في مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بعنوان "رهان أوباما حول الاتفاق النووي يحتاج لسنوات قبل أن يؤتي أكله"، أشار كاتبه ديفيد سانغار كبير مراسلي الصحيفة في واشنطن إلى أن أوباما راهن على أن تبديد المخاوف النووية الإيرانية -ولو لنحو عقد من الزمان- سيتيح لمن سيخلفونه في منصبه الوقت والمجال لإعادة بناء علاقات الولايات المتحدة مع خصمها اللدود. غير ان أوباما سيغادر منصبه قبل وقت طويل من ظهور نتائج الإتفاق. ولعل أفضل تخمين اليوم حتى لدى معظم الخلصاء من مؤيديه هو أن الحكم على الاتفاق سيكون مختلطا. ومضي الكاتب قائلا، إنه ليس في الاتفاق الذي تم التوصل اليه يوم الثلاثاء الماضي ما يؤكد على ان إيران لن تصبح قادرة على انتاج القنبلة النووية، بل أنه لن يعمل إلا على تأجيل اليوم الذي سيحدث فيه ذلك. فالاتفاق في نظر العديد من منتقدي الرئيس أوباما، بمن فيهم هنري كيسنغر وزير خارجة اميركا الأسبق، خطأ فادح. وكان كيسنغر قد اشار هو ووزير الخارجة الأسبق جورج شولتز إلى أن الاتفاق لن يفلح في تغيير ثلاثة عقود ونصف من العداء السافر للغرب. واستطرد الكاتب في مقاله قائلا إن البرنامج النووي الإيراني ليس سوى واحدة فقط من أدوات طهران لزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. وهناك خطر متربص، خاصة في غضون السنوات القليلة المقبلة، يتمثل في أن جنرالات إيران سوف يستعيضون عن فقدان برنامجهم النووي من خلال زيادة تمويل حزب الله في لبنان وحكومة بشار الاسد في سوريا، وفرد عضلاتهم في جميع مناطق النزاعات الاخرى في المنطقة. وأشار الكاتب إلى أن إيران بنت فرقة خاصة بها متدربة تدريبا عالياً في الحرب الالكترونية وأنها وظفت هذه الفرقة لشن حروب اسفيرية على بعض دول الشرق الاوسط والولايات المتحدة. وفي غضون عام أو نحوه، ستتدفق المزيد من الاموال والعائدات النفطية على إيران لتمويل هذه الجهود، على افتراض ان طهران ستفي بوعودها بتفكيك قدراتها النووية وشحن وقودها النووي الى الخارج.
مشاركة :