بعد أكثر من 12 عاما من المفاوضات، توصلت إيران والقوى الغربية إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي الذي سيسمح برفع العقوبات ضد إيران. وعلى الرغم من انتصار الدبلوماسية الدولية في إحراز اتفاق بشأن القضية النووية الإيرانية، إلا أن الملاحظين يعتقدون أن هذا الاتفاق الذي يخضع المنشآت النووية الإيرانية للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويحد من تطوير الطاقة النووية المدنية الإيرانية في مقابل رفع العقوبات الدولية، لن يغير من مشهد شرق أوسط مضطرب ومتأزم، وذلك نتيجة التدخل الإيراني في شؤون العديد من الدول وطموحها في بسط نفوذها وفق استراتيجية الهيمنة على المنطقة. ولكن ورغم ذلك يرى الملاحظون أن الاتفاق يحمل بعض أضغاث أحلام التي قد تضع حدا لانتشار الأسلحة النووية التي تهدد منطقة الشرق الأوسط. ويبعد طيف انتشارها على الأقل مؤقتا. ردود الفعل سريعة، جاءت بعيد الإعلان عن الاتفاق النهائي، الذي وصف من قبل بعض الدبلوماسيين الغربيين بالاتفاق الهاجس، لما يحمله من ألغام قد تأتي تداعياتها على المنطقة بالدرجة الأولى. مما يستوجب الاحتياط والحذر، كما أشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالقول إن الاتفاق مهم ويأمل أن يساهم ويسهل في حل الأزمات العالقة التي ساهمت وتساهم فيها إيران لحد اليوم بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن على إيران أن تلتزم بشروط الاتفاق وآجالها. وفي نفس الاتجاه، ذهب تصريح وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان، مؤكدا أن على إيران الالتزام بما تعهدت به في الاتفاق وعليها أن تبرهن للجميع عن تنفيذ التنازلات التي قدمتها وتجسدها، خاصة وأن الاتفاق كان قويا وصلبا ويجب أن تبدي طهران انصياعها لما جاء في الاتفاق، بالالتزام بعمليات التفتيش والمراقبة اللازمة لمواقعها، قصد تجنب أي انتكاسة للاتفاق التي ستجني بعدها عقوبات فورية وأكثر صرامة. نص الاتفاق تم المصادقة على مبادئه التوجيهية في المسودة الأولى في 2 نيسان للحد من البرنامج النووي الايراني لمدة عشر سنوات على الأقل في مقابل وقف تدريجي للعقوبات الاقتصادية على اقتصاد البلاد بما في ذلك صادرات النفط. على أن يصادق عليه في هذه المفاوضات. ما حققته طهران كما يعتقد الدبلوماسيون الأوروبيون هو إعادة إدماجها في المجتمع الدولي برفع العقوبات عليها، ويجب أن تبرهن طهران أنها أكثر مسؤولية وأكثر استعدادا لتقديم تنازلات لضمان الأمن الإقليمي، والانخراط في مواجهة صعود المد الداعشي. إذا يعتبر فابيوس أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد حلول للسلام في العراق وسوريا. ويرى أنه لن يتأتى ذلك إلا بالتعاون الإيراني لضمان الاستقرار بالمنطقة. والاتجاه نحو مصالحة ممكنة مع دول المنطقة والمجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب الذي يعصف بالدول.
مشاركة :