أوباما يدافع عن الاتفاق ويأمل أن تغير إيران سلوكها «الشائن»

  • 7/16/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

دافع الرئيس الأمريكي عن الاتفاق الذي وقعته الدول الست الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي، واعتبره أكبر ضمان لمنع الجمهورية الإسلامية من الحصول على سلاح نووي، واعتبر أن طهران تمثل تحدياً للأمن القومي الأمريكي وهددها بعقوبات أشد إذا أخلت ببنود الاتفاق. وقال أوباما في مؤتمر صحفي عقده، أمس، في البيت الأبيض إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني هو أفضل ضمانة لمنع الجمهورية الإسلامية من الحصول على أسلحة نووية، وقال إن الاتفاق يمنع بدء سباق تسلح نووي في المنطقة. وأشار إلى أن مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق أشد من المخاطر التي يتحدث عنها البعض بعد التوقيع. واكد أوباما أنه لا اتجاه إلى تطبيع العلاقات مع إيران على غرار ما حدث مع كوبا، وأشار إلى أن إيران مازالت تمثل تحدياً للأمن القومي الأمريكي، وتوعد طهران بعقوبات أشد وأقسى إذا أخلت بواجباتها المنصوص عليها في الاتفاق. وقال أوباما حتى مع التوصل إلى هذا الاتفاق، فستظل بيننا وبين إيران خلافات عميقة تتعلق بدعمها للإرهاب واستخدامها للجماعات الأخرى لزعزعة استقرار أجزاء من الشرق الأوسط، مؤكداً أن إيران لاتزال تمثل تحديات لمصالحنا وقيمنا. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمله في أن تغير إيران سلوكها الشائن بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، إلا أنه قال إنه لا يراهن على ذلك. وذكر في مؤتمره الصحفي هل سنحاول تشجيعهم (الإيرانيين) على تبني نهج بناء أكثر؟ طبعاً، ولكننا لا نراهن على ذلك، مضيفاً بعكس الوضع في كوبا، نحن لا نقوم هنا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. واعتبر أوباما أن إسرائيل محقة في قلقها حول سلوك إيران، إلا أنه اكد أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيكون أكثر خطراً. وقال لدينا خلافات كبيرة جداً مع إيران. وإسرائيل لديها مخاوف مشروعة حول أمنها في ما يتعلق بإيران. من جهة أخرى، شكك القادة الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، في الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران، معتبرين انه يمنح طهران هامشاً واسعاً للمناورة ولا يحمي المصالح الأمنية الأمريكية. ورأى المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأمريكية خلفاً لباراك أوباما، أن الاتفاق يعزز سلطة الملالي في إيران بدلاً من التصدي لها. وقال أحد هؤلاء المرشحين جيب بوش هذه ليست دبلوماسية - هذه تهدئة. وقال رئيس مجلس الشيوخ جون باينر إن الاتفاق غير مقبول، مؤكداً أنه إذا كان النص كما فهمه فسنفعل أي شيء يمكن أن يوقفه. وبموجب قانون أقر في مايو/أيار، أمام البرلمانيين 60 يوما للنظر في الاتفاق. وستجرى مناقشات في جلسات الاستماع العلنية التي يمكن أن تبدأ الأسبوع المقبل. وطلب المشرعون أيضاً بعض الجلسات المغلقة للاستماع لبعض الشخصيات الرسمية حول الجوانب التقنية للاتفاق. ويمكن للكونغرس بعد ذلك أن يوافق على الاتفاق أو يرفضه، أو لا يتبنى أي موقف منه. وأكد أوباما أنه سيعطل أي قرار يرفض الاتفاق. ويحتاج تجاوز هذا الفيتو إلى أغلبية الثلثين في مجلسي الكونغرس، وهي نسبة كبيرة. ولا يمكن لأوباما رفع العقوبات عن إيران خلال مدة عرض الاتفاق على الكونغرس. كما أن الكونغرس يمكنه في مرحلة لاحقة إعادة فرض العقوبات التي يرفعها الرئيس إذا قرر أن طهران أخفقت في التزام الاتفاق. -واصطف الجمهوريون وراء باينر في التعبير عن مواقفهم المعارضة للاتفاق. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر ابدأ بالتشكيك بعمق في أن الاتفاق يحقق فعلياً هدف منع إيران من الحصول على سلاح ذري. وأضاف أن الكونغرس سيحتاج إلى التدقيق في الاتفاق ومعرفة ما إذا كان تطبيقه يستحق تفكيك نظام العقوبات الذي بني بجهود شاقة واحتاج لأكثر من عقد لإقامته. أما الديمقراطية دايان فينستين التي شغلت في الماضي مقعداً في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ فقد دعت البرلمانيين إلى دراسة الاتفاق بدقة قبل إصدار أحكام عليه. وقالت مما أراه انه جيد وأفضل ما يمكن التوصل اليه. وأكد أعضاء في الحزبين أن تسويق الاتفاق في الكونغرس سيكون امراً صعباً. وقال السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز أحد مهندسي العقوبات الصارمة ضد طهران أخشى أن تكون الخطوط الحمر التي رسمناها تحولت إلى خطوط خضر وأن تكون إيران مطالبة بالحد من برنامجها النووي وليس تفكيكه بينما الأسرة الدولية مطالبة برفع العقوبات. وأضاف أن الأمر يعني أن الاتفاق لا ينهي البرنامج النووي الإيراني بل يبقيه. وبينما عبر المرشحون الجمهوريون للسباق الرئاسي، بمن فيهم السيناتور ماركو روبيو ودونالد ترامب، عن تنديدهم بالاتفاق، أعلنت الديمقراطية هيلاري كلينتون دعماً لهذا النص ولكن بتحفظ. وقالت لصحفيين بعد اجتماع مع برلمانيين ديمقراطيين في واشنطن اعتقد أنها خطوة مهمة لوقف تقدم البرنامج النووي لإيران. وتساءل بعض الديمقراطيين علناً عن سبب معارضة المرشحين الجمهوريين الكاملة للاتفاق قبل قراءته. وقال الرجل الثاني في الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ ديك داربن الغريب أن الجمهوريين يقفون ويقولون إنهم ضد الاتفاق بينما لم يجف الحبر الذي كتب به بعد. نريد أن نقرأه ثم نتخذ موقفاً متعقلاً منه. وحذر عدد من البرلمانيين من أن الاتفاق يكافىء إيران بمليارات الدولارات بفضل رفع العقوبات. وقال السيناتور الجمهوري لينسدي غراهام المرشح للسباق الرئاسي إن أوباما ووزير الخارجية الأمريكي كانا ساذجين بخطورة في تعاملهما مع إيران. وأضاف أخذنا أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم ومنحناها المال لتزيد نشاطاتها الإرهابية، مثل تمويل حزب الله وحركة حماس والرئيس السوري بشار الأسد، وفق تعبيره. وعلا صوت الجماعات الموالية لإسرائيل مدوياً في واشنطن محذراً الكونغرس الأمريكي من مشكلات في مستهل حملة ضغط محمومة. وقالت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) إنها قلقة بشدة من أن الاتفاق سيفشل في وقف مسار إيران نحو إنتاج سلاح نووي وسيقوي نفوذ الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب. وقال المركز عن المنظمات الموالية لإسرائيل عموما عدد قليل من جماعات الضغط التي تكرس جهودها لقضايا دولية نشطة للغاية وجيدة التمويل مثل جماعات الضغط الإسرائيلية. ومتحدثاً إلى الإذاعة الإسرائيلية قال جلعاد إردان وزير الأمن العام إن حكومته يجب أن تركز وتوضح جميع ثغرات هذا الاتفاق... نأمل أن يرى الكونغرس الحقيقة. (وكالات)

مشاركة :