غزة – يحاول الطبيب البيطري سعيد العر من قطاع غزة، بمساعدة متطوعين آخرين، إنقاذ الكلاب والقطط الضالة؛ وذلك من خلال تعقيمها وخصيها للحد من تكاثرها. ويعمل الأطباء البيطريون الفلسطينيون في عيادة بمدينة غزة على حماية حيوانات الشوارع التي لا يكاد ينتبه أحد لمعاناتها بسبب كفاح معظم الناس اليومي من أجل تغطية نفقاتهم. وأطلق العر وزملاؤه الذين يعملون في العادة على تقديم الرعاية الصحية اللازمة، للكلاب والقطط التي تصدمها السيارات أو تتم إساءة معاملتها، أول حملة تعقيم في غزة. ولقيت الحملة معارضة في هذا البلد المحافظ، حيث يرى كثيرون أن التعقيم والخصي محظوران في الإسلام. وقال العر الذي أسس جمعية إنقاذ الحيوانات الوحيدة في الإقليم في عام 2006، “لأن المجتمع مسلم، يتحدثون عن الحلال والحرام”، مضيفا “نحن نعرف ما هو حلال وما هو حرام، ومن المحرم (بالنسبة إلى الحيوانات) أن تنتشر في الشوارع حيث يمكن دهسها أو إطلاق النار عليها أو تسميمها”. وفي الوقت الذي يكافح فيه الكثيرون لتلبية الاحتياجات الأساسية، يُنظر إلى رعاية الحيوانات على أنها مضيعة للموارد الثمينة أو رفاهية في أفضل الأحوال. ويعتمد فريق العر للعناية بالحيوانات على التبرعات الخاصة التي يصعب الحصول عليها. وأوضح العر أن فريقه لم يعد بإمكانه تغطية كامل عدد الحيوانات المصابة التي يجدونها أو التي يتم إحضارها إلى العيادة، مؤكدا أن “العدد الكبير من الإصابات اليومية يفوق طاقتنا.. ولهذا السبب لجأنا إلى الخصي”. وأضاف أنهم يتلقون حوالي خمس مكالمات هاتفية يوميا يبلّغ أصحابها عن حيوانات مصابة في الطريق وبحاجة إلى تدخل سريع لمعالجتها. وهناك عدد قليل من العيادات البيطرية ولا توجد مستشفيات خاصة بالحيوانات في غزة، لذلك قام فريق العر بإجراء العمليات في قسم من متجر مخصص لبيع الحيوانات الأليفة تم تنظيفه وتطهيره. وقال بشار شحادة، طبيب بيطري، ”لدينا نقص في القدرات والأدوات، وخاصة تلك اللازمة لجراحة العظام.. لا يوجد مكان مناسب للعمليات”. وأمضى العر سنوات في محاولة تنظيم حملة تعقيم وخصي، لكنه قوبل بمقاومة من السلطات المحلية والأطباء البيطريين، الذين قالوا إن ذلك ممنوع. وحصل في نهاية المطاف على فتوى نصت على أن تعقيم الحيوانات المتشردة أحسن من تركها تتكاثر في الشوارع أين تعاني من سوء المعاملة بالإضافة إلى قساوة الحياة هناك. وأشار إلى أنه بمجرد إصدار الفتوى لم تعترض السلطات المحلية على الحملة كوسيلة لتعزيز الصحة والسلامة العامة، قائلا إن “وزارتي الصحة والزراعة سمحتا للأطباء البيطريين بتنفيذ عمليات وشراء إمدادات وأدوية”. ووفرت بلدية مدينة غزة أرضا لمأوى في وقت سابق من هذا العام، وقبل ذلك كان العر يحتفظ بالحيوانات التي يتم إنقاذها في منزله وعلى مساحات صغيرة من أرض استأجرها لهذا الغرض. ويُؤوي الملجأ الجديد حاليًا حوالي 200 كلب، أغلبيتها مكفوفة، وتحمل ندوبًا من سوء المعاملة أو فقدت أطرافها بسبب حوادث السير. ويحاول الفريق إيجاد منازل للحيوانات، لكنه يواجه تحديات اقتصادية وثقافية، إذ أن القليل جدا من سكان غزة يحتفظون بالكلب كحيوان أليف، وهناك طلب محدود على القطط. وبعض الناس يتبنون الحيوانات من الخارج، ويرسلون الأموال من أجل إطعامها ورعايتها. وقامت مجموعات رعاية الحيوان الدولية على مدى العقد الماضي، بالعديد من المهام لإخلاء الحيوانات المريضة من حدائق الحيوان المؤقتة في غزة ونقلها إلى ملاذات في الضفة الغربية والأردن وأفريقيا.
مشاركة :