سماهر سيف اليزليتصور من يجهل حقيقة اليوغا أنها رياضة هادئة يقتصر هدفها على التأمل والعودة إلى الذات. قد يكون ذلك إحدى سماتها إلا أنه لا يسمح بحصرها في هذا الإطار لفوائدها التي لا تعد ولا تحصى، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية.حتى أن كثراً يجهلون أن ممارسة رياضة اليوغا تساعد على حرق حوالى 900 وحدة حرارية، ما قد يكون من الصعب تحقيقه عند ممارسة أنواع أخرى من الرياضة.وحول هذا الموضوع تقول المدربة آية مدن: "إن هناك منافع لليوغا يمكن أن تحدث تغييراً شاملاً في حياة كل فرد،حيث ثمة أنواع عدة من اليوغا. لكن هناك فوائد بعامة كدورها في تصحيح الجسم من خلال تمارين المط الفاعلة التي تتضمنها، وهي تصحح الوضعية أيضاً وتساعد على تحقيق التوازن بين نسبة العضلات ومعدل المرونة في الجسم. فارتفاع نسبة العضلات بغياب الليونة لا يعتبر مفيداً، والعكس صحيح. التوازن هو أساس الصحة السليمة".وتضيف: "يسعى البعض إلى تقوية قدراتهم الفكرية على التركيز والصحة الذهنية باللجوء إلى اليوغا التي تساعد كثيراً في هذه الناحية. فنتيجة ضغوط الحياة المتزايدة تتراجع القدرات الفكرية لدى الإنسان وتقلّ قدرته على التركيز، وهنا يأتي دور اليوغا التي تساعد على تفعيل هذه القدرات. وبمجرد تحسين القدرات الفكرية تتحسن القدرة الإنتاجية لدى الشخص. وتشر إلى أنه ثمة أشخاص يلجأون إلى رياضة اليوغا بحثاً عن الراحة النفسية والعاطفية".وتقول مدن: "اليوغا تخاطب الروح والنفس، مما يجعلها علاجاً أمثل للتغلب على الضغوط التي نتعرض لها في حياتنا اليومية. لذلك يجد كثر السعادة الداخلية في ممارسة رياضة اليوغا لأنها تتيح التواصل مع الفكر وتولد الشعور بالارتياح. ولا بد من التشديد على أن رياضة اليوغا تساعد على تحقيق التوازن بين الطاقتين السلبية والإيجابية، مما يتيح توازناً عاطفياً ونفسياً".وتؤكد أن: "ممارسي اليوغا بشكل يومي ولو لمدة خمس دقائق بالتركيز الفكري وبردود فعلهم الهادئة والإيجابية. فاليوغا بشكل عام عبارة عن نمط حياة وتساعد في السيطرة على الذات والحد من التوتر في الحياة، وكأنها تتحول إلى نوع من المناعة ضد مسبّبات التوتر والسلبيات التي يمكن مواجهتها، كما تساعد على العودة إلى الذات والاختلاء بالنفس والتصالح معها ومع من حولنا، فللتخلص من التوتر نتائج في زيادة الفاعلية في العمل والإنتاجبة. هذا إضافة إلى منافع اليوغا الجسدية حيث يظهر تأثيرها في الجينات. فقد بيّنت الدراسات أن اليوغا قادرة على إحداث تغييرات جينية لدينا، وهذا أساسي في الحياة ويمكن أن يساعد في الحد من أمراض كثيرة قد نتعرض لها. كما تبين أن ثمة أمراضاً مستعصية طبياً استطاعت اليوغا أن تلعب دوراً في معالجتها".
مشاركة :