خبراء: التكيف مع المتغيرات يضمن تواصل ازدهار الحِرف

  • 7/26/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نظم مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، جلسة نقاشية افتراضية بالتعاون مع علامة المجوهرات الفاخرة الإيطالية «بولغري»، استضاف خلالها نخبة من الخبراء من الإمارات وإيطاليا المتخصصين في قطاع التصميم والتراث، تناولوا خلالها مستقبل صناعة الحرف اليدوية وحجم التجديد والاستفادة التي يجنيها سوق التصميم من التراث.وأكد المتخصصون أن قطاع الحِرف سيواصل نموه وازدهاره وجذبه للرعاة والداعمين، وسيحظى بتقدير وطلب كبيرين إذا نجح المصممون في المحافظة على المرونة، واستخدموا الاستراتيجيات الصحيحة، وحرصوا على التكيّف مع المتغيّرات المتسارعة، في ضوء التحديات التي فرضها الواقع الجديد على دُور التصميم في جميع أنحاء العالم. جاءت الجلسة في إطار رسالة المجلس الرامية لإحياء الحرف اليدوية التراثية في الإمارات وإضفاء الطابع العصري عليها؛ إذ ينطلق المجلس من رؤية تؤمن بأن التعاون هو مفتاح تعزيز الحوار الإبداعي في ظل القيود التي فرضها التباعد الجسدي، وأن تطور الحرف من خلال المحفزات التكنولوجية الحديثة سيضمن استدامة دورها في الواقع العالمي الجديد.شارك في الجلسة التي حملت عنوان «الحرف اليدوية ودور التصميم: التأقلم مع واقع جديد»، ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ومنال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، والشيخ سالم فيصل القاسمي، المؤسس والمدير الإبداعي لاستوديو «فكرة» للتصميم، ولوسيا بوسكايني، القيم للعلامة التجارية والتراث في «بولغري»، وجامباولو ديلا كروجي، مدير أول المجوهرات الراقية في «بولغري».أدار الجلسة فرح نصري، مساعد مدير التقييم والتصميم في مجلس إرثي للحرف المعاصرة.وأشارت ريم بن كرم إلى أن التغيّرات الاقتصادية المتسارعة التي شهدها العالم تركت تأثيرات كبيرة على الحرفيين وأعمالهم وحتى على التراث الثقافي نفسه، وشددت على أهمية التعاون ودوره في التخفيف من هذه التأثيرات في المستقبل. وقالت: «حان الوقت لمثل هذا الحوار الثقافي الإبداعي والجمالي؛ إذ نحتاج إلى دراسة حالة الحرفيين، وتعزيز تعاونهم وحوارهم مع الشركاء الدوليين؛ بهدف ضمان حصولهم على الدعم والتمكين الاقتصادي والاجتماعي الذي يحتاجون إليه لمواصلة جهودهم في الترويج للحرف التراثية اليدوية والمحافظة عليها وحمايتها».وأضافت: «استطاعت حرفيات المجلس مواكبة المستجدات والتكيّف مع الوضع، ويسعدنا أن نشهد قدرتهن على مد جسور الحوار في الوقت الراهن، فرغم حالة الترقب والانتظار لمرحلة ما بعد هذه الأزمة، نجحت الحرفيّات بإثبات مرونة عالية، وقدرة كبيرة على التعامل مع هذا الواقع العالمي الجديد، بالطريقة نفسها التي شهدت صمود الأجداد في وجه الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات السياسية بالعالم». الأوقات العصيبة قال ديلا كروجي: «استطاع الفريق الحرفي لعلامة «بولغري» في روما الاستفادة من فترة البقاء في المنزل خلال هذه الأوقات العصيبة، بفضل التكنولوجيا التي مكنته من استلهام أرشيفنا في العاصمة الإيطالية لصنع مجموعات جديدة، وأشكال وأنماط جديدة من المجوهرات والتصاميم، كما استثمر الحرفيون المتخصصون في صياغة الذهب أوقاتهم في حضور الندوات التعليمية الافتراضية».ورأت بوسكايني أن «التراث يؤثر على الحرف المعاصرة، والدرس تعلمناه من عائلة «بولغري» منذ انطلاقتها حين وظّف مؤسس العلامة التجارية سوتيريوس فولغاريس جلّ معارفه وخبراته في صياغة الفضة ليقدّم ابتكارات عدة مع نهاية القرن التاسع عشر، ويستفيد من غنى التراث ويوظف خبرته في إدخال عناصر جديدة تعكس روح الحداثة، وأصبحت هذه العملية الإبداعية وهذا التوجه القائم على الابتكار العماد الذي تقوم عليه شركتنا خلال تاريخها العريق». وأضافت: «هنا تكمن أهمية التعريف بالتراث والترويج له وتسويقه، فعند احتفالنا بالذكرى السنوية ال125، نظمنا أول معرض يعرّف بتراث «بولغري»، بعد ثلاثة أعوام من البحث المكثف في أرشيفنا، وتبلورت ملامح المعرض، وتعززت مكانته عندما نجح بسرد مجموعة من القصص ذات الأثر الكبير، والتي لاقت استحسان الجماهير من كل أنحاء العالم».ووفق منال عطايا «فإن استراتيجية عرض التراث وترويجه تحتاج إلى تغيير، فالجمهور أو المجتمع تغير وأصبح أكثر اندماجاً بحركة العولمة، وهنا تكمن أهمية إعادة تعريف التراث المعاصر، وما يعنيه لنا، وتكييفه، وتغييره إلى حدٍّ ما، والنظر إلى الطريقة التي تُؤثر بها الثقافة الشعبيّة على التراث، وهيكله، وخصائصه في النمو والتطور، ولهذا يتوجب علينا التأمل في كيفيّة تسويق التراث بشكل أساسي». العرض الافتراضي قال الشيخ سالم فيصل القاسمي: «من الصعب تنفيذ حملات التسويق المتعلقة بالتراث الثقافي بنجاح، لكنها إذا نُفّذت بشكل صحيح وبدأ الناس بإيجاد الروابط التي تجمعهم بها بسبب القصة التي ترويها، فستصبح على قدر عالٍ من الفاعلية».وأضاف: «من الممكن أن تغيّر المعارض طريقة عملها وتعرض مجموعاتها افتراضياً في المستقبل، ومع هذا لا أعتقد أنها ستكون قادرة على أن تحل مكان المعارض الواقعية، لكنها ستكون قادرة على رفدها بطريقة مختلفة».وفي هذا المحور، قالت منال عطايا: «إن مستقبل التراث من حيث الطريقة التي يُعرض بها، وتراه بها الجماهير، هو المستقبل الذي يوجد فيه مساحة أكبر للابتكار وللنظر إلى قدرة التكنولوجيا على المساهمة في تجارب جديدة مبنية على التقنيات التي تُشكّل جزءاً من تراثنا. ويمكننا أن ننظر إلى أوجه الشبه والاختلاف بين عاداتنا وتقاليدنا وعادات الآخرين وتقاليدهم، وهنا تلعب المتاحف دوراً محورياً في إعداد المجموعات الفنية، وتوفير البرامج التعليمية وتعريف أفراد المجتمع، بمن فيهم الأطفال، على تراثهم وثقافتهم وحضارتهم، بالإضافة إلى التراث العالمي وثقافاته المختلفة». الفنون تعزز التسامح ختم المتحدثون الجلسة النقاشية بتأكيد أن الفنون والحرف ستبقى فاعلة وعلى علاقة وثيقة بالجمهور والرعاة والداعمين، إذا نجحت في رواية قصص أصيلة تضمن تفاعل الناس، وتسلط الضوء على القواسم المشتركة بدلاً من الاختلافات، وتعزز التسامح والتمكين والتواصل والحوار في المجتمعات التي تعاني النزاعات.

مشاركة :