بات واضحاً أن تحرك الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بتعيين المؤرّخ، بنجامان ستورا، وهو مؤرخ معروف بالتعاطف مع القضايا الجزائرية مسؤولاً عن ملف الذاكرة مع الجزائر، يحمل إصراراً على تفكيك ملف الذاكرة وتلطيف الأجواء مع الجزائر بعد أقل من شهر من تسليم جماجم شهداء المقاومات الشعبية. ملف الذاكرة يعد الملف الأكثر حساسية بالنسبة للجزائريين، وهو من الملفات الثقيلة التي تتعلق بالذاكرة الوطنية، على غرار استرجاع الأرشيف الوطني، وجماجم الشهداء، وتعويض ضحايا التفجيرات النووية، ما يستوجب تسوية فعلية ونية صادقة تمكّن من التسوية الفعلية لهذه الملفات لبناء علاقات ثنائية عادية مع فرنسا. وحددت الرئاسة الفرنسية مهمة ستورا إلى نهاية العام «ستُتيح إجراء عرض عادل ودقيق للتقدّم المحرز في فرنسا فيما يتعلق بذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، وكذلك للنظرة إلى هذه الرهانات على جانبي البحر الأبيض المتوسط». وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبّون، أعلن، الأسبوع الماضي، أن حكومته أرسلت إلى باريس اسم المؤرّخ الجزائري، عبد المجيد شيخي، الذي انتدبته للعمل مع الجانب الفرنسي على الملفات المتعلقة بالذاكرة الوطنية واسترجاع الأرشيف الوطني. وعاد ملف الذاكرة إلى البروز في المشهد السياسي منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون دفة الحكم، حيث طالب باعتراف فرنسي رسمي عن جرائم الاستعمار بين عامي 1830 و1962، لكن باريس تؤكد أن الأبناء «لا يمكن أن يعتذروا عما اقترفه الآباء»، وتدعو إلى طي الملف والتطلع للمستقبل المشترك. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد عُرِفَ بمواقفه الجريئة، ودعا للاعتذار عن جرائم الماضي. توفيق المديني ينبش لموقع قنطرة ذاكرة جرائم الكولونيالية الفرنسية تجاه الثورة الجزائرية. كما حرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر الاعتراف بأن موريس اودين عالم الرياضيات المؤيد لاستقلال الجزائر والذي اختفى في 1957، كان «قضى تحت التعذيب على يد النظام الذي كانت تقيمه حينها فرنسا في الجزائر»، وأثارت تصريحاته آنذاك احتجاجات خصوصاً لدى اليمين الفرنسي. في الأثناء، أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أن ملف الذاكرة أولوية بالنسبة للجزائر وعلى رأس الملفات القائمة مع فرنسا، وقال إن هناك إرادة إيجابية لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص هذا الملف، ملفتاً إلى أن «المرحلة القادمة ستكشف مدى حسن النية». وأعرب بوقدوم عن أمله في «أن نكون شركاء مع فرنسا وليس فرقاء لأن ملف الذاكرة يسبق أي علاقات اقتصادية أو إنسانية والاعتراف بالضرر الذي لحق بالجزائريين جراء الاستعمار الفرنسي سيسهل الأمور في المستقبل». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :