فنانون: الإمارات حاضنة الإبداع العربي والإسلامي

  • 7/16/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد عدد الفعاليات والنشاطات التي تنظمها المؤسسات الثقافية في الإمارات سواء كانت رسمية أو أهلية، حجم العناية والمكانة التي بات يحظى بها الخط العربي بوصفه واحداً من الفنون العربية الإسلامية التي شكلت مساراً مغايراً ومتفرداً عما شكلته مدارس الفن الحديثة. ويشير حجم الفعاليات والجهود المبذولة لاستقطاب الخطاطين من مختلف بلدان العالم الإسلامي إلى المكانة التي باتت تحتلها الإمارات بين الدول السباقة في الاهتمام بالخط وتكريس حضوره الفني والجمالي، كما هو الحال في تركيا، أو مصر، أو إيران، أو غيرها من الدول التي شكلت مدارس متفردة في الفنون الإسلامية بصورة عامة والخط العربي بشكل خاص. يظهر هذا لدى العودة إلى مجمل المؤسسات، والأنشطة، والفعاليات التي تقام في الإمارات وتسعى إلى تطويرها، فلم تتوقف الدولة عند إنشاء معهد الشارقة للخط العربي الذي يخرج أجيالاً من الخطاطين المزودين بالمهارات اللازمة لاحتراف الخط العربي، وحمل إجازات في مختلف أنواع الخطوط، وإنما أنشأت مركزاً متخصصاً في الخط العربي يضم مخطوطات وأعمالاً ومقتنيات تضيء على تاريخ الخط العربي، وأنواعه، ومدارسه. ليس ذلك وحسب، بل تصدر في الإمارات وتحديداً في دبي واحدة من المجلات الدورية المتخصصة في الخط العربي وهي مجلة حروف عربية، وتنظم سنوياً ملتقى رمضان لخط القرآن الذي يجمع ثلاثين خطاطاً من مختلف بلدان العالم الإسلام لنسخ القرآن كاملاً، وتنظم معرض تاريخ، وفن الخط العربي، ومعرض الشارقة للخط العربي، إضافة إلى مئات المعارض الشخصية، والفعاليات الدورية التي تنظمها المؤسسات الأهلية والرسمية الفعالة في الدولة. حول جهود الإمارات في رعاية الخط العربي وتكريس حضوره، والمكانة التي باتت تتبوأها بين الدول الرائدة في العناية بالخط، التقت الخليج عدداً من الخطاطين المشاركين في ملتقى رمضان لخط القرآن الذي اختتم فعالياته قبل ايام قليلة في دبي. يقول الخطاط محمد إبراهيم بحسبتي: الإمارات باتت تعد حاضنة الفنون العربية والإسلامية بصورة عامة، والخط العربي بشكل خاص، لما تطرحه من مبادرات وتنظمه من ملتقيات تجمع فيها الخطاطين من مختلف المدارس والمشارب الفنية، إذ يكفي الحديث عن ملتقى رمضان لخط القرآن الذي يشكل ملتقى لخطاطي العالم الإسلامي، وفي الوقت نفسه ملتقى لنسخ القرآن بالطريقة التقليدية اليدوية. ويضيف: ان مثل هذه الملتقيات جعلت الكثير من الخطاطين ينظرون إلى الإمارات بوصفها حاضنة للخطاطين، خصوصاً مع تكرار مشاركتهم في المتلقيات المقامة في الدولة، وتتبعهم لحركة الاقتناء والمعارض والمعاهد التي تنمو في الدولة. ويقول الخطاط هيثم سلوم: الإمارات سعت من خلال مجمل نشاطاتها المتعلقة بالخط العربي إلى تأكيد حضورها بين الدول السباقة في العناية بالخط العربي، واستطاعت من خلال رؤية واضحة أن تشكل علامة فارقة في الاهتمام بالفنون الإسلامية بصورة عامة والخط العربي بشكل خاص، وهذا يظهر من خلال جودة الفعاليات التي تنظمها، ومستوى الأسماء التي تستقطبها. واضاف سلوم: أن حركة الاهتمام بالخط العربي أعادت الكثير من الفنون المتعلقة بهذا الفن إلى الساحة الإبداعية، وفي الوقت نفسه أعادت الاعتبار إلى الكثير من الخطوط التي غابت واختفى ذكرها، كما هو الحال في الخط المحقق الذي تحتفي به الدورة السابعة من ملتقى خط القرآن الكريم، فهو واحد من الخطوط التي غاب ذكرها واستخدامها مع بداية الدولة العثمانية وتركز الاهتمام في خط الثلث على حساب هذا الخط الذي يعد من الخطوط القرآنية الخالصة. ويوضح الخطاط إبراهيم الزاير: الملتقيات والفعاليات التي تنظمها الدولة تكشف رؤية التوجه الذي تسعى إلى تحقيقه على أرض الواقع، فالمتابع يجد أن الملتقيات تستضيف كبار الخطاطين من مختلف بلدان العالم الإسلامي، وتدمجهم مع الخطاطين في الإمارات، وتعرض أعمالهم في إطار تشجيعي مع تجارب الخطاطين الشباب، وذلك لتنمية الخبرات لدى خطاطي الدولة، وبالتالي ظهور أجيال من العارفين والمهتمين بالخط العربي. ويعتبر الزاير أن عناية الإمارات بالخط العربي لا تأتي في سياق منفصل عن عنايتها بسائر الفنون، والآداب، والمعارف العربية، .. وهو ما يطل بصورة دقيقة على مستقبل الحركة الثقافية في الدولة، ويكشف في الوقت ذاته الذهنية المتحضرة والواعية التي ستنشأ عليها أجيال المواطنين والمقيمين في الإمارات. ويؤكد الخطاط حازم فرحان أن تاريخ العناية بالخط العربي في الإمارات يعد قريباً، إلا أن المكانة التي باتت تحتلها عربياً وإسلامياً تكشف حجم الجهد ووضوح الرؤية والمخطط الذي تسير عليه الدولة، إذ تتوزع جهود العناية في الخط بين المؤسسات الأهلية والمؤسسات الرسمية، وتنقسم إلى أشكال كثيرة، منها الملتقيات، والمعارض الدولية، والورش، والمجلات، والمؤلفات الصادرة في دراسة الخط، إضافة إلى حركة اقتناء الأعمال، وتوثيق المخطوطات، وغيرها. ويشير فرحان إلى أنه قرأ العديد من البحوث الصادرة عن مؤسسات ثقافية في الدولة، تبحث في قضايا محورية ومفصلية في الخط العربي، .. وهذا ما ظل غائباً لعقود طويلة، إذ لا تدّرس الجامعات العربية فن الخط العربي إلا في إطار ضيق ضمن جزئية الإطلالة على الفنون العربية والإسلامية، وهذا يغلق باب البحث فيها، ويعطل المؤلفات والبحوث التي تؤصل لهذه الفنون وتكشف جذورها وأصولها.

مشاركة :