يجلس صانع الأحذية "منور شكيل" في محله التجاري يومياً في قرية رودالا بإقليم البنجاب الباكستاني محاطاً بزبائن ينتظرون إصلاح أحذيتهم أو شراء أحذية جديدة يصنعها بيديه منذ ثلاثة عقود. غير أن هناك عددا من الناس يأتون إلى المحل ليس لإصلاح أو شراء حذاء ولكن للاستماع إلى الأشعار التي يلقيها "شكيل" طيلة النهار حيث انه يتمتع بموهبة غير عادية في تأليف الأشعار التي تعبر عن مآسي حياة ومشاعر المجتمع من حوله. وقد ألف الشاعر "شكيل" الذي يتخذ من محله في قرية رودالا منتدى للشعر والشعراء خمسة دواوين شعر باللغة البنجابية أخذت تحظى بقبول واسع في منطقة البنجاب، فهو يعبر في بعض أشعاره عن مشاكل المجتمع وفي البعض الآخر عن آلام ومعاناة رواد محله الذين لم يكتفوا بالسماع لأشعاره بل قاموا بشراء دواوينه منه مباشرة. ويشارك"شكيل" بأشعاره منذ ثلاثة عقود في المهرجانات الشعبية التي تقام في إقليم البنجاب. ولا يتجاوز دخل الشاعر الحذاء "شكيل" المولود في العام 1969 الثلاثة دولارات يومياً من صناعة الأحذية، يوفر منها نصف دولار يومياً من أجل نشر دواوينه التي طبع أولها في العام 2004 باسم (أعماق البحار) تبعه (أغاريد الغرباء) والذي طبع في العام 2005 و(اسرار القرون) في العام 2009 و(البحث عن الوفاء) 2011 و(عيون تحولت إلى تراب) في العام 2013. ولم يقتصر الأمر على النشر فقط بل حظيت أشعار "شكيل" بجوائز تقديرية من قبل الحكومة المحلية. ويقول "شكيل" عن نفسه بأنه لم ينل حظاً في التعليم لوفاة والده المبكرة مما اضطره إلى ترك مقاعد الدراسة في الصف الخامس، إلا أن هواياته في القراءة مكنته من إجادة الشعر.
مشاركة :