يشهد يوليو الجاري حالة من الإقبال والحماس باتجاه كوكب المريخ من جانب أعضاء النخبة في نادي البعثات الفضائية، عبر 3 رحلات تحمل أعلام الإمارات والصين والولايات المتحدة. وحتى الآن أرسلت دولة الإمارات والصين مسبارين إلى المريخ، وتستعد الولايات المتحدة لإرسال مركبة فضائية غير مأهولة إلى هذا الكوكب الذي يبعد أكثر من 55 مليون كيلومتر، وتطلق الولايات المتحدة في 30 يوليو الجاري باتجاه المريخ أحد أكثر مسباراتها تطوراً، وهو مركبة كبيرة بـ6 عجلات في محاولة للعثور على أدلة بأن جراثيم فعلية كانت تجوب مياه الكوكب الأحمر قبل 3.5 مليار سنة. وستستمر رحلة «برسفيرنس» الذي يعني «العزيمة» باللغة الإنجليزية، لأكثر من 6 أشهر، وفي حال هبط الروبوت على سطح المريخ من دون أن تلحق به أضرار، سيبدأ استكشافاً علمياً سنوات عدة بغية أخذ عشرات العينات الصخرية وحفظها، على أن ينقلها روبوت آخر في المستقبل إلى الأرض. وتفتح نافذة الإطلاق إلى الكوكب الأحمر مرة واحدة فقط كل 26 شهراً، حيث يصل المريخ إلى أقرب نقطة إلى الأرض في مداره، ليفتح نافذة إطلاق من شأنها أن تسمح للمركبة الفضائية بإكمال هذه الرحلة بين الكوكبين بأقل قدر من الوقود، وتقع الأسابيع الأخيرة في إطار هذه النافذة التي فتحت حديثاً. ومنذ التجربة الأولى التي قامت بها البشرية لإطلاق مسبار إلى المريخ في عام 1960، دخلت 15 بعثة هبوط بنجاح إلى الغلاف الجوي للكوكب، ولكن ثماني بعثات فقط هبطت في النهاية، ونفذت أعمال استكشاف. واستخدمت وكالة الفضاء الدولية «ناسا» المركبات الفضائية والروبوتات لاكتشاف كوكب المريخ، في عام 1965 ميلاديّة، حيث طارت المركبة الفضائية «مارينر 4» إلى كوكب المريخ، وأصبحت أول مركبة فضائية تابعة لـ«ناسا» تصل إلى كوكب المريخ وتلتقط صوراً له عن قرب دون أن تهبط عليه، وفي عام 1976 ميلادية، كانت Viking 1 وViking 2 أول مركبتين فضائيتين تابعتين لـ«ناسا» تهبطان على سطح المريخ، والتقطت كلتا المركبتين صوراً وجمعتا بيانات علمّية عن سطح كوكب المريخ. ومنذ ذلك الحين هناك العديد من المركبات الفضائية التي تهبط على سطح كوكب المريخ، ويهتم العلماء بشكل خاص بالبحث عن أدلة على وجود الماء على كوكب المريخ، فالكائنات الحية تحتاج إلى الماء من أجل البقاء، ولذلك فإن العثور على دليل على وجود الماء سيعني أنه يمكن أن تكون هناك حياة على هذا الكوكب، والسبب أنه عُثر على معادن تتشكل فقط في الماء على سطح كوكب المريخ. وقامت Mars Global Surveyor التابعة لـ«ناسا» بالدوران حول الكوكب الأحمر لمدة تسع سنوات، ووجدت أن المريخ كان ذات يوم يتمتع بحقل مغناطيسي مثل الأرض يحميه من الأشعة الكونية القاتلة. إمكانية الحياة ومنذ أربعة مليارات سنة، كان سطح المريخ يبدو صالحاً للسكن تماماً، حيث كان يحتوي على أنهار وبحيرات وحتى محيط عميق، ويرى علماء الفلك أن انفجارات قد حدثت على كوكب المريخ، فوصلت الصخور إلى كوكب الأرض، وأصبحت الحياة على كوكب الأرض، وفقد كوكب المريخ مجاله المغناطيسي، واختفى غلافه الجوي، ولذلك يزعم علماء الفلك أن الحياة لم تنته على كوكب المريخ. ومن خلال الدراسات والأبحاث، يرى علماء الفلك أن الحياة ممكنة على كوكب المريخ، ولكن تحت الأرض، فهناك على الأرجح الكثير من المواد الرطبة في طبقات المياه الجوفية المدفونة، وتشير ملاحظات المدار الأوروبي مارس إكسبريس في أوروبا إلى أن بحيرة كبيرة قد تكمن تحت القطب الجنوبي للكوكب الأحمر، ووجد الروبوت روفرز أن نسب غاز الميثان على كوكب المريخ لها تراكيز معينة، وبمعرفة أن أكثر من 90% من غاز الميثان في الغلاف الجوي للأرض يتم إنتاجه بوساطة الميكروبات والكائنات الحية الأخرى، لذلك من الممكن أن يكون الغاز علامة على حياة المريخ الحديثة. ويقول عالم الأحياء الجزيئي غاري روفكون: إن «سينسيز ATP» يعود إلى قاعدة شجرة الحياة على الأرض، واعتماداً على ما أسلفه علماء الفلك عن أن الحياة على كوكب الأرض، جاءت من كوكب المريخ، فهذا يعني أن هذا الجزيء المعقد كان يعمل منذ حوالي 4 مليارات عام، ويجب العثور عليه على كوكب المريخ. المركز الرابع يعد المريخ واحداً من كواكب المجموعة الشمسية، ويحتل المركز الرابع من ناحية بعده عن الشمس، ويأتي مباشرةً بعد كوكب الأرض، إذ يبلغ متوسط بعده عن الشمس 227.900.000 كيلومتر، والمسافة بينه وبين كوكب الأرض تبلغ ما يقارب 55.700.000 كيلومتر، ويبلغ قطره ما يقارب 6.796 كيلومتراً، وسطحه يشبه الأرض، ولكن لا وجود للحيوانات والنباتات عليه. ويدور المريخ حول الشمس في مدار بيضوي الشكل «إهليلجي»، ويحتاج إلى 687 يوماً أرضياً ليكمل دورته حولها، ويتكون كوكب المريخ من: 95.72% من ثاني أكسيد الكربون، و2.7% من النيتروجين، و1.6% من الأرون، و0.2% من الأكسجين، و0.07% من أول أكسيد الكربون، و0.03% من بخار ماء، و0.01% من أكسيد النيتريك، و2.5 جزء في المليون من النيون، و300 جزء في المليون من الكريبتون، و130 جزءاً في المليون من الفورمالدهايد، و80 جزءاً في المليون من الزينون، و30 جزءاً في المليون من الأزوزن، و10 أجزاء من المليون من الميثان.
مشاركة :