يوم الأربعاء 22 يوليو 2020م في حوالي الساعة الثانية ظهرا انقطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق القريبة من محطة الرفاع لتوليد الكهرباء، وهي النويدرات وسترة والعكر والمعامير وسند والرفاع. ولا يغيب عنا أنه قد عانى كثير من الأسر القاطنين في تلك المناطق من الحر، كما لا يخفى علينا أن منهم من لديه كبار السن وأطفال صغار السن، ومرضى، وكذلك خسرت بعض الأسر ما احتوته ثلاجاتهم ومجمداتهم (فريزراتهم) من أطعمة ومشروبات. وقد بدأت هيئة الكهرباء والماء مشكورة بمهمتها وواجبها الملقى على عاتقها من أجل حل هذا الحدث بالطريقة المناسبة وبأسرع ما يمكن، وانتهت المرحلة حيث تم تشغيل جميع المغذيات الكهربائية على عدة مراحل من أجل إصلاح العطل، وانتهت التغذية الكهربائية في حوالي الساعة الخامسة وأربع وعشرين دقيقة مساء، بناءً على ذلك لا بد لنا من إلقاء الضوء على عدة أمور، منها أسباب الانقطاعات الكهربائية، وأشكال الانقطاعات الكهربائية، وكذلك ما واجبنا تجاه ذلك الحدث كمواطنين ومقيمين؟قد يكون من أسباب انقطاع التيار الكهربائي هو الطلب المتزايد على الكهرباء. وبما أننا في فترة الصيف، غالبًا ما يتزايد الطلب على الكهرباء في فترة الصيف بشكل قد يتعدى الإمكانيات المتاحة من الطاقة الكهربائية، بالذات في فترتي الذروة، وهاتان الفترتان هما بين الساعة الواحدة ظهرًا والرابعة عصرًا، أما الفترة الثانية فهي من الساعة العاشرة مساءً إلى الواحدة صباحًا، ما لم تكن محطات التوليد تغطي الاحتياج من الطاقة المطلوبة. غالبًا ما يقوم الأشخاص بتشغيل الأجهزة الكهربائية وبالذات المكيفات التي تؤدي عملها من أجل المحافظة على برودة المنازل والمنشآت العامة والخاصة، لذلك قد يؤدي ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي. ومن الأسباب تشذيب الأشجار من قِبَل الأخصائيين قليلي الخبرة، والتي قد تؤدي إلى سقوط بعض أغصانها المقطوعة، والتي حال تماسها مع أسلاك الكهرباء قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انقطاع التيار الكهربائي. وقد ينقطع التيار الكهربائي بسبب الممارسات والأنشطة الخاطئة من قبل البشر، فالبشر قد يكون لهم دور أساسي في التسبب في انقطاع التيار الكهربائي، والتي لا بدّ من محاولة تجنّبها لتلافي انقطاع الكهرباء. ومن الأسباب حوادث المركبات حال اصطدامها بالأعمدة الكهربائية، مما يؤدي إلى انقطاع الأسلاك والكابلات الكهربائية. ولا يغيب عنا أن هناك أوقات مخطط لها بقطع التيار الكهربائي، وغالبًا ما تكون في فترة الشتاء، من أجل الصيانة، وذلك لضمان سلامة كل من العمال والمشتركين على حد سواء، وفي هذه الحالة يتمّ إعلام المشتركين بموعد قطع الكهرباء، والوقت المتوقع والمُستغرق لإعادتها. ولا يقتصر على ذلك، بل قد يتمّ قطع التيار الكهربائي في حال وقوع بعض الكوارث الطبيعية، مثل الحرائق -لا قدر الله- حمايةً للمنشآت والمواطنين والمقيمين. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: ما هو واجبنا في حال انقطاع التيار عن منزلنا؟إن من واجبنا في لحظتها، أولاً التحقق بأن التيار ليس مقتصرًا بالانقطاع عن منزلنا فقط، فيجب التحقق من مفاتيح فصل الكهرباء (لوحة الكهرباء، الفيوزات) في منزلنا، وذلك بفحص القاطع (الفيوز) في اللوحة الرئيسيّة للكهرباء في حال كونه في وضع الإغلاق أو الفتح، وإعادة تشغيله متى ما تم التأكد أن العطل تم إصلاحه. فإن لم يكن ذلك (ووضع المفاتيح في الوضع الطبيعي) يجب التحقق من الجيران، فمتى اتضح أن التيار الكهربائي انقطع عن الجيران فإن ذلك يترتب عليه التواصل مع طوارئ هيئة الكهرباء والماء، حيث قد يكون السبب له علاقة بإمدادات الكهرباء بالمنطقة التي يقع فيها منزلك. من خلال ما تقدم، ما واجبنا وماذا يقع على عاتقنا؟ممكن في حال انقطاع التيار ليلاً استخدام مصابيح الإضاءة التي تضاء بواسطة البطاريات، أو الشموع، ويفضل مصابيح الإضاءة التي تضاء بواسطة البطاريات تحاشيًا لزيادة الحرارة، وخاصةً في الصيف، وكذلك من أجل السلامة خاصةً من لديه أطفال. ولكن في حال استخدام الشموع، من واجبنا التأكد من إطفائها قبل مغادرة المنزل. كما أنه ومنذ اللحظة الأولى لانقطاع التيار الكهربائي، يجب التأكد من إيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائيّة عند انقطاع الكهرباء، وبالذات المكيفات الكهربائية، وأي جهاز يستهلك طاقة كهربائية عالية (مثال المكواة الكهربائية)، وذلك لمنع تلفها بارتفاع قوة التيار لدى عودة التيار الكهربائي. بالنسبة للثلاجات والمجمدات (الفريزرات) يجب المحافظة على برودتهما بعدم فتحهما تلافيًا لفساد الأطعمة التي بداخلهما. وخلاصة ذلك، أنه من واجبنا ألا نلقي اللوم دائمًا على هيئة الكهرباء والماء، بل من واجبنا أن نثقف أنفسنا كيف نساهم في تقليل انقطاع التيار الكهربائي، أو إيقاف الانقطاعات أثناء الصيف بقدر الإمكان، وكيف التعامل مع أجهزة الكهرباء متى انقطع التيار الكهربائي عن المنزل، بحيث نتحاشى تلفها.‭{‬ أستاذ الهندسة الكهربائية والطاقة وعضو جمعية المهندسين البحرينية