الفضلى، مشددا على أن المزيد من القبور لن تدفع بالمفاوضات قدما. ومضى يقول " بدلا من إعادة العملية إلى الوراء، نحث جميع الأطراف على احتواء العنف، وحماية المدنيين، وإظهار ضبط النفس اللازم لأن بدء المفاوضات بين الأفغان بات وشيكا". وتستمر أعمال العنف في أنحاء متفرقة من أفغانستان وسط تعثر محادثات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية جراء النزاعات المتعلقة بإطلاق سراح وتبادل السجناء بين الجانبين والتي تمثل العائق الأساسي أمام المحادثات التي كان مقررا أن تبدأ بين الطرفين في مارس الماضي. ومنذ بداية يوليو الجاري حتى الآن أفرجت طالبان عن 124 سجينا حكوميا، في حين ما تزال السلطات الأفغانية ترفض الإفراج عن 600 من سجناء طالبان الذين تتهمهم كابول بأنهم متورطون في جرائم خطيرة. وتعد عملية تبادل السجناء جزءا من اتفاق سلام تم توقيعه بين طالبان والولايات المتحدة بقطر في 29 فبراير هذا العام، ولم تكن الحكومة الأفغانية طرفا في هذا الاتفاق ولم توقع عليه. ونص الاتفاق على إطلاق السلطات الأفغانية سراح 5 آلاف من سجناء طالبان مقابل إفراج الحركة عن ألف جندي أفغاني بحلول 10 مارس الماضي، للدفع قدما بعملية السلام والمفاوضات بين الجانبين، لكن تم تأجيل تبادل السجناء مرارا. وحتى الآن، جرى إطلاق سراح ما يربو على 4 آلاف سجين طالباني وأكثر من 600 فرد من قوات الأمن الأفغانية.
مشاركة :