تسارع وتيرة التطور التكنولوجي في العالم وانتشار صيحاته السلبية على مجتمعاتنا أصبح أمرًا مؤرقا، لاسيما أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا أساسيًا في المناسبات الاجتماعية والأعياد والأفراح والمواسم، ومنها شهر رمضان المبارك، ويتجلى ذلك في تويتر والفيس بوك والاستقرام ورسائل الجوال والواتساب، التي تهنئ بالعيد، مما ساهم في الحد من حرارة التواصل الاجتماعي المباشر، بل إن بعضهم يعتقد أنه بمجرد إرسال رسالة عبر الجوال أو الإنترنت يعتبر نفسه قام بالواجب حتى لو كان هذا الشخص من أقارب الدرجة الأولى، إضافة إلى أن هناك رسائل لايرتقي مضمونها إلى العبارات الجيدة في معناها. ويحذر مسنون من أن هذه التكنولوجيا ستخرج جيلا لا يعرف من صلة الرحم سوى بعث الرسائل الإلكترونية والمحمولة عبر الواتساب. ويرى عدد من المواطنين أن هذه التقنية حجبت التواصل بين الأقارب والأصدقاء وجعلت منها عملية آلية بعيدا عن حرارة وحميمية الزيارات واللقاءات المباشرة. يقول حسام القريشي: إن تلك الرسائل أسهمت في التقليل من التواصل الاجتماعي المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة وعلى المدى الطويل قد تسهم في الحد من تبادل الزيارات وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية. وأصبحت التهنئة عبر مواقع التواصل هي أسلوب التواصل الأول بين الشباب بشكل خاص وحدث ولا حرج في أشكال وأساليب الرسائل عبر هذه المواقع. وأكد خالد العويفي أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت نقلة نوعية في مجتمعنا بشكل خاص الأمر الذي يجعلنا في حاجة ماسة لمعرفة وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع تلك التقنية سواء كانت الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) أو مواقع التواصل وتوظيفها بشكل جيد تخدم التواصل وليس عكس ما يجري هذه الأيام ولابد من ضرورة توعية وتعريف النشء بكيفية وأسلوب التعامل الصحيح مع تلك الوسيلة.. حيث إن ما ينطبق على التهنئة عبر مواقع التواصل ينطبق على باقي وسائل الإعلام فجميعها تزيد فرصة التواصل، ولكن بشكل أسهل وأبسط وأرخص ثمنا كذلك. ويقول معاذ الشيخ: إن تلك المواقع إذا استطعنا توظيفها بشكل صحيح ستسهم بكل تأكيد في ترابط المجتمع.. ويجب ألا نرى الجوانب السلبية منها ونغض الطرف عن الإيجابيات.. لذا يبقى الوعي هو محك التعامل وخلال عيد الفطر تنهال الرسائل بشتى الوسائل، ولكن سهولة الإرسال ربطت بينهم وأصبح تبادل التهاني ميسرًا. ويشير عبدالرحمن الخميس إلى أن الكثير استبدل زياراتهم العائلية والاجتماعية برسائل التواصل الإلكترونية بدلا من الزيارة المباشرة، التي حث عليها الإسلام وخاصة صلة الرحم، وللأسف أن هذه التقنية على المدى البعيد سوف تخرج لنا جيلا لا يعرف من صلة الرحم سوى بعث الرسائل الإلكترونية والمحمولة عبر الواتساب، معتبرًا ذلك من أعظم القربات لله في صلة الرحم.. ويقول عبدالعزيز الزهراني: ليس هناك أفضل من الزيارات ومن ثم الاتصالات الهاتفية في التهنئة والشكر باللسان والدعاء ومواقع التواصل تساهم بشكل كبير في الحد من التواصل الاجتماعي. ويقول تركي الصالح: إنه على الرغم من إيجابية مواقع التواصل الاجتماعي وأهميتها في التواصل بين شرائح المجتمع، إلا أنها قد تحد من التواصل المباشر بين الأقارب والأصدقاء والاكتفاء بالتواصل عبر هذه المواقع، ويستغرب تركي كيف أن عددًا من الكلمات أصبحت هي الرابط الوحيد بين الشخص وأصحابه وأقاربه من خلال رسائل مواقع التواصل، مشيرًا إلى أن ذلك يقتل الروابط والصلات الحميمية بين الناس ويصنع فجوة كبيرة بينهم داعيا الجميع للتواصل مع استخدام هذه التقنية وعدم الاكتفاء بها لئلا تصبح علاقتنا رهينة أزرار جهاز أخرس. المزيد من الصور :
مشاركة :