الدوري الإنجليزي يكسب الرهان على مشروع الاستئناف | | صحيفة العرب

  • 7/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كسب القائمون على الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الرهان بوصول المسابقة إلى نقطة النهاية دون تسجيل أضرار كبيرة بسبب فايروس كورونا الذي كان قد بدّد أي أمل في استئناف النشاط الكروي هذا الموسم وسط دعوات ملحة للإلغاء، الذي لو حصل، سيخلف مرارة كبيرة للأندية وأولها ليفربول المتوج بطلا بعد 30 عاما من الحلم. لندن – يصل الموسم الأطول في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز إلى خواتيمه الأحد بعد قرابة عام على انطلاقه، لكن حقيقة أنه سينتهي على أرض الملعب مثّلت سببا كافيا للاحتفال بعد أشهر من حالة عدم اليقين التي فرضها تفشي فايروس كورونا المستجد. وخلال الأيام المئة التي غاب خلالها اللاعبون عن أرضية الملعب بين التاسع من مارس والـ17 من يونيو بعد قرار تعليق الموسم نتيجة جائحة كوفيد – 19، كانت هناك شكوك كبيرة حيال إمكانية استئناف الدوري لاسيما بعد أن أصبحت بريطانيا الأكثر تضررا بالفايروس في القارة الأوروبية. ولم تكن عودة أغنى دوري كرة قدم في العالم خالية من العيوب، وأبرزها غياب نقطة الاستقطاب الأبرز في البريميرليغ، أي الجمهور الحماسي، بعد قرار استكمال الموسم خلف أبواب موصدة بمدرجات فارغة من عشاق الكرة المستديرة. ومن وقت مستقطع في كل شوط إلى شرب المياه حتى في المباريات التي لعبت في أجواء إنجليزية ممطرة، إلى رفع عدد التبديلات لخمس في المباراة لكل فريق، كلّها عوامل طارئة عكرت سلاسة الدوري الممتاز، الذي غالبا ما يروّج لنفسه بالمنتج السريع الخطى. لكن في ظل الخراب المالي الذي كان سيسببه إلغاء الموسم، كان بالإمكان العيش مع هذه العيوب وحتى مع بعض المباريات المملة جدا. ويلفت محللون رياضيون إلى أنه مهما سجلت خروقات سواء على مستوى التزام اللاعبين بالبروتوكول الصحي أو غيرها من الإجراءات التي تم اتخاذها لحمايتهم، فإن الأمور سارت على أكمل وجه مثل بقية الدوريات الأخرى، وهو إنجاز يحسب للقائمين على المسابقة الأبرز في أوروبا. وبالنسبة إلى المدرب الألماني يورغن كلوب الذي قاد ليفربول إلى لقبه الأول في الدوري منذ 1990، فعلى المرء “الاستفادة من المتاح له قدر الإمكان”، مضيفا بعد أن رفع فريقه كأس الدوري الأربعاء الماضي في ظهوره الأخير للموسم على ملعبه “كل شيء سيكون أفضل بوجود المشجعين، لكن كنا نعلم منذ أشهر بأن ذلك مستحيل. قبل بضعة أشهر مضت، اعتقدت أنه من المستحيل لعب كرة القدم”. ومن خلال العودة إلى الملاعب حتى خلف أبواب موصدة، تجنّبت الأندية خسائر مالية تصل إلى مليار جنيه إسترليني، لكن الضرر المادي لا يزال قائما إذ تواجه أندية البريميرليغ فاتورة خصومات تبلغ حوالي 330 مليون جنيه إسترليني لصالح الشركات الناقلة نتيجة تعذر إكمال المباريات في الموعد المحدد. كما خسرت الأندية إيرادات التذاكر في ظل اللعب بغياب الجمهور الذي لم تتأكد عودته إلى المدرجات حتى بالنسبة للموسم المقبل الذي ينطلق في سبتمبر. ونجحت رابطة الدوري في إرضاء الشركات الناقلة من خلال منحها حقوق نقل المزيد من المباريات التي تم عرض الكثير منها على القنوات المفتوحة في المملكة المتحدة، وذلك ضمن جدول زمني مخصص للتلفزيون شهد أربعة أيام فقط دون مباراة منقولة منذ العودة في 17 يونيو حتى 22 يوليو. وكان لنقل المباريات على القنوات المفتوحة إيجابية إضافية تتمثل في الحفاظ على اهتمام الجمهور الذي بلغ عددا قياسيا قدره 5.7 مليون مشاهد في مباراة نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي. سي” وفاز بها ساوثهامبتون على مانشستر سيتي 0-1. ومن خلال استكمال الموسم في أرضية الملعب، تجنب الدوري الممتاز الكثير من الدعاوى القضائية من الفرق المعنية بالهبوط إلى الدرجة الأولى والصعود إلى الممتازة، أو تلك التي تملك فرصة المشاركة القارية في دوري الأبطال و”يوروبا ليغ”. ونال ليفربول فرصة الفوز باللقب الأول منذ 30 عاما من دون الاضطرار إلى الدخول في معادلات حسابية معقدة، كما نالت الفرق الأخرى فرصة القتال على المقاعد المؤهلة إلى المسابقتين القاريتين أو البقاء في الدوري الممتاز حتى اليوم الأخير من الموسم. وتطغى المخاوف من أن الدوافع المالية لـ”مشروع الاستئناف” على أهمية سلامة اللاعبين، عولجت من خلال برنامج اختبار صارم متمثل بإخضاع الجميع لفحصي كوفيد – 19 في الأسبوع، وكانت النتائج مطمئنة باكتشاف ثماني حالات إيجابية فقط من أصل 15.599 اختبارا خلال الأسابيع الخمسة الماضية. كما أعطى “مشروع الاستئناف” فرصة للدوري الممتاز لكي يكون منصة عالمية لدعم حركة “حياة السود مهمّة” التي كسبت زخما جديدا نتيجة مصرع المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد اختناقا على يد شرطي أبيض في مينيابوليس في 25 مايو. وعلى أرض الملعب، كانت هناك أيضا إشارات مطمئنة بخصوص مستقبل الكرة الإنجليزية ببروز نجم لاعبين واعدين خلال الأسابيع الخمسة الماضية. لكن أسوأ المخاوف التي شغلت الدوري الممتاز قبل اتخاذ قرار العودة، تحققت الأربعاء بعدما تجاهل مشجعو ليفربول وليدز يونايتد الدعوات للبقاء في منازلهم والاحتفال من هناك بلقبي الدوري الممتاز للأول والدرجة الأولى للثاني. وأوقفت الشرطة 13 شخصا في مدينتي ليفربول وليدز على هامش خرقهم لقوانين، لكن ما حصل لم يكن سوى عثرة ولن يقلل من نجاح البريميرليغ في السير بالموسم إلى بر الأمان.

مشاركة :