باريس – أعلنت السلطات الفرنسية، الأحد، أن متطوعا بالعمل في كاتدرائية سانت بيتر وسانت بول التاريخية بمدينة نانت (غرب)، اعترف بمسؤوليته عن الحريق الذي ألحق بها أضرارا بالغة وهو يخضع الآن للحبس الاحتياطي. وقالت الشرطة إنها اعتقلت المتطوع وهو رجل رواندي، للمرة الثانية نهاية هذا الأسبوع، بعدما أطلقت سراحه عقب استجوابه يوم الحريق. وأوقف المتطوع في 18 يوليو بعد ساعات من اندلاع الحريق وفتح تحقيق بملابساته، ليفرج عنه في اليوم التالي، حيث أراد المحققون استجوابه لأنه لم يسجل أي أثر اقتحام للكاتدرائية بعد اندلاع النيران. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن محامي المتطوع، كوينتين تشابيرت قوله إن المتهم “اعترف بالمسؤولية عن الحريق بعد اعتقاله للمرة الثانية”. وأضاف تشابيرت “اعترف المتهم بالادعاء الموجه له حول الحريق الذي تسبب في دمار وضرر كبير بالكاتدرائية”، لافتا إلى أن المتهم “نادم على فعلته ويحاول التوبة”. ونقلت ذات المصادر عن المدعي العام في نانت بيير سينيس، قوله إن الرواندي البالغ من العمر 39 عاما، والذي تم تكليفه بمهمة إغلاق الكاتدرائية، أخبر قاضي التحقيق أنه أشعل ثلاثة حرائق. الحرائق تسببت في تدمير النوافذ الزجاجية الملونة والأرغن الكبير في الكاتدرائية اللذين يرجع تاريخهما إلى القرن 15 وفيما لم يكشف المتهم عن دوافعه، نقلت التقارير عن المدعي العام قوله إن تهمة الحرق العمد “يعاقب عليها بالسجن 10 سنوات”. وتسببت ثلاث بؤر للنيران في تدمير النوافذ الزجاجية الملونة والأرغن الكبير في الكاتدرائية اللذين يرجع تاريخهما إلى القرن الخامس عشر. وهذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في الكاتدرائية، فقد تضررت من قصف الحلفاء في عام 1944، إبان الحرب العالمية الثانية. وأثار حريق كاتدرائية نانت الذي وقع بعد 15 شهرا على حريق نوتردام في باريس، الكثير من الاستياء في أوساط سكان المدينة، الذين لا يزال بعضهم يتذكر حريقا سابقا وقع فيها في 28 يناير 1972. وقال مسؤول مركز التراث في الدائرة المحلية للشؤون الثقافية فيليب شارون إنه باستثناء الأرغن الكبير “الذي لا يمكن ترميمه”، فإن “غالبية القطع قد أنقذت” ووضعت “في قصر نانت”. وأضاف شارون “سيتطلب تأمين الموقع أسابيع والتحقيق أشهرا”، أما بالنسبة إلى مدة الترميم التي تسبقها فترة للدراسة “فقد تتطلب نحو عام”. وتعهد رئيس الوزراء جان كاستيكس أن الدولة “ستتولى كل شيء” في سياق إعادة إعمار الكنيسة، خلال زيارته نانت لتهنئة عناصر الإطفاء يوم وقوع الحريق.
مشاركة :