واشنطن- أكدت الولايات المتحدة قيام إحدى طائراتها العسكرية بفحص رحلة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري بعد تقارير تفيد بأن الطائرة تعرضت للتهديد من قبل طائرات مقاتلة إسرائيلية. ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، في وقت تشهد فيه العلاقات توترا كبيرا. وكان التلفزيون الايراني الرسمي أعلن على موقعه الالكتروني أن طائرة حربية إسرائيلية اعترضت طائرة ركاب إيرانية كانت تحلّق في الأجواء السورية، في رحلة من طهران إلى بيروت الخميس، ما أجبر قائدها على تغيير مسارها لتفادي حصول اصطدام. ووضحت القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات الأميركية في الشرق الأوسط أن مقاتلة من نوع "اف-15 كانت تقوم بمهمة جوية روتينية أجرت عملية مراقبة بصرية عادية لطائرة ركاب (تابعة لشركة) ماهان على مسافة آمنة تبلغ حوالى ألف متر عن الطائرة". وأضافت "عندما تعرف قائد اف-15 على الطائرة على أنها طائرة كاب لماهان اير، ابتعد بأمان عن الطائرة"، مؤكدة أن عملية "الاعتراض المهنية جرت وفق المعايير الدولية". وقال بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في بيان إن طائرة أميركية من طراز إف15- أجرت خلال مهمة روتينية فحصا بصريا قياسيا لطائرة الركاب "على مسافة آمنة تبلغ ألف متر تقريبا". وكان موقع التلفزيون الايراني قد ذكر أنه "بينما كانت الطائرة (الايرانية) في الأجواء فوق سوريا، اقتربت طائرة مقاتلة للكيان الصهيوني من طائرة ماهان اير". وأضاف "بعد هذا العمل الخطير من قبل الطائرة المقاتلة الاسرائيلية، خفض قائد طائرة الركاب ارتفاعها بسرعة لتجنّب التصادم مع المقاتلة الاسرائيلية، ما أدّى الى جرح عدة ركاب على متنها". وعرض التلفزيون الإيراني مقاطع فيديو صوّرها أشخاص على متن طائرة "ماهان اير" تظهر الركاب يصرخون عند تغيير قائد الطائرة لمسارها بشكل فجائي. ونقل تقرير التلفزيون الايراني عن مصدر لم يسمّه قوله إن الطائرات المقاتلة قد تكون تابعة لإسرائيل أو الولايات المتّحدة، واصفا الحادث بأنه "استفزازي وخطير". وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن الواقعة قيد التحقيق وإن إيران ستتخذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة. وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة منذ فترة طويلة شركة ماهان إير بنقل أسلحة لمقاتلين مرتبطين بإيران في سوريا وأماكن أخرى. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة ماهان إير عام 2011، وقالت إنها قدمت الدعم المالي وغيره من أشكال الدعم للحرس الثوري الإيراني. وكان قائد في فيلق القدس الإيراني اعترف العام الماضي باستخدام الطائرات المدنية في نقل الجنود إلى سوريا. ونقلت وكالة "مهر" شبه الرسمية الإيرانية عن نصرت الله بور حسيني، أحد قادة قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، قوله في حينه إن "طائرات شركة "ماهان" العملاقة كانت تساعدنا في نقل القوات إلى سوريا بالرغم من أن مطار دمشق كان تحت القصف". وفي بيروت قال مصدر أمني لبناني إنّ "الطائرة الإيرانية التي جرى اعتراضها فوق الأجواء السورية حطّت في مطار بيروت". واشار إلى "أربع إصابات طفيفة بين الركاب"، موضحا أن الطائرة كانت تقل "ركابا إيرانيون ولبنانيون". وشنّت إسرائيل مئات الغارات على سوريا منذ بدء الحرب الاهلية هناك عام 2011 مستهجفة مواقع للجيش السوري وقوات تزعم انها تابعة لايران ولحزب الله اللبناني حليفي الرئيس بشار الاسد.
مشاركة :