(الدولار = 1.3802 دينار ليبي) طرابلس (رويترز) - توقفت آلة الحرب عن الدوران، في الوقت الراهن، في العاصمة الليبية لكن الانقطاعات الطويلة في التيار الكهربائي بفعل سنوات الإهمال في أعمال الصيانة لا تزال سببا من أسباب البؤس والشقاء في لهيب الصيف وحره اللافح. وأشعل انقطاع الكهرباء شرارة احتجاجات، واقتحم مسلحون مرافق كهرباء لمطالبة المهندسين بإعادة التيار، مما يسلط الضوء على استمرار الاضطرابات حتى بعد انتهاء هجوم قوات شرق ليبيا على طرابلس الشهر الماضي. ولا تزال جذوة الصراع مشتعلة بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا من جهة وبين الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) وتدعمه الإمارات وروسيا ومصر من جهة أخرى. وأضاف الهجوم على طرابلس إلى مشاكل الكهرباء مشاكل جديدة، حيث ترتب عليه تعرض شبكات نقل التيار ومحطات التحكم للتلف أو الدمار.. ناهيك عن سرقة المعدات. وأنفق عبد الفتاح مبروك إمحمد، وهو مزارع من غرب طرابلس، 25 ألف دينار (18 ألف دولار) على مولد كهربائي قبل ثلاث سنوات ”حتى لا تتوقف المزرعة عن العمل“. لكن في الوقت الذي تستطيع فيه الشركات، ويقدر فيه الأثرياء، على شراء المولدات لتبريد المكاتب والمنازل، ليس بوسع الفقراء سوى الجلوس في الليالي الحارة بلا تكييف أو مروحة كهربائية. ويقضي عبد المنعم الحجاجي، وهو عامل في مقهى، ساعات المساء مع أسرته في حديقة صغيرة قرب شقتهم الكائنة بالطابق السادس لأن أجره الهزيل لا يكفي سوى الإيجار وضروريات الحياة. * مشاريع متوقفة يقول الحجاجي ”نقضي معظم الوقت في المساء في الخارج حتى يشعر أطفالنا بالنعاس“، مضيفا أن مشكلة انقطاع الكهرباء تتفاقم كل صيف، مع زيادة الطلب. وقالت زوجته منى، إنها تنتظر عودة الكهرباء للقيام بالأعمال المنزلية، وتسهر أحيانا حتى منتصف الليل. كانت ليبيا، وهي دولة رئيسية في قطاع تصدير النفط، تملك في السابق شبكة كهرباء قوية. لكن سنوات الفوضى والحرب منذ ثورة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي ترتب عليها تدمير البنية التحتية وإضعاف مؤسسات الدولة. وقال ديوان المحاسبة الليبي إن البلاد فقدت 2700 ميجاوات من أصل 3363 ميجاوات، وإن الشركة العامة للكهرباء (جيكول) أنفقت 1.6 مليار دينار في العام الماضي دون أن تحرك عشرات المشاريع المتعثرة. وتحاول جيكول إدارة مشكلة انقطاعات التيار الكهربائي من خلال توزيع إمدادات الطاقة بين المدن المختلفة في غرب ليبيا، لكنها تقول إن بعض المدن ترفض قبول قطع التيار وتستخدم القوة للحفاظ على الكهرباء في مناطقها مما يثير المشاكل في أماكن أخرى. وفي مصراتة على الساحل الليبي، قال رئيس نقابة عمال الكهرباء إن زميلا له قُتل في هجوم على غرفة تحكم في العام الماضي. واقترح الداعمون الأتراك لحكومة الوفاق الوطني نقل محطة كهرباء عائمة إلى ليبيا على غرار محطات أقامتها شركة الكهرباء التركية قبالة سواحل دول أخرى. وقال علي ساسي المدير التنفيذي لشركة جيكول إن هذه الخطوة ستساعد في إعادة الكهرباء بسرعة أكبر، لكن الدولة الليبية ستدفع في مقابلها ”الكثير“. إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود
مشاركة :