24 يوليو 2020 / شبكة الصين / إذا كانت سياسة الولايات المتحدة قد دفعت العالم إلى الأعلى سابقا، فإن سياستها الحالية تهدد بانزلاقه إلى الأسفل، وذلك لأن أسلوب تعاملها المضطرب مع تفشي وباء فيروس كورونا يبدو أنه عامل خطر رئيسي على أي انتعاش عالمي مستدام. وفي هذا السياق، عبر مسؤولون من المكسيك إلى اليابان بالفعل عن الشعور بأنهم على حافة الهاوية. حيث تلقت الصادرات ضربة في ألمانيا، وتنظر كندا إلى الجنوب (أي الولايات المتحدة الأمريكية) بحذر وهي تعلم أن أي ضربة أخرى للنمو في الولايات المتحدة سينتشر تأثيرها بلا شك. وقال صندوق النقد الدولي في مراجعة للاقتصاد الأمريكي "على الصعيد العالمي ستكون هناك شهور وسنوات صعبة مقبلة، ومن المثير للقلق بشكل خاص أن عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 لا يزال ترتفع". وأشار التقرير إلى "اضطرابات اجتماعية" بسبب زيادة الفقر باعتباره أحد المخاطر على النمو الاقتصادي. وأضاف الصندوق "الخطر القادم هو أن نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة سيتعين عليهم مواجهة تدهور ملحوظ في مستويات المعيشة وصعوبات اقتصادية كبيرة لبضع سنوات. وهذا بدوره يمكن أن يضعف الطلب ويزيد من الرياح المعاكسة للنمو على المدى الطويل". بالنسبة للقوى الاقتصادية الكبرى الأخرى، فإن ذلك يمثل عبئا يضاف إلى صراعاتها مع الفيروس والتداعيات الاقتصادية الكبرى. يمثل الاقتصاد الأمريكي حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعلى الرغم من أن معظم ذلك مرتبط بالخدمات وأن غالبية التأثير المباشر للفيروس مرتبط بصناعات مثل المطاعم ذات الروابط الضعيفة بالاقتصاد العالمي، فإن الصلة لا تزال موجودة. وتؤدي الوظيفة المفقودة إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي ثم انخفاض الواردات. وتؤدي ظروف العمل الضعيفة إلى استثمار أقل في المعدات أو الواردات التي يتم إنتاجها غالبا في دولة أخرى. ومنذ بداية العام الحالي وحتى مايو، انخفضت واردات الولايات المتحدة بأكثر من 13%أ وما يقرب من 176 مليار دولار. وفي ألمانيا، التي تُعتبر إجراءاتها لاحتواء الوباء من بين الأكثر فاعلية، انخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 36% على أساس سنوي في مايو. ويرى محللون احتمالات ضئيلة للتحسن مع انخفاض مبيعات السيارات الأمريكية في النصف الأول من العام بحوالي 24% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. أما في اليابان، يُنظر إلى سرعة التعافي على أنها مرتبطة مباشرة بنجاح الولايات المتحدة في القضاء على الفيروس. وفي هذا السياق قال هيديوكومانو، المسؤول السابق ببنك اليابان المركزي والذي يشغل حاليا منصب كبير الخبراء الاقتصاديين في معهد داي-إيتشي لايف للأبحاث، إن "انتعاش اليابان سيتأخر حقا إذا لم يتوقف انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة وإذا لم تنمو الصادرات إلى الولايات المتحدة من دول آسيوية مختلفة". وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، سينخفض الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة هذا العام بنسبة 6.6%، وهو ما يتماشى مع توقعات العديد من المحللين.أما البنك المركزي الكندي كان أكثر تشاؤما حول الموضوع، إذ يتوقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 8.1% هذا العام. وسيصيب تدهور الوضع كندا بشكل مباشر إذ أن نحو ثلاثة أرباع صادراتها تتجه عبر الحدود الأمريكية.
مشاركة :