الصحافة الأميركية أشادت بالاتفاق النووي وانتقدته: صفقة أوباما مع قاسم سليماني

  • 7/16/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

اهتمت الصحف الأميركية والبريطانية والفرنسية، أمس، بالاتفاق النووي، ووصفته بـ«التاريخي»، أو «المغامرة»، وحملت «واشنطن بوست» في عنوانها الرئيسي «اتفاق تاريخي مع إيران»، فيما قالت «يو إس إيه توداي»: «صفقة إيران»، أما «شيكاغو تربيون»: «أوباما يحقق اتفاق إيران». غير أن صحيفة «نيويورك بوست» (اليمينية) كتبت: «عائلات أسرى السفارة الأميركية (في طهران عام 1979) يعارضون الاتفاق». وفي صفحات الرأي قالت دانا ميلبانك في صحيفة «واشنطن بوست»: «كراهية الحزب الجمهوري لاتفاق إيران فيها سخف». أما ديفيد إغناتيوس فتساءل: «هل ستحسن إيران سلوكها بعد الاتفاق؟». مايكل غيرسون (يميني) قال: «اتفاق إيران مغامرة من جانب أوباما». ونشرت «واشنطن بوست» رأيين ليهوديين يعارضان الاتفاق: أولا: دينيس روس، مستشار مخضرم عن الشرق الأوسط في البيت الأبيض والخارجية، كتب تحت عنوان: «أسئلة عملاقة تبقى بعد الاتفاق مع إيران». ثانيا: رون ديمار، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، كتب تحت عنوان «أربع مشكلات كبيرة تواجه اتفاق إيران». بالإضافة إلى هذه الآراء، نشرت الصحيفة رأيها بعنوان: «اتفاق أوباما مع إيران معقد ومكلف». وفيه إشادة ونقد؛ إشادة بنجاح أوباما في وقف إنتاج إيران لسلاح نووي، لكن، نقد لاعتقاد أوباما أن إيران «ستحسن سلوكها في المستقبل». رأي صحيفة «نيويورك تايمز»، كان أقل نقدا (شيء غريب لأنها أكثر تأييدا لإسرائيل من منافستها)، وكان عنوانه: «اتفاق يقلل توقع الحرب». وفيه إشادة واضحة بالرئيس أوباما، وفيه أيضا: «هذا اتفاق محدد وواضح، ويفتح المجال أمام وضع جديد في الشرق الأوسط». واختلفت «نيويورك تايمز» عن منافستها، مرة أخرى، بأن نشرت مقابلة مع أوباما، أجراها كاتب العمود توماس فريدمان. لم تنتظر مجلة «ويكلي ستاندارد» (اليمينية) حتى يوم الاثنين المقبل لتصدر عددها، وتنشر آراءها، وسارعت ونقلت الأخبار والآراء في موقعها. وكما يتوقع، كانت كلها معارضة للاتفاق: ويليام كريستول (رئيس التحرير): «اتفاق جيد جدًا.. لإيران». رتشارد وارين: «مرشحو الحزب الجمهوري يعارضون اتفاق إيران». داينيال هولبر: «اتفاق إيران خطير وفظيع». وتطرفت كاتبة العمود لي سميث في نقدها، وكتبت رأيها تحت عنوان: «صفقة أوباما مع قاسم سليماني (قائد كتائب القدس في الحرس الثوري الإيراني)». الصحف البريطانية نشرت أيضا أخبارًا وتحليلات متعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرمت دول مجموعة 5 + 1 بقيادة الولايات المتحدة وإيران أول من أمس، والأطراف المستفيدة والمتضررة، الراضية والغاضبة من الاتفاق. وصدرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في صفحتها الأولى مقالا للمحلل السياسي روبرت فيسك بعنوان: «الولايات المتحدة تأخذ جانب إيران، على حساب إسرائيل والعرب»، وأعرب فيسك في التقرير: «مهما بلغ غضب الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة العرب الخليج، فإن الشك سينتاب العرب بأن الولايات المتحدة أخذت جانب (الشيعة) في الحرب الطائفية الدائرة في الشرق الأوسط». وكشف فيسك: «لكن الموضوع لم يعرض بهذا الشكل، فقد وافق الإيرانيون على كبح جماح برنامجهم النووي وحزم أجهزة الطرد المركزي وإخراجها من الخدمة لعشر سنوات مقبلة، والحد من مخزونهم من اليورانيوم المخصب، مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران وتحويل المبالغ التي احتجزتها بنوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن»، مضيفا أن «إيران الآن ستعود إلى الدور الذي كان الشاه يضطلع به، ستصبح شرطي الخليج». وأشارت صحيفة «غارديان» إلى الاحتفالات التي غطت شوارع العاصمة الإيرانية، طهران، احتفاء بالقرار الجديد الذي سينهي عزلة دولتهم، ويجعلها في طور مرحلة جديدة ينتظر منها فيها الكثير في منطقة تزدحم بالاضطرابات السياسية التي لم تمس الواقع السياسي الإيراني حتى الآن. ونشرت الصحيفة البريطانية تقريرًا بعنوان: «دور إيران الجديد يؤكد منصبها في الشرق الأوسط». وأفاد تقرير إن طهران تحرص على أن تقدم نفسها أمام الغرب كالدولة المستقرة وسط بحر الاضطرابات الذي يحاصرها، فهي تمارس دورًا في مواجهة ما تسميه بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتدعم حزب الله المناهض للدولة الإسرائيلية في لبنان، وتقدم الدعم العسكري للرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة مسلحة في البلاد. وفى رأسها تنظيم داعش، تواجه التنظيم نفسه في العراق بتقديم الدعم العسكري للميليشيات التي أوقفت زحف تنظيم داعش إلى بغداد. وأشار تقرير صحيفة «التلغراف» إلى أن اتفاقية فيينا قد «تمثل انفراجة في العلاقات الأميركية الروسية»، وركز التقرير على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي صرح خلاله بأن «المساهمة الروسية للتوصل إلى اتفاقية بشأن ملف إيران النووي يمثل انفراجة في العلاقات الأميركية الروسية رغم الأزمة السياسية بين واشنطن وموسكو بسبب أزمة أوكرانيا». ونشر التقرير تصريحات أوباما، التي ألقاها احتفاء بالتوصل إلى اتفاق فيينا، وقال إنه «توجد فرصة لإدارة حديث جدي مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشأن مصير الأسد، ومحاولة تخطي الأزمة السياسية بين واشنطن وموسكو منذ انتهاء الحرب الباردة». وتحت عنوان «الاتفاق يقلب التوازنات الإقليمية»، كتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية في طبعتها الأخيرة أن «عودة الحظوة الدولية طهران تثير الكثير من مخاوف القوى الشرق أوسطية»، مشيرة إلى أن المملكة السعودية وجهت رسالة إلى طهران تدعوها فيها لـ«إقامة علاقات جيدة على أساس مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وترجع الصحيفة المخاوف في منطقة الشرق الأوسط لـ«شهية إيران الإقليمية» التي ستدعمها عودتها إلى الساحة الدولية. وتسند الصحيفة إلى «مصدر دبلوماسي غربي» قوله إن الرئيس الأميركي باراك أوباما «راهن» على التوصل إلى اتفاق نووي من أجل «رسم التوازنات (الجديدة) بين إيران من جهة والمملكة السعودية من جهة ثانية، وأمله في ذلك أن التنافس بينهما سيحيدهما، وأن إيران سوف تصبح لاعبا يتمتع بحس المسؤولية». وترى الصحيفة أن الرئيس أوباما يرى في الرئيس روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف رجلين «يتمتعان بالبراغماتية»، ويتحليان بحس «المسؤولية»، وبالتالي يمكن المراهنة عليهما لإضعاف معسكر المتشددين الإيرانيين من أنصار التوسع الفارسي ومعاداة أميركا. وتعتبر الصحيفة أن صحة المرشد الأعلى علي خامنئي البالغ من العمر 75 عاما «تعزز» هذه التوقعات. ولذا، فإن هذه المعطيات «تتلاءم تماما» مع عقيدة أوباما الذي يريد فك الارتباط الأميركي مع الشرق الأوسط ويرفض إرسال قوات أرضية إليه بعد الفشل الذي منيت به واشنطن في أفغانستان والعراق. وتتوقع الصحيفة في هذا المقال الرئيسي أن يتراجع الضغط الأميركي على طهران مقابل الدعم الذي تقدمه إيران للميليشيات الشيعية الضالعة في محاربة «داعش» في العراق. أما في سوريا، فتتوقع الصحيفة أيضا أن تخف حدة الانتقادات الأميركية للمساعدات التي تقدمها إيران لنظام الرئيس الأسد الذي ترى فيه طهران «حليفا استراتيجيا للمصالح الإيرانية ولحزب الله. لكن هذا لا يعني، وفق الصحيفة، أن واشنطن سوف تتخلى ببساطة عن حلفائها العرب في الخليج الذي تستمر واشنطن في دعمهم وتسلحيهم، خصوصا في اليمن، لمواجهة تقدم الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران». من جانبها، وصفت صحيفة «ليبراسيون» اليسارية الاتفاق بأنه «تاريخي»، لكنه خصوصا انتصار «شخصي» للرئيس أوباما، وكذلك لنظيره الإيراني حسن روحاني اللذين «انغمسا تماما» في المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق «سيجعل من إيران مجددا دولة عادية». بيد أن الصحيفة التي كالت المديح للاتفاق في أكثر من مقال وتقرير، أشارت إلى أن التوصل إليه دفع الدول الست إلى تقديم عدد من التنازلات، إذ إن هدفهم الأول من المفاوضات كان استئصال البرنامج النووي الإيراني من أساسه. والحال أن الاتفاق أفضى إلى خفض مستواه وتأطيره حتى يبقى مدنيا ولا يمكن إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية. وبالمقابل، يتعين على إيران، بموجب الاتفاق أن تقبل رقابة صارمة على منشآتها النووية وبرفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية والمالية والتجارية المفروضة عليها. ويضيف كاتب المقال أن واشنطن تأمل في أن يقود انفتاح إيران وإعادة إطلاق اقتصادها إلى دفع النظام الإيراني إلى التحلي بالديمقراطية والاعتدال. لكن ثمة من لا يستبعد أن تعمد الأجنحة المتطرفة إلى اعتماد مواقف أكثر تشددا في الداخل والخارج لإجهاض الانفتاح الموعود. وفي أي حال، فإن أي رهان يحتمل الربح والخسارة. لكن الصحيفة تضيف أنه «لم يكن هناك خيار آخر» غير الاتفاق لأنه رغم العقوبات نجحت إيران في تطوير برنامجها النووية، لا بل إنها وصلت إلى ما يسمى «العتبة النووية»، أي التمكن من إنتاج الكميات الكافية من اليورانيوم المخصب وتوافر التكنولوجيا التي تمكنها من إنتاج القنبلة النووية. ولذا، فإن الاتفاق من شأنه أن يبطئ سيرها نحو امتلاك السلاح النووي، وهو أكثر فعالية من ضربات عسكرية من شأنها إشعال كل المنطقة. أما صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية واسعة النفوذ فقد رأت أن الاتفاق سيضع حدا لاعتبار إيران «دولة مارقة»، وسيمكنها من الانخراط مجددا في الدورة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية الدولية وخصوصا من معاودة تصدير نفطها واجتذاب الاستثمارات الأجنبية. لكن مقابل ذلك، تقول الصحيفة إن الاتفاق يضع إيران «تحت الرقابة» التي ستفرض على كامل الدورة النووية. بيد أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران في ميدان التسليح، وخصوصا التكنولوجيات الحساسة والصاروخية ستبقى قائمة ما بين خمسة وثمانية أعوام. وتشير الصحيفة إلى أن رفع العقوبات سيسمح لإيران بتحسين الوضع الاقتصادي، إذ إن الإصلاحات التي أدخلتها حكومة حسن روحاني ساهمت في رفع نسبة النمو إلى 3 في المائة وإلى خفض التضخم من 40 إلى 15 في المائة. وخصصت الصحيفة مقالين إضافيين لإيران ولرغبة الشركات الفرنسية في العودة السريعة إليها.

مشاركة :